الإثنين 2024-12-16 14:17 م

عاصفة العنف و التشتت

05:15 م

اياد المجالي


هذا جزء من وجع ....لا بل كل الوجع ..فيك يا وطني خوف يتسلل اعماقك عنف و عدوان بحجم الخوف.اجتماعات و لقاءات و عشائر و نواب و اعلام و طلبه الا اننا رغم كل ذلك لم نضع يدنا على الوجع لغاية اللحظه....الكل يتهم و يناشد و يدعوا لوقف العنف و الهياج و ينبذ السلوك العدواني غير المبرر لكني لم اسمع و لم اقرأ تحليل و تشخيص حقيقي و موضوعي لواقع الحال المتردي في جامعاتنا و شوارعنا و حتى داخل بيوتنا نحن معشر العامه , قبل كل الدعوات و الامنيات المتزايده على مدار الساعه و البحث عن الحلول السطحيه التي تعالج اللحظه علينا واجب يوازي الفريضه التشخيص الدقيق لامراض استفحلت و استعصت لجامعاتنا و شوارعنا و بيوتنا لم تشخص و لم تحدد بعد..

ادعوكم ابناء امي الحبيبة ابناء وطني الغالي تحليل و تشخيص متواضع لوباء لامس حياتنا و عصف بمجتمعنا الاردني الا و هو العنف سواء كان في الجامعة او في الشارع او في الاسرة و عليه لجملة من المعطيات التي استشهد بها وجهه نظري بأن العلاقه وثيقه و مترابطه بين الاحساس بالخوف و بالسلوك السلبي المتمثل بالهياج و العنف و لا أدعي هنا العلم الا انه بحدود معرفتي المتواضعه انها دراسات علميه دامت عشرات السنين لعلماء اضنتهم الدراسات ليضعوا بين يدينا حقائق تؤكد بأن حجم العنف و العدوان غير المبرر مرتبط بحجم الخوف الذي نعيش , فمن يمارس العنف المجتمعي سواء كان في الحرم الجامعي او غير مكان هم شخص او مجموعة اشخاص خائفون و غير واثقون من انفسهم بحيث يمارسون الهياج و العنف الشديد نتيجة احساسهم بخوف عميق و رعب مستمر و تشويش ناتج عن ضغوط نفسية و اجتماعية و توتر مستمر او متقطع مما يجعلهم الى تفسير الاحداث المحيطة بهم بطريقة سيئة للغاية تجعل منهم اذا كانوا جماعة او فرد في حالة ترقب و تحفز دائم يتخذ قرارات غير متوقعه بهدف تأمين و حماية نفسه و يرفضوا دائما اراء الاخرين و لا يثقون بأحد و لا يتعاطفون مع المحيطين لانهم مرتبطون بخوف شخصي و توتر و تشويش لتفكيرهم و هم متعصبون الى ارائهم و لا يقبلون الاخر تحت اي ظرف و هم بالعاده عدوانيين و انتقاميين و ذلك نتيجة حتميه للخوف المتجذر الذي يدفع بهم نحو افعال و سلوكيات سلبيه غير مبرره .

جميع ما ذكر يخلق حالة من التشتت و التشويش و التفسخ في التفكير و بمنهجيته فقد اكد اغلب الباحثين في السلوك ان تعرض الاشخاص لمجموعة صدمات سواء كانت صدمات معيشية ذات علاقه باقتصاديات المجتمع او صدمات سياسية او اختناق المجتمع بأزمات اخلاقيه تخلق حالة من الذعر و التوتر مما يدفع باتجاة الهياج و المقاومة بالعنف و اثبات القوة اي ان في حالة استنفار الجهاز العصبي ليصبح رد الفعل غير منطقي متضمن سلوك عنيف يمنع الخائف من اتخاذ قار حكيم بل على العكس تماما يستمر و يتشبث بعنفه و هياجه و يدافع عنه و يستمر المذعور بخوفه و مغالاته في ردود افعله المتوتره و تشويشه و تخبطه في التفكير .

ولأن المنطق يحدد السلوك السليم في حالة التوتر بأن يضع الشخص المتوتر امام حجمة الحقيقي و قدراته الطبيعيه ليواجه سبب توتره بمنهج تفكير مستقر و يبتعد عن ردود الافعال الغرائزيه الحيوانيه ,فالخوف يؤدي الى تفكير غير منهجي مما يدفع نحو التورط بأفعال تجعل تحقيق النصر بمنظور الخوف شئ مستحيل اي ان الفعل المظاد للخوف يعيق الذات و الخروج من حالة الخوف على النفس و الوطن تجعل التفكير النشيط الممنهج يمنع ابناء المجتمع من اعاقة الذات و الاحساس بالهزيمه.

اضافه الى ان الخوف متلاصق مع العنف الا اني اجد ان هناك متلازمة اخرى و موازيه تعمق حالة العنف في الجامعات او المؤسسات او الشارع نلمس كل سلبياتها و هي حاله غريبة عن مجتمعنا و اكثر من يمارسها ممن هم في موقع المسؤوليه و اغلب الظن انه كلما زاد حجم الخوف لديهم و تزايدت نسبة التشويش في عقولهم و اصبحوا غير قادرين على مواجهه المشاكل يدخلون في حالة اللامبالاة و تصبح ردود افعالهم منعدمة دون توتر فجهازهم العصبي المستفز يعطي اوامر بالهرب على الدوام من مسؤولياتهم نحو من كلفه بحمل امانة المسؤوليه, وبالتالي النتيجة الحتمية هي الفشل حتى في السيطره على الخوف المتجذر و الفشل يتزايد حين تصبح الانتصارات وهميه و لا وجود لها سوى في خيالهم و انجازاتهم لا يلمسها احد سواهم و يدعون القوة و يتجاهلون الهزيمه ليتحقق بعد ذالك دمار الذات و خرابها و للمجتمع بكافة مكوناته.

وعادة ما يلجأ بعض اصحاب الرؤى الى انكار اسباب الفشل و معطياته و المغالاة بالقوة الهشه مما يعصف بنا احساس اقوى من الخوف و التشويش المرافق للهياج و العنف الغير مبرر و امثلة الواقع كثير جدا على سبيل المثال لا الحصر حين يغالي المرعبين و يبالغوا بطرح ادواتهم في معالجة قضايا و مشاكل حقيقيه كأنجاز تافه لمعضلة اجتماعية او اقتصاديه او سياسية و الحقيقيه هي مجرد وهم و هروب و خوف مما يؤدي الى الاعاقة و الخراب لاحقا و تتراكم الازمات .

و لكي احدد اولويات التشخيص للامراض و الاوبئة التي يعاني منها مجتمعنا و تحديد حجم الألم لكافة قطاعات مجتمعنا و خصوصا الجامعات علينا التحرر من الخوف و تحرير من يخاف ومن يرعب من هواجسهم وزرع الاستقرار الامان في نفوسهم علينا تحرير من يمارسون العنف و الهياج و التشويش و من يدعم هذا السلوك السلبي من خلال زرع الطمأنينة في وجدانهم بأدوات علاجية تواجه التحدي و التراكم الفاشل لنتائج الاجراءات العقيمه في مفاصل الحياة و محاربة لا بل احراق الفساد و المفسدين ....

قد وعدت العلا بكل ابي فأنجزوا اليوم وعدي
فأرفعوا دولتي على العلم و الاخلاق فالعلم وحده ليس مجدي
نحن نجتاز موقفا تعثر الاراء فيه عثرة الرأي تردي
فقفوا فيه وقفة الحزم و ارموا جانبية بعزة المستعدي.
اللهم اشهد اننا نعشقك يا وطني .


اياد المجالي - جامعة مؤته


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة