الخميس 2024-12-12 13:29 م

حلف عربي إسلامي ولكن !

02:04 ص

استفاق العالم على جريمة اغتيال بشعة بكل المقاييس، فقد أثارت الطريقة التي نفذ فيها إرهاب «داعش» جريمتهم الغضب في كل أنحاء العالم.


قبل الجريمة شيء وبعدها شيء آخر، لا ينطبق ذلك على الأردن فقط بل على العالم أجمع الذي بات منغمسا في هذه الأحداث، كما لم يكن من قبل.

لكن هذا لا يجب أن يغفل الأعين عن حقيقة واحدة وهي أن هذه الحرب تخص العالم العربي والاسلامي قبل أن تكون أولوية بالنسبة لقوى العالم المستنير، ومن هنا تبدأ الحكاية.

قبل الجريمة ترك تنظيم داعش الارهابي وشأنه في بناء أركان دولة على الارض، نظام إقتصادي وإجتماعي ومؤسسات سياسية وغيرها، وما كان ينقص هو تسجيلها في هيئة الأمم المتحدة كدولة قائمة فعلا، وفي الأثناء لم يكن أحد يكترث في تسديد إجابات على عشرات التساؤلات المثارة حول هذا التنظيم، لماذا تترك الحدود مفتوحة لانسياب المقاتلين..؟ ولماذا يغض الطرف عن تدفق السلاح بكل يسر وتدبير، وكذلك المال وصادرات الغاز والنفط ولم يكن كل ذلك ليثير علامات استفهام بقدر ما يولد القناعات بنظرية المصالح المتناقضة، فهل ثمة ما يمكن أن نطلق عليه بإنفصام المواقف !

لقد دعا الملك الى تشكيل «تحالف عربي إسلامي للتصدي للإرهاب» يساهم فيه المجتمع الدولي ودول إقليمية مؤثرة.. فالمطلوب اليوم هو تبني منهج شمولي لمواجهة الإرهاب والتطرف عسكريا وأمنيا وأيدولوجيا، والحرب اليوم هي داخل الإسلام، ويجب أن يأخذ العرب والمسلمون زمام المبادرة نصرة للإسلام ورسالته.

هذه رؤية مهمة تلخص فهم الأردن لهذه المعركة، فحتى الأن لم يوجه هذا التنظيم كلمة واحدة على سبيل التهديد ضد إسرائيل، وإن كان من نجاح يدون في سجله هو أنه أنسانا القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى، أليس إسرائيل اليوم أكثر أمنا من أي وقت مضى؟, حتى أنه أي التنظيم ليس موجها في تهديده الى الغرب، لكنه سيكون قريبا من ذلك.

مساندة المجتمع الدولي لحلف عربي وإسلامي يطهر الاسلام من هذه الأفكار وممن يحملها ويروج لها يتم عبر قطع مصادر تمويل هذا التنظيم بالمال والمقاتلين فحتى الآن يعمل التنظيم بحرية تامة، ولا يشعر بأي حصار بل على العكس هناك شواهد بأنه عمله لا يزال ميسرا، وإن كان ذلك بقصد أو من دون قصد، فهو يعود الى التراخي وربما التجاهل وحتى بالتواطؤ، فليس من شيء يتم عمله حتى اللحظة لمحاصرة هذا التنظيم في ثروته التي تقدر، في يد قاداتها بما يقارب الـ 2.1 بليون دولار، وليس من جهد يبذل لحصر مصادر التمويل وتجفيفها.

تتباين التقارير الاستخباراتية والصحفية وشهود العيان حول مصادر التمويل، وإن كانت بعضها تشير الى تورط دول وحكومات فأين الرقابة المشددة دوليا على تمويل الارهاب في ظل التساؤلات عن الازدواجية في تطبيق قرارات محاصرة التمويل بما فيها أصغر الحوالات النقدية التي سنها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بعد إعتداءات نيويورك ؟.

لماذا يسمح للتنظيم بتصدير النفط ومن يشتريه والى أين يذهب وكيف يتم تمرير المال والنفط هو عصب التنظيم المالي وهو ثاني أهم مصدر التمويل من حقول شمال سوريا وينقل عبر الحدود إلى تركيا، بما يوفر له ما يقارب 8.1 مليون دولار..

هذه حربنا في العالم العربي والاسلامي ضد التجهيل والانغلاق والتطرف لاظهار الدين الاسلامي بحضارته التي منحت للانسانية إرثا عظيما في العلوم والاخلاق والتمدن والانفتاح، لكن على العالم بقواه المؤثرة أن يأتي بفعل واحد في الباطن كما هو في الظاهر.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة