انطوت مقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني مع شبكة التلفزة سي بي اس قبل ايام، وفي بعدها المحلي تحديدا على اشارات ملكية واضحة لجهة المضي قدما بالعملية الاصلاحية، بعيدا عن التلكؤ وإضاعة الوقت او رهن مصير هذا المشروع الوطني بمواقف بعض اطراف المعارضة خاصة جماعة الاخوان المسلمين، التي على ما يبدو انها غير جادة في التعاطي الموضوعي والمسؤول مع هذا الملف الاصلاحي في ظل لعبة المطالب الفضفاضة والضبابية التي تلعبها، حتى اذا ما تحقق مطلب طرحت مطلبا اخر دون ان نعرف نهاية حقيقية لهذه السلسلة من المطالب التراكمية غير المحددة وغير المنتهية، ما ولد لدى صانع القرار انطباعا بان لدى هذه الجماعة حساباتها الخاصة التي تجعلها متخوفة وغير جادة في المشاركة في الانتخابات. وهو ما اكد عليه جلالة الملك بقوله.. «وفي كل مرة نمد أيدينا لنتواصل معهم (الاخوان المسلمين) نجد ان لديهم مطالب أكثر وأكثر، ومرة أخرى طالبوا بالمزيد من التعديلات الدستورية وقانون انتخاب مفصل على مقاسهم.. والسبب أنهم لا يريدون المشاركة هذه المرة هو ببساطة أنهم يعلمون أنهم لن يحققوا نتائج طيبة في الانتخابات، والكل يعلم في الاردن أنهم خائفون من النتائج».
ما يؤشر إلى ان المقابلة الملكية شخصت المشهد الوطني بشكل جعل كل متابع يجزم ان الاصلاح يحظى بالاولوية المطلقة على اجندة جلالة الملك، وان الانتخابات القادمة ستكون اللحظة الحاسمة التي ستشهد الانطلاقة السياسية الاردنية الجديدة نحو الديمقراطية والتعددية ودخول عهد الحكومات البرلمانية، بوصفها التتويج الاجرائي والعملياتي للمنظومة الاصلاحية التي اكتملت عناصرها التشريعية كاستحقاق وطني املته طبيعة التعديلات الدستورية غير المسبوقة والتي شملت اكثرمن 42 مادة من الدستور مهدت لهذا الانجاز الاردني التاريخي، الذي فرض نفسه نموذجا سياسيا نوعيا في التحول الديمقراطي في المنطقة استند الى فكر قيادي حكيم وملهم، مكن الاردن من استيعاب الهبات المطالبية (الربيعية) التي هبت على الاقليم فجأة ودون سابق انذار. وبدا ان الاردن مستعد وواثق من الدخول في قلب الحدث الاصلاحي ومن بوابة الانتخابات لتفعيل دور المواطن في المشاركة في العملية السياسية بحيث يأخذ مكانه ويكون له حضوره في صناعة القرار.
ان الاردن الذي بذل جهودا حثيثة في سبيل انجاز مشروعه الاصلاحي الديمقراطي، يرفض الاستفزاز او الابتزاز الذي تمارسه بعض اطراف المعارضة في محاولة غير بريئة لنسف هذه الجهود الوطنية المخلصة، وما مقابلة جلالة الملك التي انطوت على قراءة عميقة وصريحة كشفت حقيقة مواقف هذه الاطراف من الانتخابات القادمة، الا بمثابة رسالة موجهة الى كل متابع ومهتم بالاصلاح في الاردن، للاطلاع على هذه الحقيقة والوقوف عند المماطلات والمراوغات، التي وسمت سياسة هذه الاطراف في تعاطيها مع محاولات صانع القرار الاردني الرامية الى اشراكها في منظومة الاصلاح. فيما هي تصر على التمسك بخيارها السلبي ممثلا بالمقاطعة الذي سيترتب عليه انسلاخها عن العملية السياسية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو