الخميس 2024-12-12 19:47 م

عن درويش ..

03:35 م

لي صديق اسمه درويش...هو الآن يعمل في شركة يديرها مهندس لبناني وأغلبية العاملين فيها...من سويسرا، فرنسا ، لبنان...

درويش يعمل سائقا مع المدير وأحيانا مراقباً، ولأن نظام الشركات العالمية يقوم على مبدأ التخاطب عبر الإيميل فقد قامت الشركة بعمل (ايميل) خاص بدرويش...للعلم صديقي درويش متقاعد من مؤسسة حكومية.
قبل أيام التقينا في البلد، دعاني درويش إلى هناك وأخبرني أنه يريد مقالا قديما عن الكرك كتبته قبل عامين على ما اذكر...وطلب مني أن أرسله له عبر الإيميل...وأخبرني عن الشركة وأنه بدأ يتحدث قليلا من الإنجليزية وعرج على المهندسات الجميلات..وكيف خطف قلب احداهن..ولكنه في لحظة صفاء وواقعية أخبرها أن العمر قد فات وأن ثمة أبناء ينتظرونه وأن الحب في بعض الاحيان يصبح عبثا... أخبرني أن قلبها تحطم وأنها قررت العودة للبنان...درويش واقعي لا يحب أن يفتك بقلوب العذارى.
المهم...طلبت من درويش أن يكتب لي أيميله على ورقة....فأحضر لنا النادل ما طلبنا...ثم كتب لي الإيميل وبعد ذلك كتب الباسورد..سألته ما هذا فقال :- (ايميلي يا استاد....مالك؟)....ثم قلت وهذا :- فرد علي قائلا :- (هاظ الباسورد).....طلبت من درويش أن يفهمني عن سبب وضعه للباسورد..فقال لي : - (أساع لما ودك اتدز لي ايميل مو ودك تفتح ايميلي..هي الباسورد بتفتحتوا وبدز لي)....يبدو أن درويش ومنذ عام يوزع الايميل الخاص به مع الباسورد...
في تلك اللحظة أعياني الضحك...درويش على ما يبدو يظن أن الباسورد يوزع مع الإيميل....
المهم غادرنا وأنا لم أحاول إفهامه القصة...وحين وصلنا للسيارة اكتشفت أن درويش يحمل (كرت ) أو (بزنس كارد)...حتى على (البزنس كارد) قام بطبع الباسورد...
المهم حاولت افهام درويش ان (الباس ورد) هو شيء سري لا يجوز توزيعه حاولت إفهامه أنه من الخطأ..أن يقوم بتوزيع رقمه السري لأن هذا سيتيح للبعض الاطلاع على محتويات بريده الإلكتروني..,لكن درويش لم يقتنع وقال لي :- ( أنت بتعرف أكثر من اللبنانية...هاظ اصلا هيك عنا بالشركة نظام قانون)
في هذه اللحظة التي أكتب فيها المقال قمت بفتح ايميل درويش...لا أريد أن اقول ماذا وجدت....ولكن على ما يبدو فأن أمواج هائلة من البشر تستعمل ايميله.
السياسة في العالم تشبه (الإيميل)..هناك (باسورد ) سري لا أحد يعرفه مثلا يتخذ قرار ما في أمريكا والناس تعرف بالقرار ولكنها لا تعرف اسبابه أو الخفايا السرية في اتخاذه....تماما مثل اغتيال (كينيدي) ثمة (باس ورد) سري للان في العملية...لا أحد يعرفه.
بالمقابل لدينا في الأردن كل شيء معروف...نحن مثل درويش تماما نعطي الايميل مع الباسورد....
حتى هذه اللحظة ما زال الأعلام يتحدث عن اسباب إقالة الخصاونة....وكل صحفي يملك الباسورد الخاص باقالة الحكومة...
لماذا لا يوجد لدينا اسرار في السياسة...وكل شيء مفضوح ؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة