الخميس 2024-12-12 13:29 م

تحية لمؤسستنا الأمنية

06:43 م

لا يمكن ان يمر ذكر أية دائرة من دوائرنا الأمنية الا ونزجي لها ولكافة العاملين فيها التحية والتقدير مهما علت رتبهم أو دنت ، فالمشاهد للعيان ان كل فرد منهم يقوم بواجبه الوطني على افضل وجه ممكن ، وذلك انطلاقا من ايمانهم بأنهم أمل كبير للبلاد وموضع تقدير من قائدهم الأعلى جلالة الملك الذي أولاهم قدرا كبيرا من الرعاية والاهتمام ايمانا منه ان هؤلاء النشامى هم العين الساهرة والسياج المنيع للوطن والمواطن على حد سواء .


نحن الأردنيون من شتى اصولنا ومنابتنا ندرك مدى النقلة النوعية التي وصلت اليها مؤسستنا الأمنية بمختلف مواقعها وتعدد اختصاصاتها،انهم يكملون بعضهم بعضا ويوفرون للوطن حالة من الأمن والاستقرار لا تتوفر للكثيرين غيرنا ممن يتمنون ان يكون حالهم كحالنا ، في نفس الوقت لا أزعم اننا نعيش في المدينة الفاضلة ولا أزعم ان الباطل لا يأتينا من بين ايدينا او من خلفنا ، لكن تحت كل المعايير والمقاييس نحن محظوظون جدا في هذا الخصوص ، الحالات الفردية النادرة التي قد تخرج عن السياق المعهود قليلة جدا وليست بذات شأن ، نفهم ان الأمر لا يخلو من بعض الخارجين على القانون مهما كانت صفتهم ، هذه الحالات المحدودة النطاق لا تشكل اية خطورة ذات شأن لا على المواطن ولا الوطن ،والدليل ان مؤسسات دولية وتنظيمات من المجتمع المدني الدولي من شتى بقاع العالم، راحت تشير الى الأردن بأنه بلد الأمن والأمان .

الوعي العام لدى الأنسان الأردني ولّد لديه قناعة مفادها ، أن رجل الأمن هو ابن هذا الشعب ومن صلبه ينبغي المحافظة عليه وتسهيل مهمته، أما القناعة الأخرى هي ان رجل الأمن هذا لا يستطيع لوحده وبمفرده ان يوفر الأمن للمجتمع كما ينبغي ، الا بوجود تعاون وثيق بينه وبين المواطن، على اعتبار أن الهم العام هو قسمة على الجميع ، المواطنة الحقة تقتضي من كل فرد في هذا المجتمع ان يعتبر نفسه رديفا حقيقيا لرجل الأمن، وان المسؤولية الأمنية هي مسؤولية جماعية وواجب وطني ، كل حسب موقعة ، وكل حسب قدراته وامكانياته ، وما يمليه عليه ضميره وحسه الوطني .
من الملفت للنظر ان المهنية ،الاحتراف ، الكفاءة ، الإقدام مترادفات كلها من سمات هؤلاء النشامى ، وقد تم تأهيلهم الى درجة متقدمة من الرقي والتحضر، كي يقوموا بواجباتهم على الوجه الأكمل ، من منطلق احترام انسانية الشخص الذي يتعاملون معه ، وذلك بتقدير الظروف والملابسات والوقائع التي دفعته لارتكاب المخافة مهما كان حجمها ، مع الفهم التام بامكانية اصلاحه وتأهيله وردّه الى جادة الصواب والى حالة من التكيف الاجتماعي السليم ، ليعود مرة أخرى مواطنا صالحا يتفاعل مع بقية افراد المجتمع بإيجابية ، نادما على ماضيه غير المشّرف .
بقي ان اشير الى ان إحدى مؤسستنا الأمنية ــ دائرة المخابرات العامة - على وجه الخصوص ورجالها الأشاوس ، ليسوا بحاجة الى المزيد من المدح والإطراء ، بيد ان الأمانة الصحفية تقتضي من الكاتب أو المراقب ان يعبر بكل صدق وحيادية عن قناعاته ، وفي هذه الحالة ينبغي الا نبخس الناس أشياءهم ، فما بالك لو كان محور حديثنا هذا يتعلق بهؤلاء الصقور الذين يكفوننا شر الأفاعي وسمومها ، والذين لهم دور كبير وفعال في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن ويضعونها فوق كل الاعتبارات كمصلحة وطنية عليا ، في اطار المشروع الاصلاحي الشامل الذي شرع به جلالة الملك متقدما على كل الأحزاب والتجمعات ودعاة الاصلاح .
m.shawahin@yahoo.com

محمد الشواهين


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة