الإثنين 2024-12-16 00:28 ص

حدودنا الشمالية: .. إلاّ هذا !

07:32 ص

على غرار ما جرى في المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا فإن المفترض أن يكون للأردن عمق أمنيٌّ يسيطرعليه، إن بصورة مباشرة وإنْ بصورة غير مباشرة، يصل حتى إلى ثلاثين كيلومتراً إذا إقتضت الأمور ذلك فأي بلد عندما يصبح مهدداً بانتقال العنف والفوضى.. والإرهاب من بلد مجاور تتداخل الحدود مع حدوده فإن من حقه أن تكون مواجهته لمثل هذا التهديد على أرض هذا البلد المجاور وبخاصة إذا كان، هذا البلد المجاور، يعاني من عدم الإستقرار ومن عدم سيطرة نظام الحكم فيه على كل أراضي بلده.


وحسب معلوماتنا فإنَّ هذا العمق الأمني لبلدنا داخل حدود سوريا الشقيقة كان متوفراً، منذ إضطراب الأوضاع في هذا البلد المجاور الشقيق، إنْ بالنظر وإنْ بالسيطرة عن بعد وأيضاً وإن من خلال تركيز بعض فصائل المعارضة «المعتدلة» ... الجيش الحر تحديداً في الجهة الأخرى من الحدود المقابلة للحدود الأردنية ولذلك فإنها مفاجأة أن نسمع الآن أن هناك وجوداً لتنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق قريبة من حدودنا الشمالية في هذه المنطقة المتاخمة لعدد من مدننا الكبرى مثل إربد والرمثا... وأيضاً مثل المفرق وجرش.

إن ثقتنا بقواتنا المسلحة «الجيش العربي» لا حدود لها وإن أبناء مدننا وقرانا الحدودية بقوا ينامون بدون أحلام مرعبة منذ إنفجار الأزمة السورية في عام 2011 إعتماداً على يقظة أبنائنا في هذا الجيش المصطفوي فعلاً ولأنه كان لا بد، بعد إتساع رقعة الفوضى والعنف التي يعيشها هذا البلد الشقيق، من عمق أمْنيٍّ، يصل إلى ثلاثين كيلو متراً، داخل سوريا فإنه قد تم توفير مثل هذا العمق إنْ بالنظر وإنْ بالسيطرة النارية وإن بالمعارضين المعتدلين وإن بتقدم الآليات الثقيلة إذا إقتضت الأمور ذلك .

لقد أصبح مخيم «الرُّكبان»، وفقاً للمعلومات الرسمية المؤكدة، بؤرة لتنظيم «داعش» الذي بات يسعى، كما يبدو، إلى تسرُّبٍ في مناطق الحدود السورية – الأردنية – العراقية – السعودية بعد أن إشتد الضغط عليه في الموصل والرقة وهذا يعني أنه من حق الأردن أن يكون له مثل هذا العمق الأمني داخل الأراضي السورية وإنْ بالسيطرة المباشرة لـ «الجيش العربي» طالما أنَّ حال هذا البلد الشقيق المجاور أصبحت هي هذه الحال ومادام أن النظام بات محصوراً في جزء من دمشق وأن الأراضي السورية غدت مستباحة لكل هذه التنظيمات المذهبية التي جرى إستيرادها من دول قريبة وبعيدة كثيرة .

ثم وإن المفترض أن تكون المنطقة الآمنة الثالثة، التي هي إحدى المناطق التي تم الإتفاق عليها بإقتراح أميركي وافقت عليه روسيا، في الجبهة الجنوبية أي في الأراضي السورية المتاخمة للحدود الأردنية مما يعني أن هذه المنطقة، التي من المتوقع أن تشمل السويداء وجبل العرب عموماً ودرعا وصولاً إلى أطراف هضبة الجولان، ستشكل العمق الأمني الأردني داخل سوريا.

وهكذا فإنه لا ضرورة إطلاقاً بل أنه سيكون خطأً قاتلاً أن يتم إستقدام وحدات من جيش بشار الأسد، الذي تحول إلى جيش فئوي وطائفي لترابط على الحدود السورية – الأردنية ويقيناً أن إجراء كهذا الإجراء سيعني، إن شئنا أم أبينا، أن إيران ستصبح على حدودنا والمعروف أن إيران، التي غدت تحتل دولتين عربيتين، أصبحت، كما قال وزير خارجية تركيا مولود جاوش أوغلو، تقوم بممارسات من شأنها زعزعة إستقرار أمن المنطقة وبالطبع فإن المعروف أن بلدنا الأردن يقع في قلب هذه المنطقة المستهدفة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة