الوكيل -توفيت طلفة ضربها والدها، بعد أن علم من معلمتها أنها سرقت. الطفلة ذات (11) ربيعا وصلت مستشفى الزرقاء الحكومي متوفية إثر الضرب المبرح الذي تعرضت له وفقا لنتائج التحقيقات المستندة الى تقرير الطب الشرعي.
ليست الحادثة الاولى التي يتعرض لها اطفال يعاقبون من قبل ابائهم بالضرب المبرح لسلوكيات خاطئة قاموا بها، لا تخرج عن حدود الطفولة بمعناها الشامل الذي يخص هذه المرحلة من اعمارهم بما فيها المحاولات والتجربة والخطا والتي لا يمكنها ان تقارن بردة فعل الاباء اتجاهم او المعلمات بالعنف الجسدي.
رحلت الطفلة التي وان كانت شكوى المعلمة عليها صحيحة فهي لا تستحق ان تتعرض لهذا العنف الجسدي اللاإنساني من قبل والدها فلم يقو جسدها ونفسها على ما تعرضت له فرحلت وهي تختزن بذاكرتها قسوة اب لا يمكن ان تبرر تحت اي ظرف من الظروف.
العنف ضد الاطفال بالرغم من الوعي المجتمعي بمخاطره وسلبياته على الطفل وان لم يؤد الى الموت، لا يزال قائما ويدخل عند كثير من الاسر تحت مفهوم التاديب وتعديل السلوك.
فان لم يمت الطفل جراء هذا العنف فانه قد يصاب بعاهة او صدمة نفسية جراء الخوف الذي يشعره ليصبح العنف منهج حياة عند الاسر التي تعتقد انها تملك ابناءها لدرجة ايذائهم والتسبب في موتهم.
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي والخبير في مجال حماية الأطفال من العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة اشار الى ان وجود المادة 62 في قانون العقوبات والتي تبيح الضرب التأديبي، احدى المواد التي يجب ان تلغى لاهمية تعديل التشريعات التي تضمن الحماية للأطفال من كافة اشكال العنف والاهمال والمخاطر.
واضاف جهشان أن هناك ضرورة ايضا لالغاء جيمع الإجراءات والقواعد الإدارية التي تحول دون مقاضاة المعتدين وخاصة بالمدراس والمؤسسات الاجتماعية والتي توفر لهم فرص الإفلات من العقاب. وهذا يتطلب مراجعة جادة لقانون العقوبات، وقانون أصول المحاكمات الجزائية، وقانون الوقاية من العنف الأسري، وقانون وزارة التنمية الإجتماعية، وقانون الصحة العامة، والعمل سريعا على إقرار قانون حقوق الطفل، وتطوير قانون المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ومجلس شؤون الأسرة.
ويرى جهشان ان غياب أو نقص نظم جمع المعلومات والبيانات بصورة منهجية، وغياب نظم التواصل بهذا الخصوص ما بين القطاعات المتعددة، وغياب تخصصات مهنية لها دور هام بالتعامل مع ضحايا العنف ضد الأطفال، وعدم إستقلالية الخدمات الاجتماعية من الناحية الفنية عن خدمات إدارة حماية الأسرة، من العوامل والاسباب التي يجب معالجتها حماية للأطفال.
وبين ان هناك مفاهيماً اجتماعية سائدة ان الطفل هو ملكية خاصة لوالديه ومن هذا المنطلق فان تعريضه للإهمال او العنف يعتبرونه سلوكا طبيعيا.
اخصائية تربية طفل سها تفاحة اشارت الى ان العنف كاسلوب تاديبي من قبل عدد من الاسر اتجاه اطفالهم، سلوك مرفوض من كافة الجوانب لانه يترك اثارا كبيرة عليهم سواء كانت جسدية أو نفسية لا يمكن ان تغادر عقولهم.
واضافت: لم يعد هذا الزمن زمن العصا فهناك وسائل تاديبة اخرى كثيرة لا تندرج تحت مسمى العنف الذي لا يمكنه ان يكون حلا تاديبيا او تعديل سلوك الابناء بل سيسهم في تعليمهم العنف والخوف والكذب على اسرهم ليتجنبوا الالام الجسدية التي سيتعرضون لها.
واعتبرت تفاحة ان تعريض طفلة في هذا العمر لضرب مبرح من قبل والدها سلوك لا انساني فمهما بلغ الخطا الذي ارتكبته لا يجب ان يقابل بهذا السلوك الذي كان سببا مباشراً او غير مباشر في موتها مشيرة الى ان الضرب على الجسد يمكنه ان يؤدي الى الوفاة خاصة ان كان ضربا مبرحا او على مناطق محددة بالجسد كالراس.
واشارت الى ان هناك اسراً تقوم بضرب اطفالها على منطقة الاذنين او الصفع على الوجه معتقدة انها مناطق امنة للضرب بالرغم من خطورتها فالطفل قد يصاب بالصم ويفقد السمع او قد تتاثر منطقة الاعصاب بالوجه فجمعيها سلوكيات خاطئة يجب ان لا تنتهج في تربية الاطفال
واكدت تفاحة ان تعديل سلوكيات الابناء لا يمكن ان تكون بالعنف فالضرب والايذاء الجسدي جريمة يعاقب عليه القانون فكيف ان كان سببا في الموت كما حدث مع الطفلة التي فقدت حياتها بسبب ما تعرضت اليه من قبل والدها ؟
واوضحت ان هناك سلوكيات يقوم بها بعض الاطفال اما ان تكون مرضية وتحتاج لجلسات ارشادية ونفسية أو سلوكيات مكتسبة من قبل الاسرة او الاصدقاء اضافة الى ان الاطفال يرغبون احيانا بالتجربة وهم لا يدركون خطورة ما يقدمون عليه مشيرة الى ان التعامل مع الطفل ليس بالامر السهل ويتطلب وعيا من قبل الاسرة وعدم اللجوء الى العنف والضرب مهما صدر من الاطفال لانه وسيلة غير انسانية ولن تجدي سوى الالم لكلا الطرفين خاصة ان ادى الضرب للوفاة
هكذا اختار والد الطفلة الطريق الاسهل بالنسبة له فاقدم على ضرب ابنته ليترك الضرب اثارا على جسدها الطفولي امتد بنهاية الامر الى روحها فبأي ذنب قتلت ؟
وهل سيبقى فكر كل اب يقدم على تعنيف ابنائه بالضرب يتمحور بمعتقد ان ابناءه ملك خاص له يحق له ايذاءهم والتسبب في موتهم لتغتال الطفولة في لحظة تدمي القلوب كلحظة موت هذه الطفلة.
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو