الإثنين 2024-12-16 01:09 ص

ثقة دولية في الأردن

01:36 م

الوكيل - خاص - بقلم د. نبيل الشريف - يعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قبول الأردن عضوا في مجلس الأمن إنتصارا كبيرا للدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك وإعترافا بمحورية الدور الأردني إزاء العديد من الملفات المهمة التي سيتناولها مجلس الأمن بالبحث والنقاش خلال الشهور القادمة.


وقد إتسمت الدبلوماسية الأردنية بالحكمة والإنضباط وبالإبتعاد عن المواقف الحادة ، وغلبت عليها سمة البحث عن الصيغ التوفيقية وتقاط التلاقي ، وهذا ماأكسبها إحترام وتقدير العالم ، فالأردن هو صوت العقل والحكمة البعيد عن الشطط وحدة المواقف.

وعلاقة الأردن بالأمم المتحدة علاقة قديمة ومستمرة ، فعضويته فيها تعود إلى عام 1955 ، وهو عضو نشط في منظماتها ولجانها المختلفة ، إضافة إلى دورة المشهود له في جهود الأمم المتحدة في حفظ السلام وفض النزاعات في مختلف بقاع العالم ، فأبناء قواننا المسلحة البواسل يقومون بدور مشرف في نشرالأمن والسلام في العديد من مناطق الصراع على إمتداد مساحة الكون معتمرين القبعات الزرقاء للأمم المتحدة.

كما أن هذا التصويت هو إعتراف بالمستوى المتقدم للكفاءات والخبرات البشرية الأردنية ، ومعروف أن إدارة هذا الموقع الدولي المرموق تحتاج إلى كفاءات نوعية ومدربة ، والأردن من الدول القليلة في العالم الثالث التي تستطيع توفير هذه الكفاءات النوعية من الدبلوماسيين والإداريين المحترفين دون أية صعوبة .ولم يستغرق إستعداد الأردن لتبوأ هذا الموقع الدولي المرموق أكثر من أسبوعين مع أن بعض الدول التي تحتل هذا الموقع تنفق شهورا عديدا للإستعداد له.

ولاشك أن هذه الموقع يفرض على الأردن مسؤوليات ويضعه في مواجهة العديد من التحديات، إذ أن العديد من الملفات الحساسة ستعرض على مجلس الأمن في الفترة القادمة ومنها ملف الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وملف تسوية القضية الفلسطينية الذي تنشط الدبلوماسية الأمريكية لتقديم مقاربة جديدة لحله.

لم تعرف الدبلوماسية الأردنية الإنطواء والإبتعاد عن مواجهة التحديات وهي تجني الآن ثمار الإحترام والتقدير من الأسرة الدولية برمتها جراء مازرعته من بذور الأمل والعمل والتفاعل مع كل قضايا العالم مما أكسبها العديد من الأصدقاء والمؤازرين على إمتداد ساحة العالم.

إن وجود الأردن في هذا المنبر سيجعل العالم أكثر تفهما وإدراكا لمعاناة الأردن إزاء العديد من الملفات والقضايا التي يعاني من تبعاتها وآثارها مثل الملفين السوري والفلسطيني- الإسرائيلي.

كما أن وجود الأردن داخل مجلس الأمن عندما تعرض عليه هذه الملفات بما عرف عنه من حكمة وروية يعلي من فرص الوصول إلى حلول عادلة ودائمة لهذه القضايا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة