الأحد 2024-12-15 23:48 م

محمود الجوهري

08:34 ص

لنعترف أن أول من أطلق كرة القدم الأردنية عربيا هو الكابتن محمد عوض وأن أول من أطلقها آسيويا واعاد لها الاعتبار هو الكابتن (محمود الجوهري) ...توفي بعد قتال لأجل البقاء في المستشفى لحظة كتابتي هذا المقال.

لن يقرأ الكابتن محمود الجوهري ما أكتبه له الآن ...لا أعتقد ذلك ولكن الذين كانوا يجلسون معي على المدرجات والذين صفقوا لهذا الرجل والذين أدمنوا مباريات الوحدات والفيصلي ورفاق الصف الذين شاركوني الهرب من المدرسة كي نذهب إلى ستاد عمان سيقرأون ما سأكتب عن الكابتن محمود .
هو أهم من الحكومات صدقوني وأهم من المقالات العابرة التي تطرح حلولا عابرة وأهم من الإنشاء المتواضع الذي ينثر على أوراق الجرائد لسبب بسيط وهو أن كل رجل في العالم قد يقبل أن يوزع القلب على وطنين الا المصري ...المصري لا يعرف أماً سوى مصر (المحروسة) ولا يعرف أبا غير النيل ...ولكن الكابتن محمود الجوهري هو الوحيد الذي وزع قلبه بين وطنين ...بين مصر التي عاش على ترابها وبين عمان التي عشقها ..وقدم لها ولأهلها الكثير من الجهد والتعب والإنجاز.
ومصر في هذه اللحظة لا ترقب نبض فتى النيل الأسمر بل عمان ترقبه أيضا وهي ممنونة لهذا الرجل الذي كان صديقنا وأخانا وابن عمنا ....ولنعترف بطيب خاطر وبكل صدق الدنيا أن محمود الجوهري قدم لنا أكثر مما أعطيناه ...ومحمود لم يكن يحتاج مالا ...كان يريد أن يصنع لنا إنجازا ودورا وعمان سهلت له الدرب و منحته ذلك والأهم من لغة العطاء ولغة الأخذ هو:- لغة العروبة التي جاء بها محمود الجوهري إلينا فقد استطاع أن يؤكد حقيقة مهمة لدى الأوساط الرياضية الأردنية مفادها :- أن عمان وأن كانت من عواصم الدنيا القلائل التي لا تقع على بحر أو نهر ...الأ أن لها مكانا على ضفة النيل ...وعلى ضفة قلب محمود الجوهري أيضاً .
أدري أنك لن تقرأ المقال يا صديق الخطى المتعبة ..أعرف أن سمرتك الفرعونية تضج كبرياءا فوق الكبرياء ...وأعرف أني أسرفت قليلا في الوصف ...فقد شغلتنا هموم العمر وشغلتنا اعتصامات رفع البنزين وانشغلنا ..في الخبز والربيع العربي الذي جاءت ألوانه غريبة عجيبة إنشغلنا بأشياء كثيرة ..لكن فليتذكر من يقرأ المقال ان فتى أردنيا أستبد به التعب قرر أن يكتب لك مقالا ..عن الوفاء والشكر ..وقرر أن يمنحك جنسية حروفه ...وجنسية الحرف أهم من جنسية وزارة الداخلية هل تعرف لماذا ؟ لان جنسية الحرف فيها نبض وعاطفة وفيها الق وكبرياء وفي كل حرف تحضر مصر المحروسة بجيشها وبعبدالناصر الذي مازال حيا فينا وبنيلها....وبالغلابى الذين أسسوا فوق الثورة لحنا وهرما ومجدا لا يدانيه مجد...
صديقنا العزيز الكابتن محمود الجوهري لا يحق لي أن أتحدث باسم الأردنيين ...ولكن هذا الصباح سأتجاوز وباسمهم أود القول:- شكرا لك ايها المصري والأردني والعربي ....النبيل ..شكرا لك.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة