الخميس 2024-12-12 12:39 م

قصة جاسوس أميركي مع "المثوى الأخير"

11:29 ص

الوكيل - يعد رينيه جويوز بحق واحدا من أعظم الجواسيس اللذين خدموا الجيش الأميركي في الحرب العالمية الثانية، لكن ذلك لم يكن كافيا لتحقيق حلمه الأخير في أن يرقد بين أعظم جنود الولايات المتحدة في المقبرة الشرفية في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، إلا بعد جهد كبير وحملة مضنية قادتها العائلة لتجني ثمارها الجمعة.


ولد رينيه جويوز في سويسرا وكان لدوره الكبير في تزويد الحلفاء بمعلومات حساسة عن الجيش الألماني أثر بارز في إنهاء قواعد الجيش النازي في أوروبا وبالتحديد في فرنسا.

حصل رينيه على ' صليب الخدمة المتميزة 'وهو ثاني أعلى وسام يمنح لأفراد الجيش الأميركي الذين قاموا بأعمال شجاعة وبطولية بدرجة أقل من الأعمال التي تمنح من أجلها ميدالية الشرف ولهذا الوسام أوسمة مكافئة له وهي صليب البحرية وصليب القوات الجوية. وقد منح الوسام للمرة الأولى في الحرب العالمية الأولى

أهمية الجاسوس جويوز تكمن في المعلومات المهمة التي قدمها للحلفاء قبيل 'حملة نورماندي' والتي ساعدت قوات الحلفاء في النزول إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان وتدمير منظوماتهم العسكرية والصاروخية.

يقول المؤرخ العسكري باتريك أودنيل إن ' أنشطة جويوز الاستخباراتية خلف خطوط القتال كانت بمثابة أسطورة، مضيفا أن جويوز يعد بحق واحدا من أعظم الجواسيس اللذين مروا على مكتب الخدمات الاستراتيجية'، وهي وكالة سرية للمخابرات تابعة للحكومة الأميركية.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هاجر رينيه للولايات المتحدة حيث عاود ممارسة مهنته الأصلية ليصبح طبيبا بارزا في ولاية نيويورك.

في اتصال هاتفي مع سكاي نيوز عربية , قال ريمي أحد أبناء رينيه جويوز 'نحن أخيراً نضعه في المكان الذي أراد أن يرقد فيه بين الجنود اللذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية، هذا ما أراد أن يكون...وهذا ما قمنا بتحقيقه له كتحية أخيرة لتضحياته العظيمة'.

عائلة رينيه جويوز عبرت مرارا عن رغبتها في تلبية حلم الأب في أن يدفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية كجزء من الإشادة الأميركية الرسمية لما قدمه من تضحيات وخدمات للولايات المتحدة.

لكن الطلب قوبل بالرفض، فعندما توفي رينيه في يونيو من عام 2012، طرحت أسئلة كثيرة حول جنسيته السويسرية أثناء الحرب العالمية الثانية وأيضا حقيقة أنه لم يكن جنديا في الجيش الأميركي في ذلك الوقت.

و هي معطيات دفعت إلى رفض وصية رينيه بنقله للمقبرة الشرفية في أرلينغتون بولاية فيرجينيا.

بحسب السجلات العسكرية الأميركية، فان جويوز عمل لحساب مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركية، لكنه كان رسميا عضوا في القوات الفرنسية الحرة، وتجند بعد استسلام فرنسا لألمانيا في عام 1940.

وقادت عائلة الراحل حملة مضادة لتحقيق رغبته الأخيرة وهي حملة تدخلت فيها شخصيات أكاديمية وعسكرية بارزة من بينها الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية 'سي آي آيه ' ديفيد بيترايوس الذي كان دوره أساسيا في تحقيق الحلم الأخير للجاسوس رينيه جويوز.

وقال ريمي: ' لقد كانت عملية شاقة وطويلة، لكنها تكللت بالنجاح، وها نحن نحيي أبانا بنقل مثواه لأرلينغتون'.

وفي حفل عائلي خاص، تم نقل رفات جويوز الجمعة للمقبرة الشرفية في أرلينغتون ليوضع في المكان الذي يستحق بين رفاقه في البطولة والكفاح من أجل الحرية، وإشادة نهائية للجاسوس المحارب لكن أيضا للطبيب الجراح الذي قضى سنوات ما بعد الحرب رائدا لبحوث القلب والرعاية الطبية من نيويورك إلى هاواي.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة