الخميس 2024-12-12 03:28 ص

ضغط المراجعين بعيادات البشير الخارجية يضعف الخدمة العلاجية المقدمة

10:26 ص

الوكيل الاخباري- يتزايد أعداد المراجعين إلى العيادات الخارجية في مستشفى البشير مع اتساع نطاق الخدمة العلاجية التي يقدمها أكبر مستشفيات وزارة الصحة في المملكة، حيث تتعامل الكوادر الطبية والتمريضية مع 1500 حالة يوميا، وفق أطباء ‏وممرضين تحدثوا لـ (بترا)، مؤكدين الحاجة إلى زيادة أعداد الكوادر في كل وردية، وتوفير مبنى جديد للعيادات بسبب ضغط الحالات المرضية .


وفي ظل تباين آراء المرضى والمراجعين حول مستوى الخدمات العلاجية المتوفرة، والحاجة الملحة لسد النقص بين أطباء الاختصاص، ما يزال المرضى يشكون من تراجع الخدمة العلاجية المقدمة، ونقص أطباء الاختصاص، رغم أنهم يؤكدون تحسن مستوى الخدمات المتوفرة عما كانت عليه سابقا بالرغم من الضغط المتزايد لأعداد المراجعين وخاصة قسم العيادات الخارجية.

محمد جابر الذي كان متواجدا في احد اقسام العيادات الخارجية بصحبة والده الذي يعاني من هبوط في الضغط ونقص الدم، اشتكى من قلة النظافة وعدم توفر كراس متحركة للاستعانة بها عند نقل المرضى من كبار السن من مدخل الأقسام إلى مكان العلاج.

وفي الوقت الذي أشار فيه جابر إلى تحسن ملحوظ في الخدمات العلاجية المقدمة بمستشفى البشير، إلا أنه لفت إلى قلة العناية بالمريض من حيث الخدمة الفندقية.

ويتفق الحاج محمد ابو عمر مع جابر، على انخفاض مستوى النظافة في بعض المرافق العامة بالمستشفى، لكنه حمّل شركات الخدمات العاملة فيه مسؤولية ذلك التقصير.

ويرى أبو عمر، أن تحديث قسم العيادات الخارجية يساهم في تحسين نوعية الخدمة العلاجية المقدمة ‏للمرضى والمراجعين.‏ وتقول الحاجة فاطمة عبد، التي جاءت لمراجعة المستشفى لصرف دواء الضغط لها، إنها دفعت مبلغا من المال لسائق تكسي بدل مواصلات حتى تصل ما بين اقسام المستشفى، رغم وجود باص لنقل الموظفين ‏والمراجعين ولكنه لا يلتزم بالوقت المحدد ويتأخر بعض الوقت، مطالبة بتفعيل دور الباص ‏ومنع التاكسي من استغلال المواطنين.‏ الشاب مصلح أحد المراجعين للعيادات الخارجية حضر مع رفاقه منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا ‏وانتظر بأن يقوم أحد الموظفين بالنداء على ‏اسمه بعد ان سجله في السجل المخصص لذلك ، ويقول مصلح 'ولكن دون فائدة ، فقد طال انتظاري، لاكتشف ان ملفي الطبي ارسل مع ‏مراسل الى عيادة طبيب الجراحة بدلا من ان ‏يرسل الى عيادة طبيب جراحة 'اللوز' وكانت النتيجة ضياع دوري واضطراري ‏لمراجعة العيادات المسائية'.‏ ويشير الحاج فضيل 'ابو العبد' الى أنه عندما يراجع بعض أقسام مستشفى البشير ‏وبخاصة العيادات الخارجية أو الصيدلية، لصرف الوصفة الطبية ينتظر وقتا طويلا، وعندما يأتي دوره ‏يبلغه الصيدلي أن الدواء المكتوب له غير متوفر في الصيدلية وعليه مراجعة الطبيب لكتابة الدواء البديل، ما يعني خروجه وانتظار الدور مرة أخرى من جديد على باب عيادة الطبيب والعودة الى الصيدلية ‏لصرف الدواء البديل.

ويقول خليل فارس موظف في العيادات الخارجية 'إن إدارة المستشفى وضعت نظام الفترتين ‏بالعيادات الخارجية لأخذ المواعيد من العيادات، وأن هذا النظام يوزع المواعيد على تسع ساعات عمل ‏إلى فترات صباحية ومسائية، وبذات الوقت تقسم الفترة الصباحية إلى فترتين صباحية مبكرة وصباحية ‏متأخرة، وذات الآلية للفترة المسائية؛ فمن يأتي صباحا ولا يستطيع الدخول الى الطبيب قد يحول الى ‏الفترة المسائية لكثرة المراجعين'.‏ ويؤكد رئيس قسم العيادات الخارجية الدكتور عبد الجليل شهاب وجود بعض المشكلات، لكنها لا تكاد تذكر أمام ضغط المراجعين والمرضى الذين يصل عددهم يوميا من 1500 الى 2000 مراجع للعيادات الخارجية.

ويشير إلى أن المستشفى الذي يرتاده الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى والأغنياء يستقبل 8ر1 مليون مراجع سنويا، لافتا إلى تقديمه الخدمة العلاجية للاجئين السوريين، إذ يراجعه ما يقارب 6 آلاف لاجئ سوري شهريا.

ويقول إنه يتم تحول المراجعين من جميع أنحاء المملكة إذ يعتبر مستشفى البشير 'المستشفى الام' لتوفر جميع الاختصاصات الطبية لديه، ويوضح كيفية التعامل في العيادات الخارجية، حيث يتم استقبال المراجع الذي يحمل تحويلة من قبل مركز صحي شامل أو مستشفى حكومي آخر أو من المراكز التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين أو من قبل جمعية العون الصحي الاردنية الدولية بالنسبة للاجئين السوريين.

ويقر الشهاب أن هناك نقصا في الأطباء الاخصائيين، ولكن وزارة الصحة تجاوزته عن طريق التعاقد مع القطاع الخاص، بحيث يتم تزويد المستشفى بأطباء الاختصاص.

ويبين أن نظام اعطاء المواعيد في العيادات الخارجية والمستشفى بشكل عام يتم عن طريق حوسبة كاملة، حسب الاخصائي المناسب للمريض أو 'حسب حالة المراجع المرضية'.

ويشير الى أن وزارة الصحة أقرت أخيرا برنامج 'حكيم' والذي يبدأ تنفيذ مع بداية العام 2016، لربط جميع مستشفيات المملكة والمراكز الصحية، وأيضا ربط الاقسام الداخلية التابعة للمستشفى ببعضها البعض، موضحا أنه يمكن أخذ مواعيد العيادات الخارجية والتحويل من خلال هذا البرنامج من قبل المراكز الصحية، قبل ان يراجع المريض المستشفى، لتخفيف عبء التنقل بالنسبة للمريض ويساهم في تخفيف أزمة المراجعين.

ويقول إن البرنامج سوف يسهل عمل الاطباء عن طريق ربط اقسام العيادات الخارجية كافة بالشبكة العنكبوتية المحوسبة مع الصيدليات المتوفرة لدى المستشفى ليكون طبيب الاختصاص على دراية واطلاع بالعلاجات والأدوية المتوفرة لدى الصيدليات داخل المستشفى.

ويلفت الى ان كثرة المراجعين يصعب عمل الصيدليات بحيث يتم صرف ما لا يقل من 400 الى 700 وصفة طبية خلال اليوم.

ويدعو الشهاب الى الالتزام بإعادة ترتيب جدول المواعيد حسب الدوام اليومي الذي يبدأ من الساعة 8 صباحا وحتى الخامسة مساء، مؤكد ان الحجم الهائل من المراجعين يزيد اعباء عمال النظافة كما أن العيادات الخارجية أصبحت مبنى غير مناسب لكثرة المراجعين، مما يدعو الى الاسراع في توفير مبنى جديد للعيادات الخارجية .

ويذكر ان مستشفى البشير الذي أنشئ في العام 1954، ويربض على مساحة 156 دونما، يضم حاليا 49 مبنى و80 قسماً، ويستقبل نحو 1500 حالة مرضية يوميا في العيادات الخارجية، فيما تلامس أعداد المراجعين حاجز المليونين مريض سنويا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة