الأحد 2024-12-15 23:18 م

لماذا لا نخطط للاستفادة من الطاقة البديلة؟

06:15 ص

يعاني الأردن من شح شديد في الموارد وهو يستورد جميع ما يحتاج اليه من المشتقات النفطية وتدفع الدولة مبالغ كبيرة جدا ثمنا للبترول الذي نستورده.

لدينا في الأردن عدة خيارات للاستغناء عن البترول المستورد لكن الحكومات المتعاقبة لا تخطط من أجل اختيار أحد هذه الخيارات فعلى سبيل المثال لدينا مليارات الأطنان من الصخر الزيتي الذي يمكن أن يغنينا عن استيراد البترول لو قمنا باستغلاله وهو متوافر منذ زمن بعيد ونتحدث دائما عن نيتنا للاستفادة منه لكن مع الأسف لم نتحرك خطوة واحدة جادة لاستغلال هذا الصخر كمياه الديسي التي بقينا سنوات طويلة نتحدث عنها ونحن بأمس الحاجة للمياه ولم تصلنا إلا قبل عدة أشهر.
الآن هناك بديل للبترول يمكن أن يخفف الفاتورة النفطية إلى النصف أو أقل وهذا البديل هو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وهي طاقة نظيفة ورخيصة التكاليف ويمكن أن يستفيد منها أي مواطن لكن هذا كله يحتاج إلى تدخل الدولة وإلى وضع خطط إستراتيجية بحيث نستفيد من تجارب غيرنا ممن استفادوا من الطاقة البديلة.
قبل فترة قصيرة زرت محافظة عجلون وبلدة راسون وهنالك على رأس الجبل المشرف على هذه البلدة مخيم سياحي وكم سررت أنا ورفاقي عندما رأينا مروحة تدور بواسطة الهواء وتولد طاقة كهربائية تضيء المخيم وتشغل الأجهزة الكهربائية الموجودة هناك.
في بعض الدول الأوروبية والتي لا تسطع عليها الشمس كثيرا يعتمد عدد كبير من مواطني هذه الدول على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ويبيعون الفائض للدولة.
الأردن من أكثر بلدان العالم التي تسطع عليها الشمس معظم أيام السنة لذلك يمكن توليد الطاقة الكهربائية على مدار أيام السنة كما أن لدينا مناطق عالية مثل جبال عجلون وجبال الشوبك يمكن أن نستغل الرياح التي تهب عليها باستمرار لتوليد الطاقة لتلك المناطق.
توليد الطاقة الكهربائية من الشمس أو الرياح ستوفر علينا مليارات الدنانير وهي لا تكلفنا شيئا كما أنها طاقة نظيفة لا تلوث البيئة وفي بعض دول العالم استفادوا من هذه الطاقة النظيفة وولدوا الكهرباء ووفروا مليارات الدنانير التي كانوا يدفعونها لاستيراد البترول.
والسؤال الذي يسأله معظم المواطنين هو: لماذا لا تخطط الحكومات المتعاقبة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى نوفر على الأقل جزءا مما ندفعه لاستيراد البترول؟. ولماذا نظل نؤجل ونؤجل ولا ندري سبب هذا التأجيل كما حدث مع مياه الديسي التي أنقذتنا من شح مياه الشرب في الوقت المناسب.
هنالك مشاريع لا يجوز تأجيلها تحت أي ظرف كان؛ لأنها مشاريع إستراتيجية خصوصا إذا كانت مخصصاتها متوافرة ونحن لا نريد أن تتكرر التجارب السابقة مع بعص المشاريع التي بقينا نتحدث عنها سنوات طويلة قبل أن ننفذها.
نتمنى على رئيس الحكومة أن يأخذ هذه الملاحظة بما تستحق من الاهتمام لأنها تستحق ذلك.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة