الأحد 2024-12-15 11:37 ص

لتكن الثقة بالحكومة في جلسة برلمانية تاريخية واحدة!

01:09 م

لكل اجل كتاب، وليس من علامات الساعة، ان تتغير في الاردن حكومة كل 3 أو 6 شهور، فنحن في اقليم الربيع العربي وليس الايبيري، ونحن بلد مفتوح على العالم لا قيود على اعلام الفضاء واعلام الارض، ونسبة مشتركي الانترنت والفيس بوك الاردنيين من اعلى النسب في العالم العربي.

لا يغادر رؤساء الحكومات عندنا الى الجويدة او الى (التربة) ولا ينتحرون بـ 5 رصاصات في الظهر!!، ياتون ويغادرون لاسباب كثيرة، لكن ليس من بينها اطلاقا، التآمر على العرش او الانقلاب على الدستور او الخيانة العظمى، ويظل الملك الاردني، اكبر من كل الاسباب التي قادت الى استقالة حكوماته، محافظا على تقاليد المملكة، في استقبال وشكر المغادرين مع «حبة بركة»!
مجيء فايز الطراونة، هو في ذات النسق، وقد صرح بوضوح غداة القسم انه ليس منقلبا على سلفه وانه ليس مطيحا به، وان الحكومات الاردنية (مناولة) على طريقة سباق التتابع ذي الدفع الرباعي، وان للبلد تقاليد، وان للحكومات كرامات ولياقات تراعى، وينتظرها الاردنيون المغرمون بالرفعة.
في مثل ظرف حكومة الطراونة، المقيد بإحكام بأمد خانق، لا وقت للهدر، ولا ورشات جانبية تفتح لالهاء الحكومة ومشاغلتها، ولذلك ننتظر من البرلمان، ان يحسم موضوع الثقة بالحكومة، في جلسة تاريخية رشيقة واحدة، يتحدث فيها باختصار، ممثلو الكتل النيابية وممثل يختاره المستقلون، ويرد الرئيس المكلف بكل احترام على ملاحظات النواب واقتراحاتهم، ويجري التصويت، ولتكن ثقة بالاجماع، لم لا؟ ثم تتفرغ الحكومة للعمل.
جدول اعمال الحكومة مكتظ وامامها صيف لاهب نرى (الهبو) الصادر منه منذ اللحظة، ومع الرغبة الصادقة في تجنب دور الواعظين، خاصة لرئيس ذي تكوين اقتصادي، فان (جوز كلام) لن يضر. واقصد بذلك الاشارة الى سياسة تحرير الاسعار من الدعم، والعزم على رفع اسعار المشتقات النفطية والكهرباء، وقانون انتخابات خلافي جدا واحزاب ترفض التعامل مع البرلمان والبطالة وملفات فساد بحاجة الى نفض غبارها وغلاء الاسعار وكل المتفرعات اللئيمة التي قادتنا اليها سياسة السوق المفتوح والليبرالية المتوحشة.
البلد يعج بالفقراء والعاطلين عن العمل والمعوزين، ونقطة زائدة واحدة ستسبب الافاضة، فما زاد على حدّه، انقلب الى ضده.
وقديما قالت العرب: «من نظر في العواقب، سلم من النوائب».


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة