بقي النظام الحاكم في سوريا أم لم يبق ، برئاسة بشار الأسد أو بأي إسم معارض آخر ،فإن الخسائر أكبر من أن تحصى في بلد كان يتمتع باستقلالية اقتصادية وسياسية نأت به عن الإرتهان لرغبات وشهوات خارجية طالما كان لعاب دول تسيل على تلك الأرض التي ودعها آخر آباطرة بيزنطة قائلا وداعا يا سوريا لا لقاء بعده ، ولكن هل حان موعد لقاء الآباطرة الجدد على الأرض السورية التي خضب الدم كل عرصة وحاضرة وبادية فيها ؟ وهل ستعود سوريا الشعب كما كانت من قبل ، دون أضغان معلنة ، ولا اقتتال طائفي فتّاك ؟!
السؤال المحير اليوم هو كم سيكون ثمن الحل في سوريا ، وهل الثمن سياسي أم جغرافي ، أم حسبة معقدة لكميات الدماء التي تسفك والأرواح التي تزهق يوميا دون حق ولا انتظار لفائدة ، وما هي كلمة السر لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي وجد نفسه وسط آتون نيران المتقاتلين من طرفي النزاع الرسمي والمعارض ، والجبهات الحربية المتطوعة للقتال هناك بالمعية سعيا نحو الشهادة في سبيل الله ورفع الظلم عن الشعب السوري الذي لم يجد في السنين الخوالي أيا من داعمي الحرب ليدعم مشاريع تنموية ترفع من مستوى دخل ذلك الشعب المقتول اليوم فأغدق المتباكون عليهم اليوم بدعم برّاق بعد طول بخلّ كان كافيا لإيصال السوري لمرحلة الإحتراق .
ماذا عن الأردن المعني بحكم الجوار والوشائج في القضية السورية ، وهو أكثر بلد دفع وسيدفع ثمن الأزمة السورية مهما كان الحال والحل هناك ، وهو معني بالضرورة بإنهاء الصراع الدموي الذي أتى على 60 بالمائة من البنية الاقتصادية ، وكيف سيتعامل مع العقدة السورية ، ليتخلص من تبعات المرحلة النهائية أو ما سيسبقها ، أو على الأقل الخروج بأقل الخسائر ، بعدما وصل عدد اللاجئين الى مئات الآلاف فضلا عن الداخلين بصورة شرعية ، والإجابات هنا موجودة في قمقمها ، ولكن التفكير بصوت عال يدفعنا الى التحذير من التلكؤ في التحرك بالإتجاه الصحيح .
تحرك أردني لمحاولة وضع طاولة حوار لإنهاء المأساة في سوريا ، هو فائدة أردنية بالدرجة الأولى ، فليس هناك من محترق بنار الخارطة السورية كالأردن ، ولهذا فإن عمان التي حافظت على وسطية معتدلة في العلاقة مع أطراف النزاع ، عليها أن تستغل الفرصة للدخول على الخط الساخن وتبريد الجبهة للتفاوض بين الأطراف المعنية جميعها ، خصوصا « أنقره « التي تنتظر زيارة من الملك عبدالله الثاني تتعلق بهذا الأمر ، فتركيا والأردن هما الجارتان اللتان تستطيعان فعلا عمل انقلاب إيجابي في المشهد ، لمصلحة الشعب السوري وبقاء الدولة والجغرافيا السورية ، بغض النظر عن إسم القيادة هناك
لا يمكن للأردن أن يبقى مكتوف الأيدي ،عما يجري هناك ، فهو المستوعب الأكبر للاجئين ، وهو المتأثر الأكبر في انهيار الاقتصاد السوري ، وهو المتضرر الوحيد من إنقطاع الطرق البرية ، وهو المتحمل الوحيد لارتفاع فاتورة تكاليف الموارد الطبيعية والصناعية التي يشارك بها الأشقاء السوريون هنا ، وهو المستَنزَف الأكبر عسكريا على الحدود لمنع أي خطر مستورد .
إسرائيل تخشى تسرب الأسلحة البيولوجية السورية نعم ، ولكنها تضغط على واشنطن لعدم التدخل عسكريا ، لأنها تستفيد من الفوضى مع بقاء النظام الحاكم ، وتراهن على كراهية التنظيمات الإسلامية المقاتلة هناك لدرء خطرها ولكن الأردن لن يستفيد بأي شكل من أشكال الصراع ، فطاولة أردنية للحل السوري بدأت تظهر ولا نريد أن نعاود التجربة العراقية ، وعلى الجميع أن يعلم أن الشتائم والخلافات المتبادلة بين مؤيدي طرفي الصراع السوري لا يمكن أن تؤدي الى حل ، والدعاء لله تعالى لا يمكن أن يتحقق دون عمل على أرض الواقع .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو