الخميس 2024-12-12 09:19 ص

.. تقلص الظل الأميركي وتبعاته!

09:06 ص

ليس من المصادفة أن يستبق ولي العهد السعودي زيارة الرئيس أوباما للرياض بزيارته لبكين والوصول بالمباحثات إلى مستوى التعاون الاستراتيجي.

لقد تنبه المراقبون إلى الزيارتين السابقتين للملك عبدالله أيام كان ولياً للعهد عام 1998 وعام 2005، فقد افتتح السياسي الكبير بداية عهد جديد من العلاقات مع الصين، لم تكن باكورتها منظومة «رياح الشرق» الصاروخية المتقدمة واستيراد السعودية للنوع المعروف بـC552 المتوسطة المدى 600-900 كيلومتر، والقادرة على حمل رؤوس نووية. وذلك ضمن علاقات اقتصادية بلغ حجمها السبعين ملياراً.
والسؤال بمناسبة الإعداد لزيارة الرئيس أوباما للرياض: هل بقي من التحالف الأميركي – السعودي القديم ما يكفي لهذه التغيّرات الكبرى في المنطقة والعالم؟؟.
والجواب بكل وضوح: إن السعودية (ودول الخليج) لم تعد تجد أن تحالفها مع القوة الأكبر يمكن أن يكون ضامناً لأمنها واستقرارها. بعد أن لم يعد أوباما يخفي اهتمامه بجنوب شرق آسيا.. ويعطي الشرق الأوسط بعض الاهتمام!!.
يجد السعوديون ومعهم الإمارات والبحرين بشكل خاص أن الأميركيين خذلوا التحالف القديم في ثلاث:
1- سوريا، وترك مأساتها تتراكم إلى حدّ الكارثة القومية التي يمكن بسهولة أن تجرّ معها لبنان.
2- التحالف الخفيّ بين اللاعبين الداخليين في العراق.. وهم لاعبو إيران وأميركا في وقت واحد. وفهم ذلك على واقع «التفاهم» الأميركي مع إيران، بشأن أزمة السلاح النووي الإيراني.
3- قضية فلسطين، واقتصار الجهد الأميركي على لعبة الوقت .. فمن أوسلو إلى استئناف المفاوضات الأخيرة هناك عشرون عاماً من «عملية سلام» عاقر لم تعط حتى الآن ولو ضوء حباحب في آخر النفق!!.
أحد المسؤولين السعوديين كان يتساءل في جلسة صغيرة مؤخراً: هل أدت السياسة الأميركية إلى غير السيطرة الإيرانية على العراق وسوريا.. وطبعاً لبنان؟؟.
والسؤال وارد، فقد شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق.. لتسلمها إلى «أصدقاء إيران» مع أنه كان بيدها أن تقيم كياناً ديمقراطياً، اقامت مثله بعد الاطاحة بنظام هتلر، في ألمانيا.
والسؤال وارد لأنها هدّدت النظام السوري باستعمال القوة لوقف مذابحه ثم تراجعت بطريقة مغرية لاندفاعه إيرانية تكاد تسيطر على سوريا (ولبنان). وتجعل من «أصدقاء سوريا» مساخر يتبعون الظل الأميركي المتهاوي!!.
وبانتظار عودة محمود عباس من واشنطن بيدين فارغتين، تكون الحلقة اكتملت بفتح صراع سنيّ – شيعي يشمل العالم العربي كله!!. فيهودية إسرائيل سيتم تعميمها في منطقة لم تعد عربية ولا إسلامية وإنما سنيّة شيعية!!.
يأمل الخليجيون في توازن القوى الدولية، بادخال العملاق الصيني إلى الساحة الشرق أوسطية. لكن ذلك مع أهميته لا يعفي أهل المنطقة ذاتها من التحالف القومي. الخليجي – المصري – الأردني!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة