. « قصة ساحرة تصلح أن تكون رواية عالمية فاتنة ومثيرة « هكذا يصف البروفيسور « يائيل زايزر» رئيس قسم تاريخ الشرق الاوسط بتل أبيب ،في تقديمه كتاب الباحث اليهودي رونين اسحاق:» عبد الله التل ..ضابط في الجيش العربي» .
الذي صدر باللغة الانجليزية عن دار نشر بريطانية ، بغلاف يحمل صورة عبد الله التل ،وهو بالزي العسكري وبشعار العربي ، وقام بترجمته الى اللغة العربية الكابتن صلاح التل، وسيتم إشهاره قريبا.
وقد حرص المترجم أن يعلق على بعض ما اعتبره مغالطات وردت في الكتاب ، خاصة فيما يتعلق بأحداث داخلية مرت في المملكة ، تعكس وجهة نظر اسرائيلية. الكتاب يستحق أن يقرأ ، فهو يبحث في أحداث مفصلية تتعلق بالصراع العربي الصهيوني، وخاصة حرب 1948 ونتائجها الكارثية ، لكن وسط غبار الكارثة التي كانت الانقسامات العربية السبب الرئيس فيها، ثمة بطولات مجيدة للجيش العربي في تلك الحرب ،كان عبد الله التل أحد أبرز نجومها، كما يقول الكاتب الذي يقر بهزيمة اليهود في تلك المعركة ،كما يعترف بهزيمة اسرائيل في معركة الكرامة عام 1968 .
يتحدث الكتاب بالتفصيل عن مجريات معركة القدس ،حيث قاد التل وحدات الجيش العربي التي حررت المدينة ، رغم أن قائد الجيش في تلك المرحلة كان بريطانيا «كلوب باشا «، الذي كان يحاول تعطيل عملية تحرير المدينة ، حيث كانت بريطانيا الداعم الأساسي للعصابات الصهيونية ،وهي التي خلقت البيئة الميدانية والسياسية المناسبة لإقامة اسرائيل ، بدءا من إصدار «وعد بلفور» عام 1917 ، وفي المعركة تم أسر المئات من المقاتلين اليهود، وتم نقلهم الى معسكر قرب مدينة المفرق ، ولأول مرة بتاريخ الصراع العربي الصهيوني، يحصل طرف عربي على» وثيقة استسلام « يهودية ، وقعها عن الجيش العربي عبد الله التل وعن الجانب اليهودي قائد «الهاجاناة» في القدس القديمة موشيه روزنك ، تتضمن أربعة بنود :القاء اليهود السلاح وتسليمه للجيش العربي ،وأخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب، والسماح للشيوخ من الرجال والنساء والاطفال ومن كانت جراحهم خطيرة ،بالخروج الى الاحياء اليهودية في القدس الجديدة، بواسطة الصليب الاحمر، ويتعهد الجيش العربي بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين، ويحتل الاحتلال اليهودية في القدس القديمة. وبالمناسبة فإن هذه الوثيقة تشكل كنزا وطنيا ، وينبغي أن تكون «الوثيقة الأصلية» ،أحد مقتنيات المتحف الوطني .
يتوسع الباحث في الكتاب ،ليسجل قراءته لتاريخ الأردن والشرق الأوسط منذ العشرينات وحتى السبعينات القرن الماضي، هناك وقائع تاريخية مثبتة من مصادر عديدة ، لكن هناك أيضا تحليلات تعكس رأي الباحث ، تتعلق مثلا بأحداث تاريخية مرت بالأردن في أعقاب حرب 1948 ،وهي فترة مضطربة وغير مستقرة سياسيا ،وشهدت ثورات وانقلابات في العديد من الاقطار العربية ،خاصة مصر وسوريا والعراق، وانقسامات عميقة في مواقف الحكومات ، ونشاطا سياسيا من قبل أحزاب وحركات وشخصيات سياسية وعسكرية كان التل أحدها، الذي اكتسب شعبية عربية واسعة بعد معركة القدس .
وكما المؤلف أن ذلك جعل التل يؤثر بجيل عربي كامل، في مرحلة التحرر الوطني من الاحتلالات الاجنبية ، ولذلك كان له دور في دعم الثورة الجزائرية و منظمة التحرير الفلسطينية، دور التل في قيادة معركة القدس ، تحدث عنه العديد من زملائه في الجيش العربي ولم يكن وحده ، بل كان هناك ضباط آخرون وأعداد كبيرة من المرتبات والأفراد، قاتلوا ببسالة واستشهد العديد منهم .
التل شخصية جدلية، وهو ليس عسكريا فقط ، بل مثقف ومؤلف للعديد من الكتب ، بينها «كارثة فلسطين» و»جذور البلاء» ، وحسب زعم المؤلف ،أن التل كان يثير الشغب لأسباب شخصية ، كما لا يفوته كعادة النخب الاسرائيلية ، اتهام كل من يناهض الصهيونية بـ «معاداة السامية» ! هكذا وصف عبد الله التل !
وقد علق المترجم على ذلك ، بالاستشهاد بقولة للفيلسوف الالماني الشهير فريدريش نيتشه : «لا تنشئ منزلك بعيدا عن البركان حتى تأمن ثورته ، بل يكن على حافته ،فتكون الحياة أكثر جمالا ومتعة وإثارة» .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو