الإثنين 2024-12-16 01:49 ص

تعاطــــي الأدويـــة .. أثناء الحمل والرضاعة

10:36 ص

الوكيل - ان اختيار الدواء اثناء الحمل والرضاعة يتطلب الدقة والحذر، وان يناسب الحالة المرضية للحامل بحيث لا يترتب على استخدامه الحاق الضرر بالحامل والجنين والرضيع وليكن معلوما ان الدواء غير المناسب في حالة الحمل له تاثيره في الام، ويؤثر سلبا في تكوين الجنين ونموه وتطوره أو في صحة الرضيع وسلامته.
وتشير الدراسات ان تناول بعض الادوية قد يؤدي الى حدوث مضاعفات الحمل، مثل نزيف الرحم وسقوط الجنين او ولادته قبل الاوان، او ولادة الطفل ميتا.

الادوية تنتقل من دم الأم
هناك كثير من الادوية تنتقل من دم الام الى الجنين الذي جسمه لا يتحمل تأثير الادوية الكيماوية الغريبة عنه، ومنها ما يتسبب في اختلال تخلق الجنين في الشهور الاولى من الحمل، التي تتكون فيها اعضاء جسمه الظاهرية والداخلية. وقد تؤثر الادوية الكيماوية تأثيرا سلبيا في عمليات النمو واكتمال الوظائف الطبيعية، بحيث يولد الطفل ناقص التكوين او النمو، او مصابا بعاهة او مرض قد يصعب علاجه.
ومن العوامل التي يعتمد عليها نوع الخطر ومقداره التركيب الكيميائي للدواء وجرعته وطول مدة استعماله خلال الحمل والاستعداد الوراثي للجنين وصحة الحامل.
على الام الحامل عدم استعمال أي دواء لاي سبب من الاسباب، الا بعد استشارة الطبيب وحتى ولو كان هذا الدواء عشبا من الاعشاب التي يعتقد الكثير من الناس انها لا تسبب حدوث أي ضرر.
وحتى يتحقق الاستعمال الامثل للدواء خلال الحمل، هناك ركائز اساسية، هي: الثقافة الدوائية بوجه عام، وفيما يتعلق باستعمال الدواء في الحمل والرضاعة بوجه خاص، والتأكيد على عدم تناول الام للدواء الا بعد استشارة الطبيب الاختصاصي، مع استمرار زيارة الطبيب بصفة منتظمة خلال شهور الحمل.
دلت الدراسات على ان كثيرا من المضادات الحيوية ينتقل من دم الام عبر المشيمة الى الجنين، حيث يشكل بعضها خطورة على صحته وسلامته، اما البعض الاخر فانه لا يسبب اصابات في الجنين، ولذلك فان الطبيب يراعي وصف المضاد الحيوي الذي يعالج المريض دون ان يسبب أي اصابات للجنين.
ومن امثلة المضادات الحيوية التي أكدت الدراسات انها لا تسبب حدوث تشوهات او اصابات في الاجنة، البنسلين ومشتقاته ومجموعة سيفالوسبورين، وتعتبر المضادات الحيوية من مجموعة تتراسيكلين والكلورامعنيكول واستربتومايسين ومركبات السلفا من الادوية التي تمثل خطورة على الجنين، وكذلك المضاد الحيوي سابروفلوكسين.

هل تناول اقراص
الحديد ضروري للحامل؟
هناك علاقة وثيقة بين الحديد وفقر الدم. فهو مكون اساسي لمركب الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء, وأي هبوط في كمية حديد الدم ينتج عنه نقص في عدد هذه الخلايا وخلل نقل الاوكسجين الحيوي.
ان 30% أو اكثر من الحوامل يعانين من فقر الدم بسبب نقص الحديد في اجسامهن. فكمية الحديد المتواجدة في جسم المرأة السليمة تبلغ حوالي 2500 - 3000 مليغرام, معظمه متواجد في الهيموغلوبين وما تبقى يعتبر كمستودع للحاجة الفورية متواجد في الكبد والطحال والنخاع العظمي.
ان التوازن بين ما يدخل الى الجسم من حديد واستهلاكه هو أساس صحة الانسان وسلامته. واذا كان النقص في مادة الحديد يسبب ضعفاً في الدم فان زيادتها في الجسم تسبب أيضاً بعض الامراض.
ان الوقاية من مرض فقر الدم, تعتبر من أهم واجبات عيادات العناية بالحوامل. ومكافحة فقر الدم في مرحلة ما قبل الحمل واثنائه مهمة جداً لصحة الحامل ولجنينها.

دم الأم عبر المشيمة
ان كمية الحديد التي يحتاجها الجنين أثناء نموه وتطوره تأتي من دم الأم عبر المشيمة. ويأتي ثلثا هذه الكمية من مخزون حديد الأم. أما الثلث الآخر فيحصل عليه الجنين مما تأخذه الأم من الحديد الموجود في غذائها اليومي.
اذا لم يتوفر للحامل مقدار كافٍ من الحديد من مصادره الغذائية حدث ما يعرف بفقر الدم. فالنقص في الحديد يعيق تطور الجنين ونموه, ويشكل أيضاً خطراً على حياة الأم.
من المعروف ان متطلبات الحديد أثناء الحمل تفوق الى حد كبير المخزون في جسم الحامل, لذلك يتعين عليها تناول أغذية غنية بالحديد كاللحوم الحمراء والكبد والطحال وصفار البيض اضافة الى تناول اقراص الحديد طيلة فترة الحمل.


مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

د. سميح خوري


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة