الوكيل - يحزم العريف أحمد حقيبته الصغيرة ذات اللون الاسود ليستعد لمناوبته يوم الجمعة التي اعتاد عليها منذ أكثر من عام ليلبي نداء الواجب ويسير إلى جوار المشاركين في فعالية وسط البلد لتأمين الحماية لهم.
هذا الواقع الوظيفي، يحرم أحمد من مشاركة أبنائه تناول وجبة غداء الجمعة أو نزهة الربيع أو متعة البقاء والاسترخاء في يوم العطلة الرسمي، ليسير تارة تحت المطر وتارة تحت أشعة الشمس بجوار المسيرة.
«الواجب مقدس ولا يوجد ما هو أغلى من ارتداء الشعار وتقديم الحماية للمشاركين في المسيرات الاحتجاجية حتى يعود المشاركون فيها إلى بيوتهم آمنين» هكذا رد على استفسار الرأي أثناء المسير مع فعالية أول من أمس.
منذ قرابة العام والنصف، ومنذ اليوم الأول لبدء المطالب الإصلاحية في زمن حكومة رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي حين بدأت الحركات الاحتجاجية في المملكة حافظت قوات الامن العام على سلامة وأمن المشاركين على رغم صعوبة المهمة.
يضيف العريف أحمد أثناء حديث ودي « الحمد لله على كل حال انا نفسي أكون مع ولادي يوم الجمعة ونطلع رحلة لكن بنفس الوقت مطلوب مني احمي المشاركين في المسيرة وأتأكد من سلامتهم حتى يروحو لأولادهم».
ولأحمد زملاء يخرجون كل جمعة في مختلف محافظات ومدن المملكة يتركون بيوتهم وأطفالهم في يوم العطلة ليحافطوا على أمن وسلامة المشاركين فيها دون أن ينتظروا شكرا من أي جهة دافعهم واجبهم وحسهم الوطني.
وبينما تخرج المظاهر الاحتجاجية بأشكالها المختلفة من مسيرات واحتجاجات ووقفات واعتصامات يخرج أفراد ومرتبات الأمن العام والدرك لحماية المشاركين والحفاظ على سلامتهم دون تذمر أو كلل أو تعب.
يهتف المشاركون لإصلاح النظام والاسراع في الاجراءات الاصلاحية ومحاربة الفساد وحل مجلس النواب والكثير من المطالب الاخرى في الوقت الذي تسير فيه حولهم قوات الامن العام بهدوء تام لمراقبة المشهد بصمت لتأمين سلامتهم والحرص على انتهاء فعاليتهم كما بدأت سلمية دون ما يعكر صفوها.
وطول الفترة الماضية لم تخل المسيرات والفعاليات الاحتجاجية في بعض الاحيان من المنغصات حيث أمطر قبل نحو اسبوعين مجموعة مجهولة المشاركين في مسيرة في وسط البلد بوابل من الحجارة من أحد أعلى البنايات المحيطة بالمسيرة قبل أن تطاردهم مجموعة من قوات الامن المحيطة بالمسيرة ليلوذوا بالفرار بسرعة مستغلين الأزقة الكثيرة المحيطة بالمكان.
وعلى رغم كثرة تلك البنايات إلا أنه وفي الجمعة التي تلتها، لاحظ المشاركون توزيع المزيد من مرتبات الامن العام وإضافة المزيد من الوظائف على الادراج والبنايات المحيطة بالمسيرة لتأمينها وضمان عدم تكرار مثل هذه الافعال. -تزداد الوظيفة صعوبة مع مشاركة مجموعة من المناوئين للمسيرة والخروج بمسيرات مناهضة لها بالقرب منها حيث تبذل مرتبات الامن جهودا مضاعفة لمحاولة الفصل بين المشاركين في المسيرتين ذات الاهداف المختلفة.
العريف أحمد يقول « معظم المشاركين في المسيرات يشعرون بنا ويتكلمون معنا بطريقة لطيفة وأنا أشعر بذلك من خلال أحاديثهم الودية معنا أثناء المسيرة ومحاولة بناء علاقة ودية معنا».
ويضيف العريف بينما كان يسير برفقة زملائه يمكسون أيدي بعضهم البعض حرصا على عدم دخول أي شخص وسط المشاركين «هناك بعض الهتافات التي تحيينا من وقت لاخر أكون سعيدا بها وأشعر أن هناك من يقدر مجهودي ويشكرني عليه على رغم أني اقوم بهذا انطلاقا من واجبي الوطني وحرصا على سلامة الجميع».
إلا أنه لم يخف انزعاجه من بعض الهتافات التي يطلقها البعض أو النظرات التي تحمل قوات الامن مسؤولية بعض ما يحدث أثناء الاعتصامات أو من الاعتقالات التي حدثت مؤخرا، مبينا أن هناك من يحملنا مسؤولية ارتكاب البعض للمخالفات.
يقول:» تعليماتنا التعامل بأقصى درجات ضبط النفس وعدم التعرض لاي شخص حتى لو وجه إساءة لنا بأي طريقة»، ليجدد مرة أخرى أن المشاركين بمعظمهم يقدرون دور الامن العام في حمايتهم.
ويضيف «نحن هنا لحفظ الامن وهدفنا حفظ أمن وسلامة الجميع المشاركين في المسيرة أو المحيطين بها ولا نفرق بين أحد منهم وأحب أن يعلم الجميع ذلك».
حوادث كثيرة تعرض لها أفراد الامن خلال حمايتهم المسيرات ففي مسيرة الزرقاء التي نظمها التيار السلفي اصيب قرابة (83) رجل أمن فيها جراء رشقهم بالحجارة والعصي واستخدام السلاح الابيض في وجههم دون أن يرد رجال الامن بالمثل.
وفي الطفيلة يطعن أحد مرتبات الامن العام في حين اصيب عدد آخر منهم في فعالية (24) آذار من العام الماضي جراء تراشق للحجارة بين مجموعتين من المتظاهرين والذين يحملون أفكارا مضادة لبعضهم البعض وكانت افراد الامن في المنتصف تتلقى النصيب الاكبر من هذه الحجارة.
أحد اصحاب البسطات في منطقة وسط البلد يقول « في كل جمعة منذ بداية الاحتجاجات اعتدنا على رؤية هذه المظاهر الامنية حيث تبدأ قوات الامن العام ومنذ الصباح الباكر انتشارها في المنطقة».
ويتابع الشاب الذي تقع بسطته في شارع الملك طلال مقابل المسجد الحسيني « اسمع توجيهات ضباط الامن حين يبدأ توزيع الوظائف وأشعر معهم كثيرا وأرى كيف يؤكد مسؤولوهم على ضرورة تحمل الجميع وعدم اللجوء إلى العنف تحت أي ظرف».
(الرأي)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو