النماذج العربية من الدول التي تعرضت لموجات تغيير بنيتها السياسية إما من خلال تدخل عسكري كامل من الخارج مثل العراق، او تدخل جزئي بأسلحة الطيران او الضغط السياسي والاعلامي ودعم اجواء التغيير، او تدخل بأدوات غير مباشرة مثل سوريا حيث فتح الحدود من بعض الجيران للمقاتلين والاسلحة والاموال، كل هذه النماذج التي تحقق فيها تغيير انظمة الحكم وتفكيك الدولة (السابقة) لكن دون نجاح في اعادة البناء، او تقديم النموذج الافضل ولو نسبيا.
الامريكان وغيرهم محترفون في التفكيك وهدم البنى القائمة، لكن الفشل ذريع في اعادة البناء، فالعراق مثلا مر على احتلاله وازالة النظام السابق أكثر من عشر سنوات، لكن ما زالت عملية بناء دولة جديدة غير ناجحة اقتصاديا وامنيا وسياسيا، بل تعززت الطائفية وحكم الميليشيات، وما زالت تنظيمات التشدد قوية فضلا عن قوة النفوذ الايراني.
وليبيا ليست احسن حالا، فحلف الناتو ساهم عسكريا باسقاط النظام السابق لكن القدرة على اعادة بناء الدولة غائبة، والحال ان الناس بلا دولة ولا أمان ولا سلطة.
قد تكون الاسباب فشل وعدم القدرة من النخب المحلية على تقديم النموذج البديل، ام هو عجز القوى الكبرى على التركيب واقتصار دورها على التفكيك، ام هو امر مقصود بتحويل الدول الى حالة فوضى، وان يتم ضرب البنى التحتية اقتصاديا وسياسيا وامنيا وتحويلها الى ساحات فوضى وقلق ؟!
كل خيارات التفسير ممكنة، لكن المحصلة ان دولا عديدة من عالمنا العربي ومنطقتنا دخلت في مسارات من الضعف والتفكيك ستحتاج معه الى عشرات السنين حتى تعود الى الحد الادنى من القدرة على خدمة مواطنيها، والحديث هنا عن خدمة شعوبها بعيدا عن أي اشارة لقضايا الامة وحقوقها المسلوبة.
ربما تكون التجربة المصرية الوحيدة التي تضمنت استدراكا من المؤسسة العسكرية المصرية، التي اوقفت حالة التردي العام وتحاول حتى اليوم ان تمنع مصر من الدخول في حالة التفكيك، لان صمود المؤسسة العسكرية في أي بلد هو الضمانة الحقيقية لمقاومة التفكيك، لكن المشهد العربي العام تبدو فيه كثير من الدول في غرفة الانعاش، سواء نتيجة سياسات انظمة الحكم السابقة، او التحول غير المحسوب، او التدخل الخارجي الذي عمل على تفكيك الدول أكثر من معالجة الضعف، والمحصلة واحدة والمشهد كما نراه جميعا.
مهما تكن وعود التغيير بتدخل خارجي او حسابات غير سليمة او مغامرات لمصالح فئات فان دخول أي دولة مرحلة التفكيك خطر كبير، لان التجارب اثبتت ان اعادة البناء حالة صعبة، بل وهناك جهات تبحث عن الجزء الاول فقط وليست معنية باعادة البناء، وان امراض المجتمعات والدول تعزز الضعف وليس غيره.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو