الأحد 2024-12-15 22:48 م

خارج التقاويم !!

07:45 ص

حين استمع الى اغنية عبد الوهاب «أخي جاوز الظالمون المدى» يمتزج الضحك بالبكاء، فإذا كان الظالمون قد تجاوزوا المدى قبل ستين عاما فأين وصلوا الان، تماما كما هو الحال مع العبارة القائلة بلغ السيل الزبى، فإذا حدث ذلك قبل عدة قرون فأين هو السيل الان، وهل بقي حيث اشار الشاعر ام اصبح طوفانا جرف كل شيء، وما تبقى هو فقط ما يطفو عليه !!


لقد تجاوزنا اليوم السابع من اسبوعنا العربي منذ زمن طويل وكذلك الساعة الخامسة والعشرون من تقاويمنا، اما الشهر الثالث عشر فهو حكر على رواتب بنوك وصحف ومؤسسات لكننا عمليا نعيش فيه وعلى قارعة التاريخ وان كنا في عمق الجغرافيا .

من كان قبل نصف قرن يتخيل بأن العرب سوف يحتفلون باستعادة الموصل وحلب وتحرير عواصمهم من الرايات السود وليس من راية النجمة السداسية ولا اظن ان تشاؤم المعرّي الذي ساوى بين البشير والنذير وكابوسية كافكا وسوداويته اوصلت الاثنين شرقا وغربا الى تخيّل هذا الجحيم او هذه الديستوبيا المضادة لكل يوتوبيات التاريخ والفلاسفة .

من يصدق ان فرنسيا اصبح نباتيا ويعاني من فوبيا اللون الاحمر بعد ان شاهد ذبح واحد وعشرين رجلا على الشاشة ورأى ماء البحر يتحول من الازرق الى الاحمر من سيل الدم البشري .

واعترف لي صديق اوروبي انه كان يحب الاناء التقليدي الذي توضع فيه السكاكين الخاصة بوجبة الستيك على مدخل المطعم الذي يرتاده وحين رأى ما رأى اصابته ايضا فوبيا السكين فألقى كل ما في ادراج مطبخه الى سلة النفايات .

الظالمون تجاوزوا المدى قبل ستين عاما وليس الان، والسيل تجاوز الزُّبى قبل عدة قرون، وزلزال التاريخ الذي له مقياس ريختر خاص به وقع على اعلى الدرجات ونحن آخر من يعلم !!

انه زمن جنون البشر لا البقر وانفلونزا الضباع لا الدجاج، فالعين علت على الحاجب وخرج الاظفر من اللحم واصبح الدم ماء !!

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة