الخميس 2024-11-14 13:23 م

"جلدهم .. حكهم"؟!

12:22 م






في كل عائلة لازم يكون عندهم ولد (جلده حكه)، فترى أنه لابد أن يقوم بتصرف أو فعل معين حتى يتم ضربه أو تأنيبه، ومن المستحيل أن يمضي يوم دون أن يأكل هذا الولد (شلّوت) أو (بوكس)، ليرتاح بعدها، وتجده من الصباح يحوم في المنزل ليعبث بأي شيء ليستفز الوالد أو الوالدة، ولأن قلبهم لا يطاوعهم على ضربه يقدمون له النصح والإرشاد بأن لا يعبث بأي شيء حتى لا يتم ضربه ولكن، ساعات قليلة ولا يسمعون إلا أنه قد قام وكسر التلفاز، أو حاول حرق غرفة الجلوس، أو قلع عين ابن الجيران، فيدرك الوالد حفظه الله أن الولد (جلده حكه)، فيقوم بما يمليه عليه ضميره ومسؤولياته العائلية من شلاليت فيرتاح بعدها الولد المصيبة.


إن الشلاليت لاتردع الولد عن معاودة فعلته، وما إن ينتهي مفعولها حتى يعاود العبث مرة أخرى، لذلك قدر الوالد أن يكون دائما مستعدا للشلوت فهو يدرك أن ابنه بحاجة للعلاج بشكل يومي!!


على مايبدو أن (جلده بحكه) لم تعد تقتصر على النطاق العائلي، بل أصبحت مرضا يستشري عند النخب.


عجبني أن أحد النواب السابقين والذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الحالية عقد اجتماعا مع مجموعة من النواب السابقين الذين أيضا لم يحالفهم الحظ، ورغم أننا طوينا صفحة المجلس السابق، الا أن أصحاب السعادة يبدو أن (جلدهم حكهم) وأنهم اشتاقوا للنقد والتجريح والمناكفة، فعلى رغم أنهم لايملكون اليوم أي أسلحة رقابية أو دستورية ولا يملكون إلا سلاح الشوكة والسكين، إلا أنهم اتفقوا فيما بينهم على أن يقفوا إلى جانب الشعب الأردني وأنهم سيكونون صوته الذي سيصل للمسؤولين وأصحاب القرار، أربع سنوات وهم تحت القبة ولم يسمع أصحاب القرار صوتهم، فكيف يسمعونهم اليوم وهم الان تحت (اللحاف) !!


تلك الفئة التي دنّست قدسية وهيبة المجالس التشريعية بأن زينت القبة بالشموع والبلالين، وتلاعبت بلا أدنى خجل من نفسها بزجاجات الماء في ساعات عصيبة، كانت بحاجة لمواقف الرجال في وجه حكومة تلاعبت بأعصاب المواطن وأفقدته صوابه بقرارات الجباية، يقولون إنهم اليوم مستعدون لتقديم النصيحة والمشورة، ولا أدري بماذا يمكن أن نستفيد من نصائحهم؟! هل بإحضار (طرابيش) للمجلس في أعياد الميلاد حتى يلبسها النواب الجدد فيرهبوا بها الحكومة ومسؤوليها، أم لديكم لعبة جديدة غير زجاجات الماء استعدادا لمعركة الثقة القادمة، أم تقديم المشورة بأن أفضل ساعات النوم للإنسان هي جلسات الرقابة؟!


الكارثة أنهم ركزوا في اجتماعهم التاريخي والمفصلي على محاربة الفساد بكافة أشكاله، ولا أدري كيف سيقومون بمحاربة الفساد وهم اليوم على مقاعد الجمهور ولا يملكون أي سلطة حتى لمحاربة القارص؟!


كيف يمكن لهم أن يسألوا فاسدا او يستجوبوه؟! هل يرسلون له (مسج) على الواتس أب يقولون فيه: نحن زعلانون كثيرا منك لأنك فاسد. أم يمعطون الفاسد بلوك على الفيسبوك لمعاقبته!


أربع سنوات كانت بين أيديكم كل الأدوات الدستورية وتقاعستم عن القيام بمهامكم التشريعية والرقابية، فكيف أقتنع بدوركم اليوم وليس بين أيديكم سوى أدوات المطبخ، لم يكن اجتماعكم الميمون بهدف المصلحة الوطنية، بل هو باختصار (جلدهم حكهم)!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة