الخميس 2024-12-12 10:39 ص

صرخة الكرامة المصرية!

11:14 ص

هل جُرحت الكرامة المصرية؟ لِمَ هذه الصرخة المصرية التي ترفض 3 مليارات دولار، وهي بأمس الحاجة للبنس والبيزا.. للقرش والين .؟!

'وطني حبيبي' أغنية الثورة الوطنية في مصر، تصرخ في أعماق الشعب المصري متسائلة عن تاريخها، رافضة الاذلال ومصادرة واختلاس الإرادة .؟!
في المدارس والطرقات والاذاعات والحانات، في خلجات الصدور، وآلام الحرقة، ينهض المصري ليقول لا وألف لا مُرددا وطني حبيبي.
لِمَ صرخ الشعب المصري ضد صفقة دولة قطر التي تمنّوها في مثل هذا الظرف العصيب الذي هم فيه، وهذه الأخطاء التي وقعت بها الثورة، وتحاول القوى الخروج منها بأقل ما يمكن؟!!. ، نعم في مثل هذا الظرف الصعب القاسي سياسيا واقتصاديا يرفض المصريون صفقات، وأية صفقات تذل كرامتهم ، وأية شحنة ستصادر إرادتهم وأية إساءة لتاريخهم، وعظمة حضارتهم، التي لا يستطيع أحد أن يُخفيها أو التضليل عليها، فمصر التاريخ والعروبة ما زالت يانعة القَدْ، وشقائق النعمان التي ارتوت بدماء أبطالها شاهدة على أن التضحيات لا يمكن أن تُمحى ولو بمليارات الدولارات، ولا يمكن لأحد مهما بلغت استثماراته أن يغسل عبق التاريخ والمواقف التي دافعت بها الدماء والأرواح عن شرف الأمة وصمود الديار.
لِمَ ردة الفعل هذه، ونحن نعرف رحابة صدر الأخوة في مصر، ورؤيتهم الثاقبة وتغاضيهم عن الصغائر، لِمَ هذا السخط الشعبي المصري المعبر عن الرفض لكل سياسات الاستحواذ ومصادرة الرأي وشراء وطني حبيبي نرددها نحن في الأردن مثلنا مثل كل شعوب الأمة العربية والشعوب المكافحة المناضلة التي لا تقبل أن يساء لها مهما كان الثمن خاصة ونحن نحفر في عقولنا ما قالته 'جولدا مائير' بعيد انتصاراتها عام 1967 وهي تنظر للجنوب وتقول ' إني أشتم رائحة أجدادي في خيبر ' !
من يحمي حدود الأمة من أعتى عدو ماكر ينظر إلى أمجاد اليهود في الجزيرة العربية، نحن من استقبلنا الهجرات وتقاسمنا مع الأشقاء لقمة العيش وشربة الماء الشحيحة وتحملنا سقم العيش في سبيل تسليح جيشنا وتمكينه من الدفاع عن شرف الأمة..الخ. فقدرنا أيها الشعب الشقيق في مصر أن نتجاوز ظلم ذوي القربى في سبيل رسالتنا التي نشأنا عليها ' وطني العربي.. وطني حبيبي '
دعونا نتجاوز جهل بعض المسيئين للقيم الخالدة التي صنعها الأجداد في تاريخ الأمة، لأنهم لم يدركوا بعد أن الكرامة والإباء لا تصنعهما الدولارات، فدعم القادر لغير القادر لا يمكن ان يكون منة أو شحدة كما يفهمه بعضهم، بل هو فرض عين لمن يقدم أرواح أبنائه ويضحّي بمقدرات شعبه في سبيل الدفاع عن الحِمى. لا رفاها وعزة في غير مكانها، وشراء لذمم اثباتا للوجود على خريطة العالم.
نعم؛ شَعَر المصريون أن قضية السندات بفائدة 5 % تُعرّضهم ' لغبن تاريخي ' نتائجها أشد مما يفرضه البنك الدولي، فماذا نقول عن أنفسنا نحن في الأردن الكاظمين الغيظ منذ عشرات السنين، تجاوزنا مشروعات التنمية ورفاه شعبنا في سبيل مواجهة الخطر الصهيوني المدعوم من معظم دول العالم.
أنا لا أقبل كمواطن عربي أن يُساء لأي مواطن عربي آخر، فنحن جميعا ندرك أننا لا نملك القرار الذي نستطيع من خلاله توصيف المشكلة، وبالتالي معالجتها، حيث تسعى الشعوب أن تلج بهذه الموجات الفكرية لصياغة بداية تمًكنها مًن الدفاع عن حقها في المستقبل، لكنها ترتطم بمن يتربص بها، ليصادر قرارها بالانعتاق والحرية.
لن تستطيع قوى الطغيان أن توظف من يستطيع الدخول لشيفرة السر القومي، والأمل بالتحرر، وإن تشاءمت الشعوب، فجيل الخير والنهضة لا بد وأن يعود، وعندها سيحاسب كل شعب نفسه على دوره اليعربي آجلا أم عاجلا؟؟!!!!.

Ad_alzoubi@alarabalyawm.net
رؤية جميع المقالات

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة