أحمد المبيضين - باتت الرحلات المدرسية في الوقت الراهن خارجة عن برنامجها الهادف والهام ، والذي من المفترض ان تكون واحدة من البرامج العاملة على تغيير المناخ المدرسي والروتين اليومي وتقريب ما يستقيه الطلبة على مقاعد الدراسة من علوم ومعارف مختلفة، وربطها بواقعهم الميداني الحي، وتحفيزهم وتشجيعهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم المتعددة .
وفي اطار تواصل برنامج الوكيل والذي يبث عبر اذاعة القوات المسلحة الاردنية 'راديو هلا' ، مع المواطنين وملامسة قضاياهم اليومية الحياتية ، تطرق اليوم الثلاثاء ، لمناقشة تداعيات وسلبيات هذه الرحلات المدرسية غير المحققة لاهدافها ،والتي باتت مؤرقة للكثير من اولياء امور الطلبة من النواحي الاجتماعية والمادية والنفسية ، ليكونوا في النهاية تحت حكم الاجبار بالموافقة على ذهاب ابنائهم وبناتهم الى هذه الرحلة ، وناقوس الخطر يعزف اوتاراً من القلق والخوف عليهم حتى يعودوا مساء يوم رحلتهم بسلامة وخير .
برنامج الوكيل تلقى الكثير من الاتصالات الهاتفية والرسائل الصوتية عبر تطبيق الواتساب الخاص به ، والذي لم يلقى ولا حتى ملاحظة واحدة من اي مواطن عاش مرارة موافقته على ذهاب ابنائه وبناته الى الرحلات المدرسية ، فبغض النظر عن التكاليف المادية للرحلة والتي سترتب على رب الاسرة جراء هذا الرحلة ، الا ان الواقع المرير الذي سُيفرض عليه من قلق وخوف اكبر بكثير من اي شي قد يدفعه مادياً .
وتطرق المواطنون في أغلب ملاحظاتهم للبرنامج الى اشكالية الورقة التي ترسل مع ابنائهم من قبل ادارة المدرسة ' ورقة عدم تحمل مسؤولية'، والتي تُشعر الاهالي بأن الخطر يدور حول ابنائهم ، وخاصة بعد التوقيع عليها ، وان فحواها يثير الريبة والخوف ، ليكون هنا ولى الامر بين واقعتين لا ثالث لهما ، وهما اما التوقيع عليها وتسليم امر 'ابنه او ابنته' الى الله والايمان بالقضاء والقدر ، وما سيرافق تلك الرحلة من عمليات ومتابعات و إتصالات تبقى على مدار الرحلة ، للأطمئنان على سلامة الطالب ، لأن المدرسة لن تتحمل أي مكروه قد يصيب الطالب – لا قدر الله – خاصة اذا كانت الرحلة تقصد إحد البرك المائية المتهالكة ، واما ان يبقوا بين دوامة الغضب والجدل التي سيقع بها جراء رفضه لذهاب ابنائه اليها ، لتكون المحصلة الاكبر والمدرجة في الغالب هي الموافقة .
واضاف المواطنون ، ان وزارة التربية والتعليم لم تعد تولي شأن الرحلات المدرسيه اي اهتمام او اعتبار ، ولا حتى باصدار تعميم رمي يقضي بمنها وتوقف تنظيمها من قبل ادارات المدارس الحكومية و الخاصة ، بل انها وكما هو ملحوظ ' على حسب قول المواطنين' ما زالت تعتبرها من النشاطات التربويه الهادفه ، الا ان الواقع انها باتت خطرا حقيقيا محتماً في كل عام مع بداية فصل الربيع ، مع تجاهل الوزارة بالكامل ان هذه الرحلات اصبحت بعيدة كل البعد عن تنمية الاتجاهات الايجابيه لدى الطلبة ، وأنها لم تعد متكامله مع البرنامج التعليمي المدرسي ، لافتين الى ان جميع الرحلات المدرسية لا تحقق اي هدف ايجابي ، وانها باتت تخرج شيئاً فشيئاً عن المعقول والمنطق ، اذ انه بات ملاحظا في الاونة الاخيرة رحلات تتطلب مبين الطالبة او الطالبة خارج المنزل ، الامر الذي يُعد خروجا عن العادات والتقاليد .
واشاروا الى ان هنالك قسم في الوزارة تحت مسمى ' قسم الرحلات وادارة الانشطة التربوية' ، والذي من اهدافه بحسب ما اعلنت الوزارة سابقاً ان يُعنى بالرحلات وتنظيمها واسبابها، الا انه غائب كل الغياب عن ارض الواقع ، القسم بوضع الخطة الشاملة التي تتضمن الأسس والتعليمات والأهداف المرجوة من برنامج الرحلات الداخلية والخارجية .وإعداد وانجاز دليل الرحلات و التطرق إلى الأماكن السياحية والأثرية في المملكة , وعقد الندوات والمحاضرات والورش والمتابعة الميدانية من خلال لجان المتابعة للرحلات ,وتشكيل لجان المتابعة الميدانية وإصدار الأنظمة والتعليمات التي تنظم وتحدد مواعيد الرحلات وأماكنها والأسس والتعليمات التي تضبطها وتشكل الرحلات المدرسية تشكل الرافد للسياحة الداخلية من خلال زرافات الطلبة الذين يقومون بزيارة المواقع السياحية الأردنية , فيسهمون في تعزيز السياحة الداخلية .
واوضح المواطنون ، انه يجب على وزارة التربية والتعليم بتوجيه المدارس اللى تنظيم رحلات تُعرف الطلبة بأهم المنجزات الوطنية , والمعالم الأثرية والحضارية المختلفة , والمؤسسات التعليمية والتنموية والثقافية والصروح العلمية والاقتصادية الأردنية ، لما في ذلك من اسهام وتعزيز لقدرة الطلبة على الانخراط في صفوف المجتمع الأردني والاطلاع على عاداته وتقاليده وثقافاته المختلفة باختلاف الديموغرافيات والجغرافيا ، حتى يتمكن الطالب المشارك في الرحلة من كسب الخبرات النافعه التي تفيدهم في حياتهم العمليه من خلال المشاهدة والملاحظة وكتابة التقارير وحل المشكلات وتنمية القدره على التفكير العلمي المنظم .
وطالب المواطنون وزارة التربية والتعليم بايقاف الرحلات الرحلات المدرسية وعدم تنظيمها من قبل الادرات المدرسية ، وترك الرحلات والترويح عن نفوس الطلبة إلى أهاليهم و التركيز على المحتوى العلمي والاقتصار على تعليم الطالب وتنمية قدراتهم .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو