تصادف اليوم الذكرى الثانية والاربعون لاستشهاد المرحوم وصفي التل هذا الرجل الكبير الذي ترجم إنتماءه للوطن بالعمل والتضحية والفداء ولم يكن يرهب أحدا أو دولة ما دام الأمر يتعلق بالأردن.
في أحد الاجتماعات في مقر الجامعة العربية هدد البعض بإغلاق الحدود البرية على الأردن فأخرج وصفي من حقيبته رأس بصل ورغيف خبز وقال نأكل بصلا وخبزا ولا نتخلى عن قيمنا ومبادئنا.
ولد المرحوم وصفي التل عام 1919 في كردستان العراق لأن والدته كردية من عائلة بابان المشهورة وأنهى دراسته الثانوية في السلط ثم إلتحق بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأميركية في بيروت وكان من رفاقه في هذه الجامعة القاضي محمود الهناندة وخليل السالم وحمد الفرحان.
تأثر وصفي بحركة القوميين العرب لذلك فقد سرح من الجيش البريطاني بعد دخوله لهذا الجيش فانضم إلى جيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي وحارب في فلسطين عام 1948.
لا نريد أن نسترسل كثيرا في سيرة هذا العملاق الوطني الأردني لكننا سنتحدث عن المحطات البارزة في حياته فقد كلفه جلالة المغفور له الملك الحسين بتشكيل حكومته الأولى في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1962. وفي العام 1965 شكل حكومته الثانية ثم حكومته الثالثة عام 1970.
في تشرين الثاني عام 1971 سافر إلى القاهرة للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية في مقر الجامعة العربية وقد حذرته دائرة المخابرات من السفر لأن هناك معلومات لديها عن تدبير محاولة لاغتياله إلا أنه قال إن أي إنسان لا يمكن أن يعيش أكثر من عمره المقرر وعند دخوله فندق شيراتون القاهرة بعد عودته من مقر الجامعة العربية أطلق عليه رصاص الغدر واستشهد وعاش الأردنيون أياما قاسية من الحزن على هذا الرمز الوطني الكبير.
وصفي التل لم يكن مواطنا عاديا بل كان من أشجع الرجال الذين عرفهم الأردن ويتذكر الأردنيون دائما أياديه البيضاء عليهم وعلى وطنهم والوقفة الشجاعة التي وقفها عندما أصبح مستقبل الوطن في خطر فلم يقبل المساومة أو المهادنة وأصر على أن يبقى الأردن بلدا أبيا قويا لا مكان لأحد فيه إلا لمن يعلن ولاءه للدولة الأردنية وقد استطاع بشجاعته ورجولته أن يحمي الأردن وأن يعيد للدولة هيبتها وللمواطنين أمنهم الذي افتقدوه.
لا خير في أمة لا تكرم أبطالها ولا تستذكرهم لأن الرجال الكبار يجب أن يعيشوا دائما في ذاكرتنا وفي ضمائرنا وفي قلوبنا أيضا لذلك فإننا في هذا اليوم نستذكر رجلا من أشجع الرجال ومن أكرمهم رجلا جبل تراب وطنه بحبات عرقه فكان يحرث الأرض بيديه وبمعوله بل ويفاخر بهذا العمل العظيم.
في هذا اليوم نقول لوصفي التل نم في مثواك مرتاحا فسنظل نذكرك ما دام فينا عرق ينبض فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت وسلام على كل الرجال الذين تركوا بصمات واضحة وخالدة على صفحات هذا الوطن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو