الأحد 2024-12-15 22:18 م

لماذا يكرهونه؟!

06:34 ص

تصر?ح الرئ?س التركي عبدا? غل، بالتحذ?ر من تحول سور?ة إلى 'أفغانستان جد?دة' في منطقة الشرق ا?وسط، ولومھ الغرب على ما

وصلت إل?ھ ا?مور ھناك، ?عكسان حجم الغضب التركي ومدى الشعور بخ?بة ا?مل من ردود الفعل الدول?ة تجاه الثورة السور?ة.
ال?وم، تحاول دول عرب?ة وتقار?ر أجنب?ة وضع اللوم على ترك?ا ?نّھا فتحت الحدود أمام الثورة السور?ة، ما أدّى إلى دخول ا??ف من
الجھاد??ن للمشاركة في القتال ضد النظام السوري، إ?ّ أنّ أغلبھم أصبح ?حقاً أحد أفراد 'القاعدة' في سور?ة؛ سواء انضم إلى 'داعش'
(الدولة ا?س?م?ة في العراق والشام)، أو إلى الفرع ا?خر المتمثل في جبھة النصرة.
لست ھنا في موقف الدفاع عن الس?اسة الترك?ة، وھي بالضرورة مبن?ة على المصالح القوم?ة، ول?ست مثال?ة. لكنّ مثل ھذه ا?تھامات
تتناسى القض?ة الجوھر?ة ھنا، وھي أنّ ترك?ا لو لم تفتح الحدود أمام الثوار السور??ن، ولم تسمح بعبور ا?سلحة، وانتقال الناس منھا
وإل?ھا، لما تمكّنت الثورة السور?ة إلى ا?ن من الصمود في مواجھة الج?ش السوري، بدعم كب?ر من الحرس الثوري ا??راني وحزب
ا?، وغطاء روسي، ف?ما اكتفى 'أصدقاء سور?ة' الغرب?ون بخوض المعارك الخطاب?ة والس?اس?ة، وإط?ق الوعود والوع?د، ب?نما لو
كان ھناك قرار دولي حاسم، لسقط النظام السوري منذ مدة طو?لة.
من السذاجة تحم?ل ترك?ا مسؤول?ة صعود 'القاعدة'؛ فھناك تناقض جوھري ب?ن ا?ثن?ن. أما من ?تحمل المسؤول?ة عن ھذا الصعود، فھما
طرفان ? ثالث لھما.
الطرف ا?ول ھو النظام السوري، الذي سعى منذ ال?وم ا?ول للثورة إلى استدخال 'القاعدة' في الصراع، من أجل تسو?ق ما ?قوم بھ من
مجازر وقمع، بوصفھما 'حرباً على ا?رھاب'، وتخو?ف الغرب وإسرائ?ل من عواقب 'ال?وم التالي' لسقوطھ.
لم ?كتف النظام بذلك، بل ساعد على إ?جاد 'القاعدة'، عبر إط?ق سراح مئات السجناء من ت?ار السلف?ة الجھاد?ة في بدا?ة العام 2012،
من سجن ص?دنا?ا؛ فانخرط كث?ر منھم في الفصائل الجھاد?ة الجد?دة.
أمّا الطرف الثاني، فھو المجتمع الدولي، وتحد?داً الو??ات المتحدة ا?م?رك?ة والغرب، الذي تخاذل عن حما?ة الشعب السوري، وعن
دعمھ بما ?حتاج من س?ح ?كافئ الحرب التي ?خوضھا بأسلحة بدائ?ة، مقارنة بأسلحة الج?ش السوري وا??ران??ن وحزب ا?. فكان أن
تُرك الشعب السوري نھباً لحالة ا?حباط وال?أس وخ?بة ا?مل، وفقدان ا?فق في الخروج من ھذه الحال. ومثل ھذه الظروف تمثل ب?ئةً
خصبة لنمو 'القاعدة'، وتوفر فرصاً ذھب?ة لقدرتھا على التجن?د والدعا?ة.
الحق?قة التي ?قفز عنھا العرب ال?وم ھي أنّ الرھان التركي لم ?كن على 'القاعدة' في وقت من ا?وقات، بل إن ترك?ا تدفع ثمن دعمھا
للثورة السور?ة، بوجود 'القاعدة' على حدودھا. أما ا?خت?ف الجوھري ب?ن ا?جندة الترك?ة والعرب?ة تجاه الثورة السور?ة، ف?تمثل في
أنّ ترك?ا ? تمانع في دعم الفصائل ا?س?م?ة المعتدلة، وتتبنى مشروع إدماج 'ا?س?م الس?اسي' في رسم المستقبل الس?اسي للمنطقة،
سواء في سور?ة أو تونس أو مصر.
برزت ھذه الخ?فات، بصورة واضحة، على السطح، في موقف رئ?س الوزراء التركي رجب ط?ب أردوغان الرافض ل?نق?ب
العسكري في مصر، ودعمھ للثورة السور?ة. ب?نما النظم العرب?ة ترفض تماماً أي دور ل?س?م الس?اسي، بل تحاول تلو?نھ بلون واحد
متطرف، خوفاً من أن ?كون ھو البد?ل عن النخب الس?اس?ة الراھنة!
وربما ھذا ?قودنا إلى ب?ت القص?د؛ فمشكلة العرب مع ا?تراك، أو نموذج أردوغان، تحد?داً، ? تكمن فقط في دعمھ للقوى ا?س?م?ة
المعتدلة في حقبة الرب?ع العربي، بل أ?ضاً ?نّ ھذا النموذج قادر على الجمع ب?ن ا?س?م والد?مقراط?ة والتنم?ة ا?قتصاد?ة، وتقد?م
صورة لدولة قو?ة، في مقابل الصورة المزر?ة ?غلب ا?نظمة العرب?ة!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة