الخميس 2024-12-12 11:39 ص

خطاب الأسد فيه كل شيء ما عدا الحل !

01:11 ص

أعاد انتاج نفس المشهد، وحشد أنصاره في قاعة ضخمة ليطلوا من الشرفات ويهجموا عليه مؤيدين بملابس مدنية واختار بينهم نساء، لم يكلف حرسه الشخصي جهداً اضافياً لدفعهم عنه لأن أكثرهم من نفس الكتائب والسرايا، وبدأ واثقاً من كلامه معتمداً على التصريحات الأمريكية الأخيرة التي قالت أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً في الشأن السوري مما أعطاه فرصة ليعتقد أن الوعد الأمريكي سيسحب وراءه كل أنصار أميركا أوروبيين وعرباً وأنه سينفرد بالمقاومة وثورة السوريين وخاصة العزل منهم في مدنهم وأريافهم وقراهم وأن سلاحه سيبقى المتحكم في ميدان المعركة.

برر اختياره للحل الأمني ونفى امكانية وجود شركاء له في حل سياسي طوال الفترة الماضية قبل أن يعترف أن سوريا ليست بخير وأن فيها نعوشاً طاهرة ليميز ذلك عن النعوش الأخرى.
الأسد يخطب ويراقب ويحرك موفديه وحلفاءه ويرى أن بإمكانه القفز عن الواقع السوري المرير باتجاه البقاء حين لم يذكر شيئاً عن رحيله أو حتى عن انتهاء صلاحيته عام 2014، يتحدث كما لو ان الأحداث قد بدأت لتوها ويضيف أنه مع حل سياسي ولكنه يشترط على طارحيه أن يعبروا به من خلال الرؤية السورية والتي هي رؤية نظامه.
الأسد لا يصادر حق السوريين في احتجاجهم ومقاومتهم وربيعهم بل يصادر حق الشعوب العربية في ربيعها حين يصفه بأنه فقاعة صابون وأنه زائل ولو كان نفوذه واسعاً لقاتل في كل الساحات العربية ولصادر كل أشكال الاحتجاج بنفس الكيفية ولأعاد إلى السلطة العقيد القذافي وزين العابدين ومبارك وعلي عبدالله صالح.
خارطة الطريق التي قدمها يذكر فيها الأخرين بالسلام والسكينة وينسى نفسه فهو لم يقل شيئاً عما يجب أن يدفعه نظامه الذي يخوض حرباً ضد السوريين لما يقارب السنتين، ففي الخارطة التي قدمها يطالب بإلقاء السلاح (إلغاء المقاومة) ووقف القتال (وقف المقاومة) وحوار وطني (هل وجد أخيراً شريكاً؟) حين سمى المعارضة في الداخل ويضيف لأول مرة (في الخارج) ويريد بعد ذلك ميثاقاً وكتابة دستور يعرض على استفتاء، وتشكيل حكومة دون ان يصفها.
يريد أن يكسر الجوزة وأن يحتفظ بها في نفس الوقت يريد تغييراً لا يصيبه ولا يؤثر على نظامه ويعترف بآلام السوريات والسوريين دون أن يوقف الألم فالخيار الأمني عنده ضرورة وهو لم يختره وإنما أجبر عليه وإذا لم يكن قادراً على طرد من أسماهم «بالإرهابيين» من المقاومة فهو يريد المتوسطين للحل أن يطردوهم وأن يتدخلوا لطردهم أولاً قبل أن يفتحوا معه موضوع الحل.
ما زال الأسد هو هو لم تزده الملايين الخمسة السورية المشردة ولا السبعون ألف قتيل ولا هدم البنية السورية الاقتصادية والاجتماعية والتي تحتاج إلى أكثر من (150) مليار دولار لاعادتها. إلا إصراراً على التشبث بموقفه واظهار نفس صور الهتاف والتأييد من جماعاته التي حضرت لخطابه.
لم أفهم مثاله الذي ضربه عن الزواج والذي لا يخدم السياق وإنما يجعله أميل إلى السخرية حين تحدث عن مؤهلات «العريس» المرغوب والمرفوض.!
والخلاصة إما أن الأسد «غايب فيلة» كما يقولون لا يعلم عما يدور في سوريا أو أنه حاضر فيها بعناد يخشى أن تتنفس الحرية لأن «العبيد» سينقلبون عليه ولذا لا بد من حكمهم بهذه الطريقة.
وسوريا عميقة الجذور التي تحدث عن تاريخييتها وعن احترافها الحلول والحوار والسياسة قدمها على صورة مذبح حين تحدث كما يتحدث نيرون.
لا يعدم الأسد من يصفق له وقد احتاط واحترس سلفاً حين قال إن الربيعيين من سوريين وعرب ليسوا مؤهلين لفهمه وسيسارعون لنقده والأمر عنده لا يعنيهم!
ما زال الأسد يقول نفس مضمون العبارة لمن يقاومونه «من أنتم» ؟ وما زال لم يقل فهمتكم..لأنه اختار أن يغلق أذنيه وان يراهن على تحالفات غير سورية.!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة