يقع جبل النظيف شرق عمان وسط البلد، هو أحد أحياء راس العين الأربعة، سكنه الناس لقربه من مجرى سيل الزرقاء الذي كان يفصل بين منطقة المهاجرين وجبل النظيف، وسكنه شركس وارمن وغيرهم، وفي ظل نكبة عام 1948 التي حلت بالشعب الفلسطيني لجأت اليه أعداد كبيرة من اللاجئين، ولكن الجبل لم يسجل كمخيم رسمي وقتها، بعكس مخيم الوحدات الذي سُجِّل رسميًا عام 1955 وأشرفت عليه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفسطينيين (الأنروا).
قرب المنطقة من وسط البلد دفع قاطنيه للتمترس فيه، فتوسع البنيان في الجبل وزادت أعداد الناس، إلا أن البناء كان عشوائيا والطرق بلا تنظيم، فنتج عن ذاك لاحقا منطقة جغرافية مكتظة بالسكان وتفتقد لأدنى مقومات البناء المنظم، وهي ليست مخيما رسميا، وفي نفس الوقت لا تحظى بعناية حكومية، سمي جزء من جبل النظيف وخاصة مكان اكتظاط اللاجئين الفلسطينيين بمخيم "محمد امين"، ومع مرور الوقت زاد تهالك البنية التحتية في الجبل، وارتفع منسوب الاكتظاظ السكاني بشكل لافت، وبطبيعة الحال فإن الاكتظاط السكاني والتنظيم العشوائي يولد أحيانا حالات مشوهة، يعمل أبناء المنطقة على إبعاد جبلهم عنها بشتى الوسائل المتاحة.
جبل النظيف الذي لا يبعد عن المسجد الحسيني في قلب العاصمة عمان أكثر من 3 كيلو مترات ولا يبعد عن مركز أمانة عمان أكثر من كيلو متر واحد، يعتبر من أكثر المناطق عشوائية في العاصمة وربما في المملكة بشكل عام، ويشتكي سكانه من مشاكل لا تعد ولا تحصى أبرزها قلة الإنارة ووجود مواسير مياه وصرف صحي مكسورة بشكل دائم وتسيل في الجبل، وأيضا من عدم إنارة الطرقات الفرعية وعدم وجود شوارع نافذة، حتى أنك لو جلت في الجبل سيخطر في البال فورا سؤال لا جواب له وهو ماذا لو شب حريق في أحد البيوت وكيف لسيارة إسعاف أن تصل داخل تلك الممرات الضيقة التي لا تتسع لشخصين بجانب بعضهما البعض؟!!!.
جبل النظيف الذي افتخر أنني كنت أحد أبنائه، وقضيت طفولتي بين "أزقته"، ورغم مغادرتي الجبل قبل ما يقرب من 30 عاما إلا أنه مذ ذاك التاريخ وحتى اليوم لم يتغير شيء، باستثناء محاولات لشق طرق في الجبل لم تعطِ أكلها ولم تسهم في وضع حلول جذرية للجبل.
الحل لا يكمن في إطلاق مشروع لتنفيذ هدم وترحيل لسكان الجبل، فأهل المنطقة متمسكون بمنطقتهم، وهم أيضا يعشقونها، وإنما الحل يكمن بتنفيذ دراسات منطقية معمارية تؤمن مساحات فراغية هندسية لسكان الجبل وتعمل على إدخال ضوء النهار لأزقته وشوارعه الضيقة وتضع حلولا معمارية للمنطقة ككل.
شخصيا عندما يتحدث البعض عن مشاكل في قرى ومدن خارج عمان ويطالبون بأن يكون اهتمام المسؤولين بقراهم ومدنهم كالاهتمام بعمان يقفز للبال جبل النظيف وما يشبهه من مناطق أخرى في العاصمة عمان كجبل التاج والجوفة والحدادة وراس العين والمريخ ومخيم الوحدات فتلك المناطق التي يسكنها اكثر من 750 الف نسمة تعاني تهميشا يوازي ما تعانيه قرى ومدن أخرى ويزيد، وهذا يعني أهمية أن تلتفت الحكومة لتلك القرى والمدن وتعمل على تطويرها وفي نفس الوقت الاهتمام بعمان الشرقية وتطويرها أيضا.
ختاما، هاتفني قبل يومين صديق من سكان جبل النظيف، كان شاكيا من سوء الخدمات، ومن ضمن ما قال وعلامات السؤال التي وضعها برسم الجواب قوله أن فيلما أجنبيا يصور في الجبل، ويتحدث الفيلم عن الحروب في المنطقة والويلات التي خلفتها والتدمير، ويضيف: أيعقل ان يتواصل السكوت عن الحال المتهالك للبنية التحتية حتى بات البعض يصوره باعتباره يشبه مناطق مدمرة؟!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو