الوكيل - الضعف الجنسي مرض يحرم التداول به في المجتمعات الذكورية، حتى مع الطبيب المعالج، خشية تسرّب الخبر، ما يؤدي إلى تفاقم حالة المريض وتراجع نفسيته. لكن مع توافر العلاجات الجديدة والفعالة في هذا المجال، بات لزاماً على كل مريض أن يستشير طبيبه القادر على حل مشكلته، وتجنيبه كل المشاكل الناتجة من المرض.
التقت'إيلاف' الدكتور أديب زيادة، رئيس قسم جراحة المسالك البولية والأعضاء التناسلية في مستشفى المشرق في بيروت، الذي اعتبر أن مصطلح ' العجز الجنسي' حلَّ محله اليوم مصطلح آخر هو 'الضعف الجنسي'، الذي يعتبر كسواه من الأمراض، التي يمكن أن تصيب الرجال.
وأضاف: الضعف الجنسي Erectile Dysfunction هو عدم حصول انتصاب كافٍ لممارسة العلاقة الجنسية بإشباع وكفاءة للرجل وشريكته، هذه الحالة شائعة في المجتمعات الشرقية والغربية على حدّ سواء، وغالباً ما يشكو منها الرجال بعد سنّ الخمسين، ولكنها قد تصيب، وبنسب أقل، فئة الشباب أيضاً.
أما عن أسباب الضعف الجنسي، قال زيادة: للضعف الجنسي أسباب عديدة، منها: العضوية، وهي تشكل ما يزيد على 90 في المائة من الحالات، ومنها النفسية، وهي غالباً ما تصيب الشباب، الذين لا يملكون الخبرات الكافية في ممارسة الجنس.
قد تكون الأسباب عضوية ونفسية في الوقت نفسه. إذ يؤثر العامل النفسي كثيراً على الأداء الجنسي، ويصبح عاملاً رئيساً لأعطال عضوية، منها قلق الأداء Performance Anxiety. هذه الحالة نراها عادة لدى فئة الشباب في أولى تجاربهم الجنسية، ولدى الرجال عموماً، الذين يمارسون الجنس مع شريكة، يودون التباهي أمامها بالقوة، وينشدون عدم الفشل.
كما إن أي انتقاد أو تعليق يرتبط بالعضو الذكري وبحجمه قد يؤثر سلباً على أداء الرجل، ويتسبب له بمشاكل ترتبط بالانتصاب، فيدخل في حلقة مفرغة تتطلب العلاج.
تابع الدكتور زيادة قائلاً: 'وبما أن عملية الانتصاب لدى الرجل مرتبطة بتدفق الدم في العضو الذكري، فهي مرتبطة إذا بسلامة الأوعية الدموية، لذا كل ما من شأنه أن يتسبب بتضيق أو تصلّب الأوعية يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً على الانتصاب. ومن هذه الأمراض، التي يمكن أن تتسبب بتضيق الأوعية: داء السكري، أمراض القلب، الكوليسترول، الدهنيات وارتفاع ضغط الدم. إضافة إلى الأدوية المعالجة لهذه الأمراض.
توجد أسباب أخرى للضعف الجنسي مرتبطة بالجهاز العصبي، كالشلل والحوادث التي تؤدي إلى تضرر في النخاع الشوكي أو التهابات الجهاز العصبي. إضافة الى الأسباب الهرمونية، التي ترتبط بالغدد التي تفرز الهرمون الذكوري'. وأشار زيادة إلى أن القذف المبكر يعتبر حالة من حالات الضعف الجنسي، لا سيما بالنسبة إلى الشريكة.
حول العلاجات المتوافرة حالياً لحالات الضعف الجنسي، وأكثرها حداثة، قال الدكتور زيادة: 'علاجات الضعف الجنسي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأدوية الفموية، الحقن الموضعية والجراحة. ففي ما مضى، أي قبل أواخر التسعينيات، كانت المعالجة تتم من خلال الحقن الموضعية أو اللجوء إلى الجراحات المختلفة'.
ويضيف: 'لكن بعد ظهور الجيل الجديد من الأدوية الفموية، التي تعالج الضعف PDE 5 inhibitors، والتي تعمل على تحسين تدفق الدم إلى العضو الذكري، خلال العملية الجنسية لمدة معينة (من ساعتين في بعض الأدوية إلى 24 ساعة في أدوية أخرى من خلال تركيبة كيميائية جديدة)'.
يتابع زيادة: هذا التدفق لن يسبب انتصاباً في حال عدم وجود عوامل إثارة. وهذه الأدوية هي الأكثر شيوعاً في الوقت الحاضر والأكثر فعالية لعلاج كثير من الحالات. وبات من الممكن تناول هذه الأدوية بشكل يومي، إذا كان مرض الضعف مزمناً، ولفك ارتباط الرجل بعامل الوقت، ولتأمين الراحة النفسية له والجهوزية الدائمة للممارسة الجنس بالشكل الأقرب إلى الطبيعي'. وشدد زيادة على أنه لا يمكن لأي مريض أن يلجأ إلى تناول هذه الأدوية بشكل عشوائي، إنما يجب عليه استشارة الطبيب المختص.
وهناك أبحاث كثيرة، في الوقت الحاضر، تعِدُ في المستقبل القريب بمنافع أخرى لهذه الأدوية، منها: علاج التضخم الحميد للبروستات، ولخفض نسبة الضغط الرئوي وغير ذلك، ما يتيح للمريض استعمال هذه الأدوية من دون خجل. أما عن الحِقَن الموضعية، فأشار إلى تراجع استعمالها كثيراً لأنها تسبب، في بعض الحالات، تصلباً في العضو الذكري Fibrosis ، ما قد يؤدي الى عدم فعاليتها مع الوقت.
أما لفئة المرضى، التي لا تتجاوب مع العلاج بالأدوية، فأكد الدكتور زيادة على إمكانية اللجوء إلى الجراحة Penice Prosthesis، التي يتم من خلالها زرع جهاز داخلي في العضو، يتكوّن من قسطرة، مضخة وخزان، يتم من خلاله تعبئة وإفراغ القسطرة من قبل المريض عند الحاجة.
وهذا الجهاز، بحسب زيادة، يتوافر منه نوع حديث، يعيد العضو إلى حجمه الطبيعي، بعد انتهاء العملية الجنسية. وفي ختام الحديث، توجّه الدكتور زيادة إلى المرضى، مشدداً على عدم إخفاء المرض عن طبيبهم، لأن العلاجات الحديثة باتت سهلة، وفي متناول الجميع. والشفاء يصبح أصعب في الحالات المتقدمة المزمنة، لأن عدم ممارسة النشاط الجنسي لوقت طويل، قد يؤدي إلى انكفاء هذا النشاط، وربما إلى ضمور حجم العضو الذكري.
إيلاف
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو