وجدت السلطة نفسها اليوم في مواجهة مباشرة مع المجتمعات بعكس ما كان عليه الحال طوال العقود (بل والقرون الماضية) من التسويات والتفاوض مع المؤسسات والمنظمات الوسيطة بين السلطة والمجتمعات، مثل الأحزاب والنقابات والقيادات الاجتماعية، والطرفان (السلطة والمجتمعات) يخوضان تجربة جديدة مختلفة جوهريا عما درجت عليه العمليات السياسية والتنظيمية، فالحكومة في حاجة للتفاهم والاستماع مع كل شخص تقريبا، لا تعرف مع من تتحدث، ولا تعرف ماذا يعني أو يمثل المتحدث الذي تستمع إليه، وقد فشلت النقابات المهنية (كما الأحزاب من قبل) في القيام بدور الوسيط، لأنها (النقابات) تعصف بها التحولات والمصالح والأفكار الجديدة والمشوشة، لم تكن في حراك 30 أيار في الدوار الرابع تعمل أكثر مما يفعله الأشخاص المكلفون في جاهات الأعراس من طلب يد صاحبة الصون والعفاف والموافقة على الزواج، لكن ليس للطالب ولا المطلوب علاقة فعلية أو حقيقية بما جرى ويجري!
ما يحدث اليوم من تحولات في السياسة والاجتماع يمثل مشهدا جديدا مربكا للحكومة والأفراد والمجتمعات، ولو كان الإخوان المسلمون والمعارضون القوميون والأمميون ( من تبقى منهم) يشاركون على نحو ما في لقاءات الحكومة في المحافظات فإنها سوف تجري كما العادة، سوف تنقسم المجتمعات إلى قسمين، قسم المطالب والخدمات وقسم التحرير والمقاومة والخلافة .. ومطالبة الرزاز أن يكون مثل صلاح الدين! ولن تحتاج الحكومة إلى إضراب العاملين في البلديات! لإعادة توجيه وضبط وتنظيم مجتمعات ومجاميع واتجاهات ومصالح وأفراد ليست مدركة بوضوح ماذا تريد وماذا لا تريد!
والحال أن الحكومة وحلفاءها فقدت خصما جميلا وضروريا لحشد الناس وتنظيمهم، وصارت المواجهة بين السلطة والمجتمعات، وهو ما لا تتقنه السلطة، ولم تتدرب عليه بعد المجتمعات بعدما فقدت من يمثلها، أو بعدما افترقت مصالحها عن مصالح الجماعات الوسيطة، لكن التحولات أعمق وأعقد من استدراكها بتنشيط وتفعيل جماعات ونقابات آفلة أو تمضي إلى الأفول، المسألة ببساطة ووضوح أن الفضاء العام اليوم لا يمكن إدارته أو صيانته إلا بمدن ومجتمعات مستقلة ومتمكنة وذوات فاعلة تملك مواردها وولايتها عليها وقدرتها على التأثير والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية، .. لم يعد كل ما لدينا من أفكار ومؤسسات قادرة على تحقيق الرضا والمشاركة فضلا عن الازدهار، كما أنها أيضا لم تعد قادرة على ضبط وتنظيم ومواجهة المجتمعات والأفراد!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو