هل سبق ان سمع قانوني او سياسي بحق اسمه حق الاغتيال ؟ للوهلة الاولى يبدو هذا الاختراع الاسرائيلي جرما لا سابقة له ، ولكن اليست نظرية الحرب الاستباقية الاميركية ، التي طبقت بحق شعوب بكاملها هي حق اغتيال بالجملة ؟
اسرائيل تريد الهدنة في غزة ، ولكنها تريد الاحتفاظ بحقها في اغتيال كل من تسول له نفسه مقاومة احتلالها، والبعض يقترح طرحا بديلا هو ابلاغ مصر عن هذا المتجرئ . وماذا بعد ؟ ( بالاذن من عمرو ناصف ) ، ماذا بعد ابلاغ مصر ؟ هل يصبح على حكم الاخوان المسلمين في مصر ان يعتقل كل مقاوم ؟ واذا اعتقله هل ما يمنع اسرائيل ان تطالب بتسليمه ؟ بل ان السؤال الاخر هو : من الذين سيكونون عرضة للحساب المصري في هذه الحالة ؟ والذين ستدان بلاد الكنانة ان لم تتمكن من ضبطهم ؟
اسئلة تضاعفت بعد ان ظهرت قائمة المطالب الاسرائيلية التعجيزية من مصر، مطالب تشددت بعد وصول هيلاري كلينتون ، فيما بدا وضع الادارة المصرية امام استحالة القيام بدور الضامن او الوسيط ، ووضع الفلسطينيين امام استحالة القبول بما طرح من الشروط .
فماذا مثلا لو اوكل امر غاز غزة لشركة صهيونية او جزء منها اسرائيلي او ممثل لشركات اسرائيلية ، وقرر احد او بعض المقاومين الاعتراض على ذلك ومنع التنقيب ؟ ماذا لو تبين من شروط الاتفاق ما يتناقض مع المصلحة الفلسطينية وقرر بعض المقاومين الانتفاض عليها ؟ وان بحثنا عن الاسماء فسيكون هؤلاء من الذين يقاتلون الان في غزة من الفصائل المسلحة . هؤلاء لم تعد تذكرهم وسائل الاعلام ، التي تصور الامر وكانت غزة معادلة لحماس ولا وجود لسواها من الفصائل، مما احتج عليه الناطق باسم الجهاد امس.
سيكون على مصر ان تلزم هؤلاء بالانصياع ، وان تتحول الى شرطي يضمن امن اسرائيل ويضبط لها كل فرد يهدده . او سيكون لاسرائيل حق اغتيال هذا المتمرد.
دور كان في يوكل للسلطة الفلسطينية في رام الله ، ولشرطتها ، وهو الحجة التي قام عليها انقلاب غزة . فهل الاسرائيليون لا يثقون بحكومة حماس للقيام به ام ان هذه الحومة لا يمكنها نقض الحجة التي قامت عليها ؟ وفي كلا الحالين يراد لمصر ان تضطلع بالدور الذي لم يكن يجرؤ عليه علنا نظام حسني مبارك .
في الطرف الثاني تطلب اسرائيل من حماس ان تضبط قواعدها وخلاياها في الضفة الغربية ، وهذا وجه اخر من اوجه التعجيز ، لا يمكن لاحد ان يقبله لانه لا يستطيع تنفيذه.
لقد صمد الفلسطينيون في هذا العدوان ببطولة فاقت ما حصل عام 2008 ، وحققوا كسرا للهيبة الاسرائيلية وصل حد توازن الرعب ، بل حد وضع اسرائيل امام مازق في خيارين : عجز عن المعركة البرية وعجز عن الامتناع عنها . ولذا اسرع الغرب للتوسط لانقاذ اسرائيل لا لانقاذ غزة .
غير ان عملية تل ابيب لم تلبث ان جاءت تقلب الطاولة على كل هذه الاسئلة، وتفتح الباب على احتمالات جديدة ربما طال امدها اكثر من المدة المطروحة للهدنة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو