الأحد 2024-12-15 05:37 ص

جنازة محيرة ومئات المشيعين لشاب تعتبره السلطات الأردنية المطلوب رقم 1

11:21 م

الوكيل- لأسباب متعددة لم يكن مقتل الشاب الأردني الذي تصفه السلطات الأمنية بالمطلوب الأمني رقم 1 في المملكة حدثا عاديا وعابرا من أخبار المطاردات بين رجال الأمن والمطلوبين المصنفين (خطرين جدا) في البلاد.


صفحات الفيس البوك والمواقع الإلكترونية مليئة بالتساؤلات والمقالات والتعليقات التي تتحدث عن شيخ المطلوبين الشاب زياد الراعي الذي قتل بداية الأسبوع الماضي أثناء عملية مطاردة أمنية في منطقة الهاشمي الشمالي المكتظة جدا في وسط العاصمة عمان.

حسب المعطيات في بيانات الأمن العام رصدت دورية متخصصة الشاب المطلوب الذي يستخدم السلاح لترويع المواطنين وسلبهم ثم طاردته فأطلق وهو برفقة مسلحين أخرين النار وسط المارة وبعد معركة ساخنة بالرصاص قتل الشاب الراعي الذي يثير موجة عاتية من الجدل بمجرد ظهور إسمه قبل نحو أكثر من شهر على هامش عملية أمنية كبيرة سميت بعملية حي الكمالية.

وما أثار زوبعة الجدل ليس الحادث بحد ذاته فهو متكرر وسبق أن حصل ولكن إجراءات تشييع الجنازة ودفن الجثة وطبيعة من حضر مراسم العزاء والأهم مأدبة الغداء العملاقة التي أقامها عضو في البرلمان لأهل المتوفي والتي تضمنت مئات من أطباق المناسف الشهيرة التي تقام في يوم العزاء الأول لتكريم أهالي المتوفي.

وفقا لصحفي بارز في مجال الصحافة الإجتماعية هو موفق كمال لم يقل عدد المعزين بالشاب الراعي الذي تصفه السلطات بأنه (زعيم الزعران والبلطجية المسلحين) في يوم العزاء الواحد عن ألف شخص وهو عدد كبير جدا للتعزية في وفاة شاب من عائلة مغمورة مصنف رسميا بأنه (مجرم مسلح وخطير جدا).

وحسب كمال الذي يعتبر من أركان صحيفة الغد اليومية فعدد كبير من جمهور العزاء هم من فئة المطلوبين والذين ينظر لهم المجتمع بإعتبارهم مجرمين أو يوقعون إقامات جبرية في المراكز الأمنية فيما لم يتواجد في العزاء أي شرطي أو رجل أمن.

وفي صحيفة صوت الشعب الإلكترونية تحدث خبر مصور ومتلفز عن تشييع الراعي ودفنه ملفوفا بالعلم الفلسطيني وبرفقة نخبة عريضة من رجال الدين وهو أمر غريب جدا في مراسم من هذا النوع في مجتمع أردني محافظ يعني ببساطة بأن الصورة التي رسمتها السلطات للشاب المقتول لا يوافق عليها على الأقل محيط مجتمعه في الحي والمناطق السكنية.

السلطات قالت بأن الراعي متزعم لعصابة أشرار مسلحة تمارس السلب وترهب المواطنين وعمله إجرامي ومنظم ومطارد من أيام طويلة وأهل الشاب يقولون بان هذه السيرة الرسمية ليست دقيقة خصوصا وان التكوين الإجتماعي لمراسم التشييع وبيت العزاء وطبيعة وكثافة الحضور توحي بأن لدى القصة أسرارها.

قصة الشاب الملقب بانه من أبرز زعماء من يصفهم المجتمع برموز {الخاوة} في المجتمع بدأت مع إعلان السلطات فجر أحد أيام الشهر الماضي عن عملية ملاحقة لمجموعة إرهابية مسلحة في منطقة الكمالية غرب العاصمة وجرت عملية مداهمة بحضور نخبة من أبرز جنرالات المملكة إنتهت بالقبض على فردين من العصابة المسلحة وبالإعلان عن فرار زعيمها وهو الشاب زياد الراعي الذي قالت السلطات أنه يفرض (الخاوات والأتاوات) على التجار وأصحاب المحلات بذريعة توفير الحماية لهم.

لاحقا أعلن عن مقتل الراعي الذي كان يحمل سلاحا رشاشا مع مرافقيه حسب الأمن في حي الهاشمي بعد مطاردته وتسببه بجرح إثنين من رجال الأمن بالرصاص لكن عائلة الشاب تبلغ كل من يزور العزاء بانه كان يتوقع مقتله فيما ظهرت طبقة كبيرة من أنصاره وأعوانه على هامش مراسم العزاء التي أثارت بحد ذاتها بسبب إهتمام الإعلام الكبير فيها شهية التساؤلات عن حلقات غامضة لم تتفكك بعد بقصة المطلوب الأول للسلطات الأردنية الذي أكرمه كثيرون بالمشاركة في العزاء وتشييع الجثمان عندما مات وبطريقة غير مألوفة وغير متوقعة.

القدس العربي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة