الوكيل - ساعة بعد ساعة تتكشف ملامح سيناريو التخريب ونشر الفوضى الذي اعدته جهات ومجموعات مشبوهة استغلت الظروف الراهنة وراحت تعبث بأمن البلاد واستقراره وتتعرض للمؤسسات العامة والخاصة تدميراَ وتخريبا وحرقا واطلاقا للرصاص ما يعكس حجم المؤامرة التي يحاول هؤلاء المغرضون تعريض بلدنا لها عبر هذه الممارسات المريبة التي لا تمت لأي حراك سياسي او مطلبي بصلة، لأن الحراك اصلا متواصل منذ فترة وكانت شعاراته حضارية وقانونية ولم تحاول الأغلبية ان تتجاوز حدود القانون وبقي حراكها سلميا واخلاقيا واستطاع خلاله الاردنيون ان يعكسوا طبيعة وحجم الديمقراطية وحرية التعبير والقول والتنظيم التي يتمتع بها الاردنيون ورغبتهم في الاصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما هو مطلب شعبي محق..
واذا كانت الاجراءات الحكومية الاخيرة الرامية الى ضبط الانفاق وترشيده ومعالجة عجز الموازنة والتخفيف من آثار فاتورة النفط التي تثقل على الموازنة اضافة الى اعباء المديونية ، قد اثارت احتجاجات شعبية لا يجادل أحد في انها حق مشروع كفله الدستور، فان بعض هذه الاحتجاجات والمظاهر التي رافقتها من تخريب واعتداء مقصود على مؤسسات عامة كالمحاكم والمراكز الأمنية والمؤسسات الاستهلاكية والبنوك والمرافق العامة وبعض الممتلكات الخاصة والمركبات وقطع الطرقات واعاقة السير، تضع الاردنيين أمام سؤال كبير حول الأهداف الحقيقية التي تسعى اليها هذه القلة المشبوهة التي تريد ادخال البلاد في أتون الفوضى والمجهول..
لم يعد السؤال الآن عما اذا كانت اجراءات الحكومة هي السبب أم لا بل ما يدعو للقلق هو التزامن المريب بين انفلات اعمال العنف والاعتداءات على المؤسسات العامة وبين الاحتجاجات الشعبية التي لم يتعرض لها أحد من اجهزة الدولة او مؤسساتها، لأن حق الاردنيين في حرية التعبير مكفول ومضمون..
آن الأوان لأن يدرك الاردنيون ان لا وطن لهم غير الاردن وان هناك فوارق كبيرة بين الاحتجاج السلمي والحضاري وبين التخريب والهتافات المسيئة وتعريض الأمن والاستقرار الى الخطر، ولنا ان ننظر حوالينا لنستفيد ونأخذ الدروس والعبر ونبدي المزيد من الحيطة والحذر، فالحرائق المشتعلة في المنطقة لم يأت معظمها من فراغ او جاءت عفوية بل ثمة من استغل الظروف وانخرط في لعبة اقليمية ودولية ولم يدفع الثمن وما يزال سوى المواطن البسيط وتقويض أسس الدولة واخذها وشعبها الى المجهول..
الاردنيون اكثر وعيا وادراكا لما يحدث حولهم وهم بنوا هذا الوطن بسواعدهم ودمائهم ودموعهم وارادتهم الصلبة وهم كذلك اكثر معرفة وقناعة ان تفويت الفرصة على المتربصين ودعاة الفتنة والفوضى يجب ان تتقدم على جدول اعمالنا الوطني وان يكون الحوار هو وسيلتنا الى حل مشكلاتنا ومواجهة التحديات التي نتعرض لها وان يكون التعبير عن الآراء والمواقف مهما كانت سلميا وحضاريا يليق بالاردن والاردنيين الذين ضربوا اروع النماذج في بناء وطنهم والمراكمة على انجازاته الحضارية..
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو