يواصل رئيس حكومة اليمين الفاشي في اسرائيل بنيامين نتنياهو, استعراض عضلاته السياسية والتبشير بابداعاته الرامية الى فرض الاستسلام على الفلسطينيين, عبرالمشروعات التي يطرحها – ببلاغة وغطرسة ظاهرتين – لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, وبخاصة في ظل شعوره بفائض القوة الذي توفّر له بعد وصول تاجر العقارات ونجم تلفزيون الواقع دونالد ترامب الى السلطة, والانحياز الفاضِح – المحمول على جهل ولا مبالاة – لعدوان اسرائيل ومشروعها الكولونيالي الإحلالي, والذي لَخّصه (ترامب) في عبارة بدت وكأنها لا تقول شيئاً, الا انها بالفعل تقول «كل» شيء, عندما قال في مؤتمره الصحفي الأول مع نتنياهو في البيت الأبيض قبل اسبوعين, « دولة واحدة.. او دولتين – لا يهم.. المهم ما تتّفِقون عليه «.. أي انه يُطلِق يد اسرائيل «القوية» لتقرير ما تريده وتفرِضه على الجانبين, الفلسطيني «الضعيف» والعربي الأضعف والأكثر قابلية لتمرير «أي» حل, ما دام يُريح انظمة عربية معروفة ,من مواصلة الاهتمام (وليس تحمل عِبء.. حيث «لا» أعباء منذ عقود) بالصداع المُتأتّي عن القضية الفلسطينية.
نتنياهو الذي خرج على العالم, بعد أن «دفن» حل الدولتين من منصة البيت الأبيض.. قائلاً: بأن اسرائيل لن تتخلى عن السيطرة الامنية على الضفة الغربية وصولاً الى غور الأردن، فاجأ الجميع ــ ولكن من استراليا هذه المرة ـــ عندما سألته وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوف عن «رؤيته» في شأن حل الدولتين فأجاب: «عندما يتم الحديث عن دولة فلسطينية.. فان ذلك يُوجِب إبقاء سيطرة الجيش الاسرائيلي على الضفة الغربية, وأن تكون سيادة هذه الدولة محدودة, مُضيفاً (وهنا الجديد) انه «يُمكن دراسة عدة خيارات أمنيّة, من خلال (إدخال) قوات دولية لقطاع غزة».
طرح خطير في تداعياته وأكلافه الأكثر خطورة, وإن تسرّبل بلبوس «بالون الاختبار» الذي يبرع الصهاينة في طرحه, عند كل مرحلة مفصلية من مراحل الصراع المفتوح مع المشروع الصهيوني, الذي لا يتوقف عن تجديد «رؤاه» ومحاولة الانتقال بها «صعوداً» الى ذرى أعلى، فيما يتقوقع الفلسطينيون والعرب في «صَدَفاتِهم» والتمسّك بقراءات قديمة وبالية لم تعد صالِحة او متناسِبة مع التطورات المتلاحِقة والهزائم المتتالية التي تلحق بـِ»خياراتهم الإستراتيجية» الإستسلامية, والمرفوضة من قِبل المحتل الصهيوني وداعميه عبر البحار والمحيطات وخصوصاً الحلفاء «الإقليميون» الذين بعضهم «عرب»... من أسف.
ولأن الصهيونية دأبت على الظهور بمظهر «الضحية» والإيحاء للجميع بأنها تُقدِّم تنازلات «مؤلمة» ولا تتردد في تقديمها من أجل «السلام» الذي تسعى اليه بدأب ومثابرة ـــ وفق الخطاب الصهيوني «الناجح» الذي اقنعت فيه الصهيونية, الغرب والشرق «ومعظم» العرب ـــ فإن نتنياهو في آخر «عُروضِه» وتنازلاته المؤلمة والمزعومة بالطبع, لم يتردّد في الادعاء «بأنه وعلى الرغم من أن تجربة اسرائيل مع القوات الدولية هي... غير جيدة، ولكن يُمكِن العودة, ومحاولة تكرار هذا النموذج في قطاع غزة، بحيث تُسيطر قوات دولية بشكل «فِعليّ» على قطاع غزة, وتواجِه مسألة الارهاب» ختم زعيم الدولة الفاشية,الذي يواجه خطر فقدان مستقبله السياسي والشخصي, في ظل التحقيقات الطويلة التي ما تزال تُجريها الشرطة الاسرائيلية.. معه, حول شبهات (لم تصل بعد الى درجة توجيه لائحة اتهام قضائية.. له) بالفساد واستغلال السلطة وتحقيق مكاسب شخصية وعائلية. ونتنياهو لم يقل لنا ايضا، ما إذا كان يقصد «دولة غزة» التي يدعو وزراء نافذون في حكومته الى قيامها في القطاع المنكوب, ام غزة التي هي جزء من «الدولة الفلسطنية»..محدودة السيادة والصلاحيات.
الاحتلال الاسرائيلي إذاً.. سيبقى في الضفة الغربية (التي هي «يهودا والسامرة» في عرف نتنياهو, والتي باسمها حمل اليهود إسمهم «اليهود»، كما أخذ الاميركيون إسمهم من اميركا, واليابانيون من اليابان, عندما قال ذلك في حضرة ترامب، ولم يَقُل هذا الفاشي للعالم.. من اين جاء الفلسطينيون باسمهم هذا؟ ولأي «بلد» هم ينتمون؟).
.. أما «غزة»... فسيتولاها اصحاب القبعات الزرقاء الذين ينتشرون في بلاد العرب المحيطة باسرائيل، فيما لم يسمح الكيان الصهيوني منذ قيامه حتى الان, بأن تستقر اي قوات دولية داخل حدوده المعروفة, وليست الرسمية او النهائية.. كما يعلم الجميع.
وسائل اعلام اسرائيلية, وصَفَت طرح نتنياهو عن «فكرة» تواجد قوات دولية في قطاع غزة, بانه «الاول من نوعه».. منذ عقود، ولكن «لا يوجد هناك ما يبين مدى تبلّور الفكرة بشكل تام» على ما قالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، في الوقت ذاته الذي سارع فيه مصدر مُقرّب من رئيس حكومة العدو الى «نفي» هذه التقارير «الاعلامية» زاعماً ان اقتراح نشر قوات دولية, جاء من وزيرة الخارجية الاسترالية وليس من طرف نتنياهو.. مؤكداً رفض الاخير له».
وإذ لم يصدر تكذيب او تأكيد استرالي لهذا «النفي» الاسرائيلي, الذي يبدو انه خلق بلبلة داخل الائتلاف الحكومي الفاشي القائم، فإن «الفكرة» قد باتت في التداول ويصعب شطبها من اي جدول أعمال مُقبل, حتى لو رفضها الفلسطينيون او تحمّس لها بعض العرب. المهم ان الاسرائيليين يُلقون ببالونات اختبار متى ارادوا، فيما يتلقّفها العرب ويتسلّى بها الفلسطينيون, ويتواصل مشروع «اسرائيل الكبرى» في التجسد على الارض.
وأمجاد يا عرب.. أمجاد.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو