الإثنين 2024-12-16 02:59 ص

ضربتان موجعتان للرئيس!

08:19 ص

في غضون أ?ّام قل?لة، تلقّى رئ?س الوزراء د. عبدا? النسور، ضربت?ن متتال?ت?ن. وھما إن لم تكونا قاض?ت?ن، كما حدث مع رؤساء

سابق?ن، إ?ّ أنّھما موجعتان!
الضربة ا?ولى، تمثّلت في تصر?حات الرئ?س لشبكة 'بي. بي. سي'، عندما أعلن تأ??د ا?ردن لضربة 'محدودة' لسور?ة في حال ثبت
استخدام النظام ل?سلحة الك?ماو?ة. وھو التصر?ح الذي استفزّ الت?ارات القوم?ة وال?سار?ة، ومعھا النخبة المحافظة، وشكّل 'سابقة' في
الخطاب الدبلوماسي ا?ردني، بأن ?تحدث رئ?س وزراء أردني عن تأ??د توج?ھ ضربة لـ'نظام عربي'.
ثمة أكثر من قراءة لما وراء ھذه الرسالة، أبرزھا أنّھا موجّھة لدعم جھود ا?دارة ا?م?رك?ة في معركتھا الصعبة مع الرأي العام
ا?م?ركي والكونغرس ھناك، للحصول على تفو?ض بالضربة العسكر?ة، في وقت تُظھر المؤشّرات عدم وجود م?ل لدى ا?وساط
ا?م?رك?ة لذلك؛ فكررت ا?دارة استخدام مصطلح ا?من القومي ا?م?ركي، بما ?تضمنھ من 'أصدقاء' أم?ركا في المنطقة، مثل ا?ردن
وترك?ا وإسرائ?ل، ما كان ?دفع بضرورة إرسال ما ?ؤكّد ھذه 'الدعوى' و?عزّزھا.
لكن ?بدو أنّ 'الجرعة' التي قدّمھا النسور في تصر?حاتھ كانت أكبر بكث?ر مما ھو مطلوب، فجاءت بنتائج عكس?ة داخل?اً، وإقل?م?اً مع
النظام السوري الذي بدأ بشنّ حملة إع?م?ة على ا?ردن. فخرج الرئ?س في ال?وم التالي، في مقابلة على تلفز?ون الحكومة (ف?ما ?بدو أنّھ
مدفوع بتوص?ات مراكز القرار) للتأك?د على أنّ ا?ردن لن ?كون شر?كاً في أيّ ھجوم على سور?ة، وھي مقابلة لم تنفِ المقابلة السابقة،
بقدر ما حاولت ص?انة الحرص ا?ردني على عدم ا?شتباك مع النظام السوري، غ?ر أنّھا بدت وكأنّ الرئ?س ?ستدرك على مقابلتھ
السابقة.
بالضرورة، الشارع المحلي ? ?نتظر التصر?حات الرسم?ة ل?عرف الموقف ا?ردني، فلد?ھ من التقار?ر والتسر?بات الغرب?ة والمؤشرات
الواقع?ة، ما ?جعلھ قادراً على تكو?ن تصوّر دق?ق عن طب?عة الموقف ا?ردني ودھال?زه؛ فض?ً عن أنّ ھنالك انقساماً داخل?اً كب?راً حول
الضربة العسكر?ة. لكن المقابلة الثان?ة (عبر تلفز?ون الحكومة)، بإخراجھا الفني البائس والسطحي، قدّمت الرئ?س في صورة من ?تخبط
في تصر?حاتھ، بد?ً من تقد?م مقابلة مواز?ة دق?قة عم?قة مع ا?ع?م المحلي، توضّح التفاص?ل كافة.
المفارقة ا?خرى، أنّ نت?جة ھذه المقاب?ت التي استفزّت النواب، تمثّلت في الجلسة غ?ر الرسم?ة لمجلس النواب أمس، مع الرئ?س،
لتوض?ح الموقف ا?ردني. وبد?ً من استدعاء ا?ع?م المحلي، واستثمار ذلك لتوض?ح الموقف، كانت الجلسة مغلقة، مع أنّھا ستتسرب
بالضرورة إلى ا?ع?م بعد ساعات من عقدھا، بدون الترك?ز على ما تر?د الحكومة إبرازه، بل بحسب ما ?فھمھ النواب أو ?رغبونھ!
أمّا الضربة الثان?ة للرئ?س، فتتمثل في تع??ن أم?ن عمان الجد?د، عقل بلتاجي. إذ تمّ تبل?غ الرجل بالموقع الجد?د، قبل قرابة أسبوع، من قبل
أطراف في 'الدولة'. ثم سرّبت أوساط الحكومة أنّھ ? ?حمل شھادة جامع?ة، مما ?تنافى مع المتطلبات القانون?ة للموقع (وفق أحد
ا?جتھادات القانون?ة). وھي تسر?بات تعكس عدم رضا الرئ?س عن تسم?ة بلتاجي لھذا الموقع، مع عدم رغبتھ في إع?ن ھذا الموقف
بصورة واضحة!
ثم أشارت ا?خبار والتسر?بات أنّ شخص?ة أخرى تمّ تبل?غھا بتسم?تھا للموقع، قبل أن تنتھي جلسة ا?حد (أول من أمس) من دون تسم?ة
'ا?م?ن'، ثم ?عود مجلس الوزراء ل?نعقاد مساءً (في ال?وم نفسھ) ل?علن بلتاجي 'عمدة' للعاصمة؛ ما ?وحي لدى أغلب المراقب?ن والنخبة
الس?اس?ة بضربة مؤلمة للرئ?س أمام النخبة الس?اس?ة والمراقب?ن!
ربما لن تؤثّر ھاتان الضربتان بالضرورة على مص?ر الحكومة، لكنّھما تز?دان من تكس?ر مكانة الرئ?س أمام الرأي العام. وا?ھم من ھذا
وذاك أنھما تؤكّدان انعدام أي نوع من الشفاف?ة ب?ن الحكومة والشارع!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة