الأحد 2024-12-15 23:58 م

خيم البنزين المهرب تبيع مهربات جديدة .. !

01:49 م

الوكيل - علي عبيدات - انتشرت ظاهرة بيع البنزين والديزل المهرب في الأردن بشكل لافت، وتصل هذه المواد إلى الحدود الأردنية بطريقة غير مشروعة وبمواصفات لا يمكن التنبؤ بها، فمن الممكن أن يكون الصهريج مخلوطاً بالماء أو مليئاً بمهربات من نوع آخر.



يصل الصهريج المليء بالمحروقات المهربة إلى الأردن عبر الحدود الأردنية السعودية أو العراقية وبعد حزم الجمارك ومنع المهربين من ادخال الكميات الكبيرة صارت المهربات توزع على خزانات وقود المركبات والشاحنات ذات المخازن الكبيرة.


بعد أن تخرج المهربات من الجمرك وصولا إلى الأردن تتوقف تلك الشاحانات والمركبات لجمعها في تنك واحد وتسليمها لصاحبها الذي سيأخذها ويوزعها بدوره على زبائنه وباعة التجزئة المنتشرين على الطرق، وأكثر المناطق التي تتداول هذه المواد هي المناطق الحدودية 'الرمثا، المفرق، معان' لقربها من المصدر وللطابع الذي تمتاز به دونا عن غيرها 'طابع التهريب واحتراف مخالفة القانون' كما تنتشر هذه الظاهرة في العاصمة عمان 'جبل الحسين ، وادي الرمم'.


انتشرت قبل مدة ظاهرة دلق البنزين المهرب على عتبات الجمارك السعودية بعد أن يخمن موظف الجمرك حجم خزان وقود الشاحنات والمركبات التي تقطع الحدود، فإن كان الخزان ممتلئاً يقوم الموظف بسحب نصف الخزان ودلقه قبل خروج الشاحنة أو المركبة من الحدود، مما جعل الأرض هناك بركة كبيرة من المحروقات.


رغم هذا ظل احتراف المهرب فوق كل قانون فقد صار يوزع حمولة خزانه على مركبات كثيرة ويجمعها بعد الوصول، وينبئ هذا بأن الوقوف أمام هذه الظاهرة أكثر من صعب، ولو آمنا بمدى صعوبة مكافحة هذه الظاهرة سيكون بوسعنا على الأقل محاربتها وهي تباع في الأحياء وعلى الطرقات العامة.


أكثر باعة المحروقات المهربة من الأطفال، وأن توكل مهمة خطيرة كهذا لطفل فهذا يعني أننا بانتظار انفجار أو حريق لا ندري متى سيحدث، فأكثر أولئك الأطفال يشربون التبغ 'وبعضهم يشعل النرجيلة' سيما أنهم يسكنون الخيمة أيضاً لصعوبة اغلاق الخيمة مساءا والعودة لها في الصباح، ولن يخلو الأمر من غاز للطبخ وفراش 'اسفنج وصوف' وكل هذا بين جالونات البنزين وخزانات الديزل، تماما كأننا نزرع قنبلة موقوتة ولا ندري متى ستنفجر.

قال باسل ابراهيم، وهو زبون دائم عند هذه الخيم، بأنه لم يدخل محطات المحروقات منذ مدة طويلة فهو يملأ خزان مركبته من هذه الخيم، وبعد سؤاله عن السبب قال أن الخيم توفر البنزين بسعر أقل من محطات المحروقات وبحكم عمله فهو يستخدم مركبته لاجتياز مسافات طويلة بشكل يومي وهذا يوفر عليه.

وبعد سؤاله عن الأعطال التي يسببها هذا البنزين للمركبة، قال بأنه يغير ' الفلاتر والبواجي' بشكل دوري، وأضاف أيضاً بأن كلفة الصيانة هذه لا تساوي الفرق بين سعر البنزين في المحطات وسعره في خيم التهريب التي تبيعه.


تعاملت الجمارك الأردنية مع 8539 حالة تهريب في عام 2013 وقد منعت السائقين من تعبئة خزانات الشاحنات الإضافية وقررت أن تخالف كل سائق يعبئ تلك الخزانات بغرامة مالية قدرها 100 دينار في حال ثبوت تعبئته وفق أحكام المادة 200 ط من القانون النافذ.


حتى اليوم تتعامل الجمارك الأردنية مع حالات التهريب وتخالف المهربين وأحياناً تحجز الشاحنة، لكن التهريب مستمر وما زالت الخيم ومنازل المهربين مستودعات لتلك المحروقات المهربة والقوى العاملة التي تبيعها وتوزعها أكثرها من الأطفال.



تنتقل التنكات والصهاريج المملؤة بالبنزين المهرب في كل شوارع المملكة بطريقة لا تراعي خطورة هذه المواد، ويبيعها الأطفال وتحفظ بطرق تنبئ عن حريق منتظر لا ندري متى سيشتعل، وكذلك الحال ترهق القوى الشرائية وتساهم بانخفاض الواردات وخلق حالة من فوضى التداول والعرض والطلب نظرا للأسعار المنافسة التي تباع بها.


ساهمت هذه الخيم المنتشرة على الطرق بظهور ظواهر سيئة جديدة وبدعم ظواهر موجودة كان ينقصها الترويج، وقد تحدث البعض عن بيع المواد المخدرة في هذه الخيم وعن انتظار بائعات الهوى الزبائن قرب تلك الخيم، فبينما يملأ الزبون خزان وقوده يخبره أحد العاملين هناك بأن تلك السيارة مليئة بالنساء وما عليه سوى المفاصلة والإتفاق على السعر..!

وقال مصدر رفض ذكر اسمه أن كلمة السر المتداولة لبيع المواد المخدرة هي 'عندك كاز' ومن المعروف أن بيع الكاز قليل جدا في هذه الخيم بل هو شبه معدوم لأنهم لا يتعاملون به، وبمجرد أن يسمع البائع كلمة الكاز يرد عليه بكلمة سر أخرى هي'وين القلن' ويدخل إلى الخيمة ويأخذ طلبه ويغادر.

هذه الأماكن صارت مكان لترويج كل الممنوعات باعتبارها تقوم بالأصل على الممنوع والمخالف للقانون، فهل دخول المهربات إلى البلد بطريقة ملتوية يمنع علاجها ومعاقبة المهربين داخل البلد أيضاً..؟ فهم منتشرون في كل مكان ومن السهل منعهم والقاء القبض عليهم قبل أن نرى حرائق الخيم وتمادي الظواهر الفاسدة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة