الأحد 2024-12-15 22:38 م

تجمّلوا أيها الرجال

01:41 م

بعيداً عن لهيب شهر تموز، طبّاخ العنب والكوز (الصبر)، وبعيداً عن أمنية من غرق بعرقه، في موجة الشوب الأخيرة، فأطلق صيحة حرى: (لو بطلع بيدي بشلح جلدي)، فقد تداعت مجموعة من المنتديات النسائية في دولة شقيقة على شبكة الإنترنت لحملة موسعة رفعت شعاراً: (خلوه يلبس)، احتجاجاً على لباس الأزواج، غير الأنيق، وغير اللائق، في المنازل.

توافقت على الحملة كثير من الأصوات النسائية، وسجلت تعليقات طريفة تصور بعض الأزواج في (فانيلة) مهترئة، وسروال قديم، أو وزرة باهتة اللون، أو بيجاما من سنة أولى زواج، هذه الحملة ترجو، أن يكون لباس الأزواج مواكباً للموضة جميلاً، مراعياً لذوق الزوجة، التي لا تتوانى أن تتجمل لزوج لا يهتم بشكله ولباسه إن دخل البيت. أما خارجه فهو آخر (ستايل)، يسبح في ناعم عطره، ويوزع ابتسامته في كل الجهات.
ولأن الجمل في الغالب، لا ينظر إلى اعوجاج رقبته، فقد أطلق رجل نصيحة يصفها بالذهبية للمرأة الشرقية، فحواها أن تبعد وتخفي كل صور الخطوبة، وصور سنوات الزواج الأولى عن عين الزوج، فهو إن رأها سيدخلها في مقارنة سريعة، وسيقول متهكماً: شوه يا بطة، يرحم أيام زمان، وكيف كنتُ أشيلك مثل الريشة؟!، أو شو هالغزال اللي بالصورة؟ ومن هذه الحلوة القمورة؟ سبحان مغير الأحوال ومضاعف الأوزان وخالق الكثبان.
وقبل أن تنبري امرأة متزوجة، بنصيحة ماسية مضادة للرجل الشرقي، أن يبعد هو الآخر صوره، وكيف كان وسيماً، شاباً يرقص العنفوان في عينيه، قبل أن يأكله الشيب، ويصارعه كرش يدلق لسانه لاهثاً، بعد أقل من خطوتين، قبل هذه النصيحة النسائية المتوقعة، أرى أن حملة (خلوه يلبس)، ربما تكون محقة نوعاً ما، فالرجل لا يهتم بشكله في البيت، إلا ما ندر، فبعد دخوله يخلع ثيابه عن فانيلته المبهدلة، وشورته القديم، أو يرتدي دشداشه الذي عاصر أبانا آدم، ثم يستلقي على كبرى الكنبات مسيطراً بالريموت على كل شيء من تلفاز ومكيف، وتراه منادياً على زوجته في المطبخ، إن أراد كأس الماء الذي أمامه!.
ومع هذا الإهمال الذي يرتكبه الرجل بحق لباسه وعطره وشكله وأناقته، نراه دوماً يريد من زوجته، أن تكون عروساً، خرجت للتو من صالون التزيين، ينتقد كل شيء، ويتهكم على كل شيء، ولهذا فمن حق الزوجات أن نتجمل لهن، كما يتجملن لنا، وأن نتزين لهن، ونلبس جميل ثيابنا، وأرهف عطورنا، فهن أحق بهذا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة