الإثنين 2024-12-16 01:39 ص

ماذا بعد مؤتمر إعادة إعمار غزة؟

09:20 ص

نجحت مصر في جمع حوالي خمسين دولة في مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة ، وتقول التقييمات الأولية أن المؤتمر كان ناجحاً ، وليس ادل على ذلك من أن السلطة الفلسطينية كانت قدمت برنامجاً للإعمار يكلف أربعة مليارات من الدولارات ، ولكن (سخاء) الدول المشاركة جعلها تلتزم بمبالغ مجموعها 4ر5 مليار دولار.

أكثر المشاركين فصاحة في المؤتمر ، وأعلاهم صوتاً ، وأطولهم خـطاباً ، هم الذين لم يلتزموا بأي مبلغ ، على قاعدة: لا خيل عندك تهديها ولا مال ، فليسعف النطق إن لم يسعف الحال!!.
مؤتمر إعادة إعمار غزة هذا هو الثالث من نوعه ، لأن إسرائيل كانت في كل مـرة تعود لتدمير القطاع مجدداً ، والمأمول أن يكون المؤتمر الاخير ، ولكن لا توجد ضمانة لذلك إذا لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الأساسية وإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام الحقيقي.
بهذه المناسبة نستذكر مؤتمرين عقدا في باريس لإعادة إعمار لبنان بعد كل عدوان إسرائيلي مماثل ، وقد تعهد المشاركون في باريس بالمليارات ، ولكنهم لم يقدموا شـيئاً. والمأمول أن لا يكون مصير مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة (3) مثل مصير مؤتمري باريس(1) وباريس(2) لإعادة إعمار لبنان.
بعض المؤشرات لا تدعو للإطمئنان ، فالدول المانحة لم تلتزم بتقديم المال دون شروط ، وأولها أن يكون قطاع غزة تحت إمرة السلطة الفلسطينية وليس حماس التي ما زالت تماطل في تسليم مقاليد الحكم في القطاع إلى حكومة الوحدة الوطنية.
من هذه الشروط أيضاً استئناف المفاوضات لتحقيق السلام الدائم وإنهاء الاحتلال على أساس مبدأ حل الدولتين ، وسماح إسرائيل بإدخال مواد البناء وعدم عرقلة جهود إعادة الإعمار. الامر الذي يعطي إسرائيل فرصة إفشال أي مشروع.
يضاف إلى ذلك أن بعض المتبرعين سوف يقسطون الدفع على ثلاث سنوات ليطمئنوا إلى أن الامور تسير بالاتجاه الصحيح ولتحقيق شروطهم ، أو للحفاظ على خيار التوقف عن الدفع ، أو لانتظار أسباب ومبررات لعدم الدفع.
رب ضارة نافعة فالتطورات الأخيرة وضعت حل الدولتين على أجندة العالم ، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعاد إحياء المبادرة العربية وحشر إسرائيل في الزاوية.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة