الأحد 2024-12-15 13:17 م

ذكريات الطفولة ..

01:16 ص

لي صديق من أم لبنانية، يحدثني دوما عن طفولته..الموزعة بين لبنان وعمان، وأحيانا حين نجلس في منزله، تحدثنا والدته أيضا عن شغبه ومدرسته وحتى زواجه....

يزن فتى مترف، وينطبق عليه وصف :- (منذ نعومة أظافره)...ويتحدث عن عائلته بنوع من الشوق، وله أولاد خالة في لبنان أحدهم اسمه (سركيس)...
أمس تحدثت والدته عن طفولته في لبنان...ذكرت المستشفى الأمريكي وتحدثت عن (البسينة)...الاشقاء في لبنان يقولون عن البسة ( بسينة)..أيضا روت قصة عن يزن متعلقة بهروبه من حضنها..اثناء تحليقهم بالطائرة إلى اليونان ودخوله إلى قمرة قائد الطائرة....وتحدثوا عن ذكريات الحرب وكيف قررت العائلة...إغلاق منزلهم في (بعبدا)...تحدثت والدته عن أول يوم له في مدرسة (المونتيسوري)...وأنه ما زال مدمنا على (الكبة)...
والغريب أن كل قصة مرتبطة ببلد أوروبي...تذكرت طفولتي وقتها..والروايات التي روتها أمي لي عن شغبي....
أنا لم اسكن بعبدا ولم اسافر اليونان، ولكن أمي روت لي أنني في عمر عام..وحين كنت نائما في سريري تم ضبط أفعى بطول نصف متر تحت فرشتي....
وروت لي أني في عمر عامين بلعت (قرش) وأن العائلة أعلنت حالة الطوارئ...وتلقت نصيحة من عجوز طاعنة تطلب إطعامي كميات هائلة من الملوخية كي ينزل القرش..وفعلا نزل وأحتفلت العائلة..أتذكر أني في عمر (4) أعوام أصبت بمرض معوي، وأكدت جدتي أن المسألة ليست مرضا ولكنها عين حاسد...وتم تزويدي بحجاب..وفعلا شفيت تمام..أتذكر أيضا مما روي لي أني في عمر (3) سنوات تعرضت لعضّة من (جرو)...وقيل لي إن أنيابه لم تنفذ وأخبروني أن أحد أبناء العمومة دبت به الحمية فقام بطخ (الجرو) على الفور.
أخبروني أيضا أني في يوم من الايام قمت باغتيال عقرب على عتبة المنزل وقيل لي (عفية) النشمي..وتم سرد الحادثة لكل أفراد العائلة باعتباري طفلا قويا..قتل عقربا منفردا...
في بلادنا الذين كانوا يملكون تفاصيل طفولتي هم من بنوا الدولة..وأنا خائف أن الوطن لم يعد يعقد تحالفا معهم..ويريد من هم من شاكلة يزن..أنا لا أرى حراكا ولا معارضة بقدر ما أرى ان الأردن يمر بمرحلة صراع...طبقات وصراع ذكريات.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة