قالها الملك صراحة أمس في افتتاح البرلمان الجديد أنه يأمل أن تستمر الحكومة لأربع سنوات لكنه ربط الاستمرار بقدرتها على ادارة برنامج عمل منطقي يبدأ ببيان وزاري يتوخى الموضوعية و الواقعية تقدمه لمجلس النواب.
حكومات العمر القصير السابقة اكتفت ببيانات وزارية تحمل طابعا انشائيا و غالباً لم يتحقق منها إلا القليل القليل.
في السنوات الخمس الأخيرة، بات توجه النظام السياسي واضحاً نحو حكومات برامجية، و أُعطيت الحكومة السابقة وقتاً أطول من غيرها للاستمرار، لكن كثيراً من جهد الحكومة توزّع على تطويق الأزمات بدلاً من قيادة دفة «استراتيجية الأردن 2025» التي صاحب اعلانها تفاؤلاً كبيراً و شكلت بدايات عمل مؤسسي لحكومات قادمة.
الحكومة الحالية لم تُوضح موقفها بعد من الاستراتيجية هذه وربما يكون البيان الوزاري فرصة لبيان موقف الحكومة الحالية من استراتيجية وطنية كبرى يتوجّب الاستمرار في تطبيقها لا وضعها في الادراج.
الحكومة بين يديها استراتيجية جاهزة و هذه فرصة ثمينة لخلق بيان وزاري على أساس استراتيجية الأردن 2025 من خلال وضع اليات واضحة لتنفيذ خطوات مرتبطة بفترات زمنية محددة.
ليس مطلوباً من الحكومة في هذه الأثناء أن تخترع استراتيجيات جديدة لأنها بذلك تُرسل برسالة لا تبعث على التفاؤل مفادها أن الحكومات مشغولة بكتابة الاستراتيجيات لا بتطبيقها.
بيان وزاري برنامجي سيُنظم علاقة الحكومة بالبرلمان و سيقود اتجاه العلاقة ليتحول من مصالحي إلى تكاملي بل و سيجبر النواب على الدخول في حجرات العمل البرامجي بدلاً من قضاء الوقت في مكاتب الوزراء.
الملك قال أنه «يأمل للحكومة أن تستمر» و هو بذلك يقول للحكومة و رئيسها أن الفرصة أمامهم مواتية للاستمرار لكنها ليست تحصيلاً حاصلاً!
الناس لم تعد تتحمس لكلام الحكومات و هي حقيقة يعلمها رئيس الحكومة قبل غيره و هذا مرتبط بأزمة تاريخية شابت ثقة المواطن بالحكومات.
الحكومة تسلمت مهامها منذ أشهر في فترة غاب فيها مجلس النواب و بالتالي توفرت لديها الفرصة لتشكيل اليات تحركاتها لسنوات أربع قادمة خصوصاً أن اعادة تكليف «الملقي» بتشكيل الحكومة كان رسالة واضحة بعطاء الرجل، نختلف معه أو نتفق، فرصة لترؤس حكومة تطول مدة اقامتها في الدوار الرابع.
هل تجهزت الحكومة لاعلان اليات عملها الواضحة أم ستكتفي ببرنامج عام انشائي لا يغيّر و لا يبدّل؟
الحكومة ستكون معركتها صعبة لتحقيق الاستمرارية التي «يأملها» الملك، لكن بيدها أن تستمر و بيدها أن تجعل الناس يلمسون ثمار حكومة تقود برامج و بيدها أن ترتق ثوب أزمة الثقة مع المواطن، لكن بيدها أيضاً أن تكون من حكومات الأعمار القصيرة إن أرادت!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو