أحمد المبيضين - ارتفعت وتيرة الانتحار في الاردن خلال الفترة الماضية وبشكل غير مسبوق ، في ظل الواقع وما يرتبط به ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية واخرى نفسية.
وعند سماع او قراءة خبر عبر وسائل الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي عن انتحار شاب او فتاة او شخص قد تجاوز العقد الرابع من عمره، فإن التساؤل الذي يكون سيد الموقف هو سبب ودافع الانتحار ، ليكون السبب في مجمل الحالات هو واحد ونفسي، الا ان كثيرا من الحوادث تخفي وراءها دوافع الاردنيين الى الانتحار ومنها الاسباب الاجتماعية والاقتصادية "الفقر والبطالة"وانسداد الافق وعجز المنتحرين عن تحقيق ادنى مطالب العيش الكريم.
مدير مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور نائل العدوان ، قال لبرنامج الوكيل والذي يبث عبر اذاعة القوات المسلحة الاردنية " راديو هلا" ، اليوم الثلاثاء ، ان الإنتحار يعرف على أنه فعل متعمد يهدف لإنهاء الإنسان لحياته، وهناك عوامل كثيرة تتداخل في الوصول إلى الإنتحار، وقد يكون تمنى الموت أو التفكير بالإنتحار امر شائع بين الناس ولكن يكون عابر، أما عندما يشعر الإنسان أن لا أمل في الحياة وأنه وحيد في هذه الدنيا وليس هناك من مخرج من وجهة نظره على الأقل يكون الانتحار أمراً لا بد منه.
واضاف، ان الاشخاص الذين مارسوا الانتحار هم موتى نفسيون قبل الانتحار والموت النفسي يدفعهم الى الانتحار، موضحاً ان الذين ينتحرون هم اشخاص يهددون بالانتحار نظرا لشعورهم بالتهميش والاحباط وعدم قدرتهم على التكيف مع متطلبات الحياة او المشاكل التي يواجهها الاشخاص الذين يقومون بالانتحار ولا يتحقق انتحارهم.
وبين العدوان ان أسباب تعود بعضها الى مشاكل نفسية كالاكتئاب الشديد واغلاق جميع الابواب في وجههم لدرجة ان يصلوا الى مرحلة يشعرون فيها بسوداوية المشهد وان ليس لديهم اي قيمة وان موتهم لن يغير من نظرة المجتمع لهم.
من جهته ، اوضح استشاري الطب النفسي بمستشفى الجامعة الاردنية الدكتور رضوان بني مصطفى لبرنامج الوكيل ان الاكتئاب يعد اهم الاسباب الاولية التي
تدفع الشخص للانتحار .
وتابع: ان الاكتئاب يعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً التي تكمن وراء الانتحار، فالأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد دائماً ما يعانون من شعور بمعاناة، وانه لا أمل في التخلّص منها، وهي معاناة تزيد من ألم الوجود بحد ذاته، ويصبح من الصعب تحمّلها مع الوقت، مما يُدخل صاحب المعاناة في حالة من الكآبة تسيطر على التفكير المنطقي لديه وتدفعه إلى عدم الاهتمام بحياته.
واضاف، ان الاكتئاب هو شعور لا يجب أن يُلام عليه المريض المصاب به، فهذه ببساطة أعراض مرضية لا يمكن التحكم بها، كالذي يعاني من ألم في الصدر، وبالرغم من وجود علاج للاكتئاب إلا أن أغلب المرضى يعانون في صمت، ويرتكبون الانتحار دون أن يعلم أحد بمرضهم، لذلك يُنصح بسؤال الأحباء والأقارب إذا شُك بمرضهم في سبيل منع محاولة الانتحار .
واشار بني مصطفى الى إن الانتحار من المشاكل الأكثر خطورة، فهو يثير مخاوف عميقة تجعل الإنسان منقسماً بين حب الحياة، وعدم تقبل فكرة الحياة في ظل وجود أسباب لا يستطيع تقبلها، وبالتالي يلجأ عمدا للتخلص من الحياة.
وتتنوع حالات الانتحار ما بين "إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية، والقفز عن مرتفعات."
يشار إلى أن العام الماضي 2017 وبحسب احصائيات رسمية شهد أكثر من 110 حالات انتحار، مقارنة مع 120 حالة في العام 2016.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو