في وضع كوضع لبنان، حيث وحدة الشعب غائبة، وسلطة الدولة محدودة بالتقاسم الطائفي، فإنّه من الطبيعي أن تؤثر أحداث الصراع الداخلي السوري على حياة اللبنانيين، وأن تقسمهم إلى أكثر من قسمين مع الثورة ومع النظام... ومع لا أحد.
وفي بلد كطرابلس صار العلويون كياناً طائفياً بعد أن كانوا مسلمين، وصار من الطبيعي أن يصطدموا بأهل السُنّة وبالسلاح والعنف، وأن يتدخل الجيش بتراضي الطرفين، فإذا اخترق أحد الطرفين التفاهمات التي تكون في أكثر الأحوال شفوية، انسحب الجيش أو هدّد بالانسحاب، لأنّ الجيش لا يحتمل دخول صراع مسلح!!.
والكلام الذي نسمعه من أهل النظام في دمشق، ومن بعض «المحلّلين» و»الكُتّاب» أن أيّ تدخل في الصراع الداخلي السوري سيفجّر المنطقة، هو مجرّد كلام، فالاحتلال في العراق، والمقاومة، وحرب السنّة والشيعة لم تفجّر شيئاً لا في سوريا ولا في الأردن، ولا في الكويت أو إيران أو تركيا. أمّا تفجيرات الداخل اللبناني فقد كانت دائماً محكومة بحجم التدخل السوري، ونفوذ الجيش والمخابرات.. لكن هذا التدخل كان يتوسل وضعاً طائفياً لبنانياً.. هو الذي يغري التدخل، ويستدعيه، ويشرعنه عربياً ودولياً. حتى بلغ حد إغراء واستدعاء وشرعنة التدخل الإسرائيلي الذي وصل عام 1982 إلى بيروت والجبل.
الضعف في أيّ كيان عربي يستدعي بنظرية الفراغ الفيزيائية التدخل الأجنبي أو العربي، ولم نكن نحن في الأردن حالة شاذة، فضعفنا أمام العدوان الإسرائيلي في 1967 أغرى جيراننا العرب، وبدل أن يقفوا معنا في مواجهة العدوان، وجدوا أن من السهل احتلال الرمثا وإربد أو «تحريرهما»، أو اجتياح المفرق من الشرق.
وحين وقفنا على أقدامنا، بهمّة الرجال، عام 1970 ودفعنا التدخل العسكري بكل قوة إلى خارج الحدود، كانت نهاية التفكير بأنّ الأردن ضعيف ومن السهل وضعه في دائرة نفوذ إخواننا في الشمال أو في الشرق!!.
نشعر بالغصّة حين يصبح لبنان رهينة في يد أحد من أبنائه في الداخل أو في يد أحد من جيرانه. فوحدة الوطن ومنعته وسيادته هي الأساس، وأيّ محاولة لهزّ هذا الكيان الوطني بأيّ اسم وبأيّ مُسمى لا يُحقق شيئاً. فكيف يواجه لبنان العدوان الصهيوني بطائفة مسلحة تحتكر المقاومة؟، وكيف يحمي اللبنانيون أنفسهم بطائفة تبحث عن القوة في الخارج؟!. ومن يوقف الصراع المسلح بين علويين في بعل محسن، وسُنّة في التبانة إذا كان الجيش ينتظر التوافق بين المسلحين؟!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو