الجمعة 2024-12-13 01:27 ص

لقد أطلق الجاني النارَ على الأردن، كل الأردن

10:16 ص

تفاعَل الوطنُ بألم وحزن واستغرابٍ وسخط واستنكار واحتقارٍ، مع الجريمة الجبانة الغادرة، التي أودى مرتكبُها الشقي بحياة ابننا، ابن الوطن، الشهيد المرحوم جعفر الربابعة، وأصاب زميليه إصابات مختلفة في معان صباح امس الأول، وهم عزّلٌ من السلاح، وهم يشترون لوازم الفطور لهم ولزملائهم الجنود والضباط.

جريمةٌ حمقاء بلا اية مبررات. جريمةٌ وحشية غادرة جبانة خسيسة. جريمةٌ يدينها اللهُ والقانونُ والناسُ، لا شرفَ فيها ولا «مرجلةٌ» ولا بطولةٌ.
قاتلٌ يطلق النارَ من رشاش سريع الطلقات، على سائق مدني وعلى رجال الامن العام، وهو يعرف ان هناك عقوبةً لجريمته، وان عقوبة جريمته الإعدام. قاتلٌ يعرف انه بهذه الجريمة الوحشية الغادرة، يجلب البلاء والخطر والشر والضرر على اسرته. ويعرف انه يجلب السمعة السيئة على مدينته، هذا القاتلُ يستحق من اهله ومن عشيرته ومن رجالات معان، اهل الحق والخير والشرف، القبضَ عليه وتسليمَه الى القضاء، لينال جزاءَه العادل.
كتب معالي رياض باشا أبو كركي ابن معان الأبية على صفحته على الفيسبوك، داعيا أيضا الى قانون يصنف الاعتداءَ على رجال الامن جريمةً إرهابية، كتب: «لا حول ولا قوة الا بالله. نسأل الله العلي القدير، ان يتغمد الشهيد بواسع رحمته، وان يجعل الجنة مثواه. يجب ان تكون جريمة الاعتداء على رجال الأمن عملا إرهابيا، يحاكم المعتدي الإرهابي مرتكبُها، في محكمة أمن الدولة، وعلى الأهل في معانٍ تسليم القاتل المجرم الى الدولة.»
كما ارتفعت اصواتٌ وازنةٌ محقة، ابرزها صوتُ المخرج الأستاذ صلاح أبو هنود، تطالب بقانون يحظر اقتناءَ السلاح وحملَه، وهي مطالبة تستحق المعاضدةَ والمساندة على أوسع نطاق.
واستذكرُ في هذا المقام، كيف اننا تركنا واهملنا، عادةً اجتماعية مستقرةً مستحكمةً، هي عادة اطلاق النار في الافراح والاعراس، بمجرد نداء واحد من الملك، احترمه الشعب في كل مكان في ارجاء الوطن.
وتطبيقا لحكم الله وبيانه في قوله جل وعلا: «ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى» فيجدر ان نكون واثقين، بأن هذه الجريمة النكراء، قوبلت باوسع استنكار وشجب وازدراء، من أهالي معان، كرام الناس. فمعان «الحق يعلو»، تظل اولَ الحرف والصحافة في مملكتنا الحبيبة. وأول الرصاص والبارود في معمعان الثورة العربية الكبرى.
في الماضي، استخدمت الحكومات أسلوب العقاب الجماعي ضد أهل معان، فأطلقت القنابل المسيلة للدموع التي عاقبت بها كل الناس وخاصة الأطفال والنساء الحوامل والمرضى، وارعبتهم وافزعتهم، إلا الأشقياء الجناة المطلوبين، الذين يتقنون استخدام وسائل تفادي أضرار تلك القنابل.
وفي هذا المقام الحزين الأليم، فانني ادعو الى مضاعفة التعويضات التي تصرف الى ذوي الشهداء والمصابين من أبنائنا في الأجهزة الأمنية، عدة اضعاف، وفي كل الاحوال فليس لدم أبنائنا ثمن، ولا تعوضه كل اموال الدنيا.
كان يوما اردنيا حزينا، وقفنا فيه وقفة واحدة، الى جانب ذوي الشهيد جعفر الربابعة، سائلين الله ان يجبر صوابهم. والى جانب المصابين الذين نضرع الى الله ان يشفيهم. والى جانب اهل معان التي مسّها الضُّرُ من اغتيال احد أبناء الوطن في شوارعهم، وهم اهل الضيف والجود والشهام
في بلدنا قانون عادل واضح حاسم، نطمئن الى انه سيطبق على الجاني، وسوف يتنزل الحكمُ بردا وسلاما على جروح أهلنا اهل الشهيد. «ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب».
نعم سوف ينال الجاني عقابَه القانوني على جريمته الجبانة. وسوف يبوء بالخسران دنيا وآخرة.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة