الخميس 2024-12-12 08:19 ص

مباراة زوجيّة

07:37 ص

مشهد يبدو عاديا، ولم يتغيّر مع مرور السنوات، رغم كثرة ما تغيّر في الحياة. تتأمل الكائنات في السوق. فتجد الزوج يقبع في «مؤخرة» الموكب، حيث تسبقه زوجته، رأس الحربة، في «خطّ الهجوم»، وبعدها يكون الاولاد، متوسط هجوم، ومنهم من تراه يلعب «على الأطراف»، بينما الرجل يترنّح في «خَطّ الدفاع».



الأزواج/ الرجال، لم يختلفوا في «لعبة» الزواج منذ أيام «سيدي وسِتّك». أو هكذا تكون الحياة الزوجية.
الزوج لا يحب مرافقة زوجته ولا اولاده الى السوق. ولا «المولات» ولا «مدن الملاهي».


هو يفضّل ان يفعل ذلك بنفسه، حتى لو أخطأ في شراء نوعية «البندورة» المناسبة للطبيخ (صلبة او مستوية). ناهيك عن السِّعر. وهو غالبا ما يستسلم للسعر الذي يطلبه البائع، المهم ان يخلُص من الموضوع.


بينما الزوجة، تُساوم وتفاصل و«تنشّف ريق البيّاع»، وتحصل في النهاية على ما تريد بالسعر الذي تريد.
المرأة «أشطر» من الرجل في الشراء. هذه حقيقة لا يُنكرها الا «جاهل» أو «مكابر» أو «زوج احمق».
لكن المشهد ذاته، يختلف حين يعود موكب العائلة من السوق. تجد الزوج في المقدمة، بينما الزوجة في المؤخرة، تمشي الهُويْنى، لازم أكمل بيت الشاعر الأعشى، كما يمشي الوَجي الوَحِلُ. أي كما يمشي الأسير المكبّل بالقيود.


لاحظوا التشبيه البليغ، ولا بليغ حمدي.
وعندما يقرر الزوج الذهاب الى مناسبة بمزاجه تجد الزوجة، كالعادة، تُعاقبه بالتأخير، بحجة أنها « لسّه بتجهّز حالها».
أما إذا كان المشوار برغبة من الزوجة، تجد الزوج، كسولا، متباطئاً، يتحجج بنسيان «علبة السجاير» أو «الموبايل»، أو أنه اكتشف» أن ذقنه بحاجة للتنعيم والحلاقة».
طبعا هوّ « بتلكّك.. عشان ما يروح».


إنها مباراة بين الأزواج، احيانا يلعبونها على طريقة (4/ 4/2 ) وأحيانا بطريقة (3/5/1/1)، أي «برأس حربة واحد»، مرة يكون الزوج ومرة تكون الزوجة.
ولهذا تكْثُر « الفاولات»، وينال الزوج «كرتاً أحمر « و» يُطْرَد» من الملعب. لكونه « الطرف الأضعف». وعندها وكما يحدث دائما ينحاز «الجمهور «وهم الأولاد الى الأُم.
.. وتنتهي المباراة.
و«هارد لك».. أيها الزوج!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة