الوكيل - لطالما بقي هذا السؤال لغزاً، فلماذا لا نذكر شيئاً عن طفولتنا الباكرة؟.. ويقول طبيب الأعصاب والنفسية الدكتور توماس إنسيل أن الباحثين في هذه الدراسة قدموا تفسيراً مثيراً للاهتمام ومقنعاً، فلا يوجد أحد نظر بهذه الطريقة من قبل.
في البداية، قبل 100 عام، أجاب سيجموند فرويد عن هذا السؤال باعتقاده أن ذلك قد يكون بسبب نفسي جنسي عند الطفل، بعدها جاء علماء ليقولوا إن التذكر مرتبط بتطور اللغة، فالطفل يبدأ بتذكر الذكريات التي تتزامن مع بدئه في الكلام، لكن الشيء الغريب هو أن الحيوانات أيضاً لا تستطيع تذكر طفولتها الباكرة، إذن فالسبب ليس اللغة فحسب، لابد من سبب آخر.
بدأ الأمر بتساؤل جوسلين وزوجها باول فرانكلاند والمساعدان في البحث عن السبب الذي يجعل الأطفال غير قادرين على الاحتفاظ بذكريات المواقف أو الأحداث، مستلهمين ذلك من متابعتهما الدائمة لطفلهما الصغير.
تتكون الذكريات الجديدة في مكان في المخ يسمى الحصين hippocampus، مثل ما الذي أكلته على عشاءك البارحة مثلاً، فهو المكان الوحيد في الدماغ الذي يستطيع تكوين خلايا عصبية جديدة، وهو نسيج على شكل فرس نهر نحيف يمتد من الأذن إلى الأذن على الناحية الأخرى، وهو بحجم عدة حبات صغيرة من العنب البري
كانت جوسلين وفراكنلاند يعرفان أن نمو الخلايا العصبية الجديدة يزدهر بالذات في مرحلة الطفولة، ولقد بدآ نظريتهما من هذه النقطة.
ما توصلوا إليه بعد تجربة على فئران التجارب، أن الخلايا العصبية تكون شبكة في هذه المنطقة تشبه الدوائر الكهربية، ففي سن الطفولة يكون معدل إنتاج الخلايا العصبية عالياً، فتقوم بقطع هذه الدوائر، فتسقط الأحداث من الذاكرة، وهذا ما يحدث أيضاً في الحيوانات.
ولأجل هذه الدراسة، قرر الباحثون أن يضعوا الفئران في غرفة مخيفة لتكوين ذكرى سيئة، ويراقبوا كم ستظل هذه الفئران متذكرة لخوفها، فقد وضعوها في غرفة ذات رائحة خل نفاذة وعرضوها للضربات بأقدامهم، فوجدوا أن الفئران الرضيعة نسيت هذه التجربة بعد يوم واحد، أما الفئران الأخرى فبقيت تتجمد عن الحركة كلما أدخلت هذه الغرفة لمدة وصلت إلى 28 يوماً، وهذا ما أوصل العلماء إلى فكرة أن تكوين الخلايا العصبية الجديدة يتدخل في الاحتفاظ بالذاكرة.
وللتأكد من هذا قرر العلماء إجراء التجربة على الفئران البالغة وتحريض خلاياها العصبية الجديدة على التكون، فقد عرضوها لنفس التجربة السيئة، ثم جعلوها تدور على العجلة وتدور، وهذا الجري يحفز الخلايا العصبية الجديدة، فوجدوا انها نسيت الغرفة المخيفة.
ثم قرروا تجربة هذه النظرية بطريقة أخرى، فقد جربوا إبطاء نمو الخلايا العصبية الجديدة في الفئران الرضيعة، فوجدوا أن ذكرى الخوف لم تزل حاضرة.
هذه الاكتشاف شكل منعطفاً لما كان العلماء يعتقدونه من قبل، فتكون الخلايا العصبية لا يصنع الذكريات، بل يساعد على النسيان، وهذه الفكرة سوف تكون محمسة ومثيرة للاهتمام، والنسيان ليس شيئاً سيئاً، فمثل كمبيوتر ملئ بالملفات هو جيد لإزالة بعض الذكريات ونسيان بعض الأشياء التي ليس لها أهمية والتي تشغل المكان.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو