الثلاثاء، 28-02-2012
09:04 م
حاولت زوجة دميمة أن تتمنّن على زوجها الأعمى فقالت له بعجرفة متناهية: (( كلمّا أشوف جمالي بالمرآة..بقول بحالي كيف قبلت فيك مش عارف؟؟ )) فردّ عليها زوجها الضرير الحكيم :((لو حكيك صحيح يا فلانة ..كان ما ترككِ المفتّحين إلي))..***في لحظة غرور مزيف ينسى المرء فيها نفسه..فيضطر (المضطر) الى التذكير...وفي لحظة غرور مزيف يكون الناسي "نحن" للأسف ، ويكون المضطر "وطن صبور"...***كلما دق كوز "القسمة" في جرة"النصيب" تتزاحم الأسئلة على باب الوجع .. متى سنؤمن بهذا البلد العظيم "الحكيم" ونحبه ونخلص اليه كما تحب وتخلص الشعوب لأوطانها ؟ متى سنتساوى عل صراط إمامته موحدين الصفوف خالصي النوايا ؟ متى نحبّه دون "منّية" أو عجرفة أو فوقية أو ادعّاء...و متى سنؤمن أن وجودنا فيه "شرفاً" وليس من باب " القسمة والنصيب" أو الاضطرار؟ ..و متى سنعترف أن الأردن فوقنا جميعاً ، وسيدنا جميعاً، وتاجنا جميعاً ،وملاذنا جميعاً، فقد حملنا أكثر مما حملناه ، وأعطانا أكثر مما أعطيناه ،وحمانا أكثر مما حميناه ، ورحمنا أكثر مما رحمناه...متى سنؤمن بأن الوطن أمٌّ حرةٌ لا جارية!! والحرّة لا تلد ربّتها وان ادّعت..ما دخله ملهوف،او محيوف، أو عابر سبيل ، او تاجر رحّال ،أو صنايعي هاوٍ ،أو مقيم كريم ، الا وتمنّن عليه...فالمصري يمنّ على الأردنيين :"لولا المصريين ما كانش في طوبة على طوبة في الأردن"، والسوري يمنّ علينا "بحلوياته"، والسوداني بــ"خرفانه" ، والعراقي "بنفطه"، واللبناني "بمقبّلاته" والخليجي" باستثماراته" ،والفلسطيني" بجراحاته" ، والليبي " بحالاته" و التونسي"بزيتاته"، والسعودي "بريالاته" ، والكوري" بسياراته"، والبريطاني "بمعاهداته"، والصيني"بصناعاته"، والأرجنتيني"بمجمداته" ، والأمريكي "بسياساته"..حتى الأردني يمنّ على الأردن بخنجر أبيه و"عباءاته"..ومع ذلك ظل الوطن يمسح نزقهم العابر و زغب غرورهم .. ليلمهم ويضمّهم ويشمّهم كرضيع في حضن أمه... الى متى سيظل الأردن بلد يرزح تحت "تمنّن" وعجرفة كل المارين فوق ترابه،والخارجين من رحمه، والمغتسلين في نهره ، المنكرين لــ3000سنة من وهج الحضارة ورقي الإنسان وصبره ..الى متى سيبقى الوطن "خبز شعير" يؤكل ويذم.. يُسرق ويذم.. يغيث ويذم..يعطي ويذمّ..ويبني ويذمّ.. الى متى سنظل وتظلون ويظلون ينكرون فضل أبوته علينا جميعاً "مستحيين" متنصلين حتى من رابط الدم؟؟؟.. الأردن..سيف الله في الشام..وأبناؤه عاديات "الرباط"!!..فلا "تمنّنوا" على سيف الله.. ولا تستهينوا بعادياته!!!