الإثنين 2024-12-16 01:29 ص

عدد جديد من مجلة ‘تراث’:

10:03 ص

الوكيل - صدر عدد ايلول/سبتمبر رقم (167)، من مجلة (تراث) الصادرة عن مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات في أبوظبي.

يتفرد العدد بموضوعات عدة تجسد الصحافة المتخصصة باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة.
في باب قضية للنقاش تستعرض المجلة واحدة من القضايا الهامة، فتحت عنوان (صورة التراث في الدراما المحلية)، استعرض العدد آراء عدد من المهتمين بشؤون التراث حول خطورة الاستسهال في التعاطي مع مفردات التراث في الدراما، لأنها -نظراً لانتشارها الكبير- فإن ما تفسده من أخطاء يكون من الصعب إصلاحه.
وتضمن التحقيق آراء نخبة من رموز التمثيل المحلي حول آخر أعمالهم التي عرضت في شهر رمضان الفائت وكان التراث محورها، ، واتفق الجميع على ضرورة وجود جهة رسمية تتولى الإشراف على صورة التراث في الدراما بالتعاون مع المختصين في التمثيل والإخراج.
استعرض باب (وجه في المرآة) سيرة مؤلف أقدم كتاب في حساب أوزان اللؤلؤ، وهو سلطان بن محمد المناعي أحد أشهر تجار اللؤلؤ في الخليج العربي ممن أسهموا في إحياء التراث العربي والإسلامي في الهند خلال القرن التاسع عشر.
تضمن باب ساحة الحوار حواراً مع المستشرق الإيطالي جوزيبي سكاتولين قال فيه إن حضارة الغرب أساسها الإسلام والمسلمون، مؤكداً أن الحوار بين الأديان جزء لا يتجزأ من الحوار بين الحضارات، فالحضارات في كل مكان قامت أساساً على الدين، مؤكداً أنه ضد مقولة (صدام الحضارات) فالعكس في رأيه هو الممكن؛ أي إيجاد الحوار بين الحضارات والديانات بدلا من تفشي الصراعات. وقال: (أنا مندهش لأن الله قد قبل الحوار مع إبليس -كما أخبرنا القرآن الكريم- في حين يأنف بعض البشر من محاورة الآخر).
بنت شملان في شعراء القبائل
في باب شعراء القبائل يعيد الباحث الإماراتي الدكتور راشد المزروعي تقديم الشاعرة الإماراتية (بنت شملان) عوشة بنت سعيد بالحصم الرميثي، التي تعد من أشهر شاعرات أبوظبي في القرن الماضي، في صورة تليق بها كشاعرة متألقة، مؤكداً على أن الرواة ذكروا أن (شملان) اسم لجمل، كانت تملكه الشاعرة أو كان لغيرها، وقد اختارته أو ربما اختير لها كلقب أو اسم مستعار.
أسرار الرحالة بوركهارت أو الشيخ الشامي.
وفي باب ارتياد الآفاق تنشر المجلة استطلاعاً حول أسرار الرحالة الشهير (بوركهارت) أو الشيخ إبراهيم بن عبد الله الشامي، فالبعض يقول إن بوركهارت كان يحب فتاة حلبية، هي التي خاطت له ملابسه، وهي التي اشترت له المسبحة الطويلة التي كانت لا تفارق يده…، وسواء كان بوركهارت محباً أو متنكراً، فإن الأهم من ذلك، أن ارتداءه لهذا الزى قد سهّل عليه التعرف عن قرب على أوجه الحياة اليومية للإنسان العربي، وبذلك قدم العديد من الخدمات الجليلة للباحثين الأوروبيين وغيرهم، عن الحياة العربية والثقافة العربية، في بدايات القرن الثامن عشر.
ملف الغناء العربي .. التراث والامتدادات
ويتضمن ملف هذا العدد (الغناء العربي .. التراث والامتدادات)، العديد من الدراسات التي تحاول استعادة هوية الغناء العربي التي باتت مشوشة وملتبسة، ويضم الملف بحثاً في التراث والامتدادات منذ أن ترنّم العرب بالشعر وأسموه غناءً، مروراً بالمراتب التي نزلها الغناء العربي متأثراً بضعف وقوة الدولة سياسياً، حيث تراه في أعلى المراتب إبان حكم خليفة معين، ليتراجع إلى أدنى المراتب مع خليفة آخر.
كما يتضمن الملف بحثاً بعنوان (فن الغناء الشعبي) يتناول هذا الفن من حيث كونه مجموعة التقاليد والممارسات الغنائية المعبرة، والصادرة عن شرائح الجمهور العريضة. تكون في غالب الأحيان وسيلة تعبيره وانعكاسه اللغات المهمشة، واللهجات المحلية، وغير الرسمية، وتستعرض الدراسة أسباب تراجع هذا اللون من الغناء وانفصاله عن الناس.
ويفرد الملف عدة دراسات تتعلق بفن الغناء في الإمارات، واستعراض نشأته وتطوره والرموز والأسماء التي نهلت من معين التراث وجددت وطورت فيه. بالإضافة إلى استطلاع توثيقي لسيرة ومسيرة الفنان جابر جاسم باعتباره أحد أبرز رواد الغناء في الإمارات وأول من ساهم في نقل الأغنية الإماراتية إلى محيطها العربي.
كما يتضمن الملف حكاية فن الصوت الخليجي، التي ارتبطت بقصة تشبه الأساطير، وأضواء على فن الصوت في الخليج وعبقرية تلحين وغناء القصيدة الكلاسيكية وأبرز رموز هذا الفن.
كما يضم الملف دراسة عن الموروث الغنائي العربي من المشافهة إلى الكتابة، وهي دراسة تسعى لمعرفة مدى مساهمة الكتابة اليوم في الحفاظ الحقيقي على الموروث الغنائي الشفوي الشعبي الحضري والبدوي.
قضايا وآراء
يتضمن باب قضايا وآراء ثلاث مقالات لنخبة من الكتاب العرب، حيث يكتب علي عفيفي غازي عن الديمقراطية في التاريخ متسائلاً ما إن كانت تموذجاً مغلقاً أم مفاهيم تقبل التطوير، ويقدم مختار سعد شحاتة قراءة معاصرة للأمر الإلهي (اقرأ) باعتبارها المفردة المفتاح التي يمكن بفهمها إدراك غاية الوجود الإنساني. كما تكتب الخبيرة التربوية الدكتورة لطيفة حسين الكندري عن براعة التعليم في صدر الإسلام، من خلال إحياء بعض المفردات اللغوية المنقرضة التي تشبه الحفريات الأثرية.وفي تراث الفنون، تتضمن المجلة دراسة حول جذور (الباليه) المعاصر عند الفراعنة، وقراءة في الأبعاد التزيينية والجمالية للحلي الشعبيّة.
دشنت المجلة في عددها بابين أحدهما للقصص شعبية العالمية، ويتضمن هذا العدد مختارات من القصص في شكل حكم وأمثال شعبية من التراث الصيني تتميز بطابعها الترفيهي والتعليمي وهي موجهة للأطفال في المقال الأول.
أما الباب الثاني فهو (يقول المثل) الذي يهدف إلى التعريف بالأمثال الشعبية وتقديمها وشرحها عبر مختارات يشرف عليها الباحث الدكتور راشد أحمد المزروعي.
كتاب تراث

صدر مع العدد كتاب تراث الشهري، وهو بعنوان (توظيف الموروث في الأدب الإماراتي-النص المسرحي نموذجاً) للكاتب والباحث عبدالفتاح صبري.
ويقدم الباحث لكتابه قائلاُ: (تكتسب قضية توظيف الموروث في المسرح الإماراتي أهمية كبرى إذ إنها تعبير عن إشكالية الهوية التي باتت تؤرق المثقف والأديب والفنان الإماراتي نظراً للتبدلات الحادة بالمجتمع التي تواكبت مع تفشي قيم الاستهلاك والعولمة والمال، وما تشكله من تهديد لمنظومة القيم الأصيلة المتسقة مع التاريخ والهوية العربية الإماراتية.
واللافت أن المسرح الإماراتي لم يستخدم بعد هذا الموروث الاستخدام الأمثل، رغم غناه وثرائه.
لا تزال هناك فجوة بين الموروث والمسرح في الإمارات، وهي بحاجة إلى ردمها وذلك بالإيغال في الربط بين النص والموروث، خاصة في زمن تحتاجه الهوية الوطنية دفاعاً عنها وتمسكاً بها.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة