الخميس 2024-12-12 19:27 م

مستحقو الزكاة يشتكون من ''إذلال'' لجنة أوقاف الرمثا لهم

04:59 م

الوكيل - اشتكى مستفيدو صندوق زكاة الرمثا من طريقة تعامل مسؤولي لجنة الزكاة معهم، حيث وصفوا في حديثهم الآلية التي يتم فيها توزيع الزكاة بـ'الذل' وامتهان كرامة الأسر العفيفة خلال شهر رمضان الفضيل.


وأستهل أحد المستفيدين من صندوق الزكاة حديثه لـ'السبيل' بالتساؤل حول سبب تعامل اللجنة معهم بهذه الطريقة وإذلال المراجعين (على حد تعبيره)، مشككا بأن اللجنة تقصد إذلالهم حتى يمل المستفيدون، ولا يعودوا لأخذ زكاتهم.

وأضاف المستفيد الذي فضل عدم ذكر اسمه تجنبا للحرج بأنه يقضي ساعات أمام مكتب الزكاة وتحت الشمس الحارقة في سبيل الحصول على مبلغ لا يتجاوز الـ'25' دينار، حتى تكتمل ما اعتبرها المصيبة العظمى بالطريقة الفجة التي يتلقونها من القائمين على تسليم هذه الأموال، مشددا على أن الزكاة حق للمعوزين و لا منة ولا فضل للجنة الزكاة فيها.

بينما عرج مستفيد آخر على بعض الخفايا التي تدور في كواليس لجنة الزكاة، حيث شكك بأن تكون أسس متبعة في عملية جني الزكاة من المحسنين وتوزيعها بالقسط على المعوزين، لافتا إلى أن مبالغ مالية كبيرة تصل لجنة الزكاة بينما لا يشعر أحد بأن خدماتها تقدم لشريحة واسعة من الأسر العفيفة (على حد قوله).

وأضاف أن لواء الرمثا يشتهر بكثرة توزيع الزكاة خلال شهر رمضان، بحيث يصبح مقصدا للمعوزين من باقي المناطق المجاورة، مشيرا إلى أن قائمة المستفيدين من لجنة الزكاة متواضعة مقارنة بحجم المبالغ التي تحصل عليها اللجنة وتوزعها، فضلا عن أن هذه القائمة لا يتم تحديثها بأسماء جديدة حتى يعم الخير على الجميع في كل سنة.

فيما حمّل مواطن آخر، وصف نفسه بالمتابع لطريقة عمل لجنة الزكاة على مدار سنوات مسؤولية ما يتلقاه المستفيدون من لجنة زكاة الرمثا لمديرية أوقاف الرمثا نفسها بصفتها المسؤول المباشر عنها، مؤكدا أنهم قدموا لمدير الأوقاف ملاحظات عدة ترصد آلية عمل اللجنة وبعض ما وصفها بالتجاوزات، لكنه لم يحرك ساكنا من أجل وقفها والوصول إلى آلية وأسس تضمن وصول الزكاة لمستحقيها بالعدل والمساواة وفي ظروف تضمن احترام خصوصية المعوزين وعدم امتهان كرامتهم.

ولفت المتابع إلى أن بعض أعضاء لجنة الزكاة حرموا مستحقين للزكاة لصالح أقرباء لهم، مضيفا أن رصد في السابق حالات لبعض أعضاء اللجنة يصرفون لزوجاتهم أو شقيقات زوجاتهم أو أزواج شقيقاتهم من أموال الزكاة، دون حسيب أو رقيب على حد تعبيره، مطالبا بأن مديرية الأوقاف باتخاذ الدور الحاسم مع لجنة الزكاة لإعادة ثقة المحسنين بها، مشيرا إلى عزوف كثير من المحسنين عن تكليف اللجنة بتوزيع زكاة أموالهم.

وناشد المتابع مسؤولي اللجنة بأن يغنوا هؤلاء الفقراء عن هذا الأسلوب وان يتوجه القائمون على لجنة الزكاة إلى توزيعها على المنازل أو إيجاد آلية من شأنها أن تحفظ لهم كرامتهم بشكل اكبر.

في الجانب الشرعي يرى الشيخ علي الزعبي أن أهم الحكم في الزكاة أنها تجعل المجتمع الإسلامي كأنه أسرة واحدة، فيعطف فيه القادر على العاجز، والغني على المعسر.

ولفت إلى أن الإنسان يشعر بأن له إخواناً يجب عليه أن يحسن إليهم كما أحسن الله إليه مستدلا بالآية الكريمة من صورة القصص: ( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، مضيفا أن الأمة الإسلامية تصبح وكأنها عائلة واحدة، بشكل يتلاشى أمامه الحقد الطبقي الذي يفتت المجتمعات، مما يجعل المجتمع مترابطا متعاطفا، بحيث لا يحقد فقيره على غنيه، ولا يزدري غني فقير، بل الكل سواء وينعم الغني على الفقير بالمال ويجود الفقير على الغني والمجتمع بما يملك من مزايا أخرى كالعلم والمعرفة والمهنة الصالحة وبهذا ترتقي الشعوب.

وزاد الزعبي 'أن هذا ما يعرف عند المتأخرين بالتكافل الاجتماعي، والزكاة هي خير ما يكون لذلك ؛ لأن الإنسان يؤدي بها فريضة، وينفع إخوانه '، عارجا على أن اللجان القائمة على توزيع أموال الزكاة ليس لها منة ولا فضل، بل هي خادمة لله تعالى وقائمة على تنفيذ أوامر الله تعالى، مضيفا أن اللجنة بمثابة الوسيط بين الغني والفقير فلا يجوز لها لا شرعا ولا أخلاقا أن تمنن احد من الفقراء أو تعامله معاملة غير لائقة، بل عليها ان تؤكد له بأنها خادمة له .

من جهته نفى مدير أوقاف الرمثا جلال محاسنة أن يكون وصل للمديرية أي شكاوى تتعلق بلجنة زكاة الرمثا، مهيبا بكافة المعوزين ممن تساورهم الشكوك حول آلية عمل اللجنة بالرجوع إلى مديرية الأوقاف والتقدم بالشكاوى عبر القنوات المعنية، مؤكدا أنهم سيتعاملون مع أي شكوى بجدية من خلال تشكيل لجنة تحقيق للوصول إلى حقيقة الأمر.

وأكد المحاسنة لـ'السبيل' أن اللجنة تقوم بجهد كبير خلال شهر رمضان لإيصال أموال الزكاة لمستحقيها، مضيفا أنهم وزعوا خلال الأيام الخمسة الأولى من عمر الشهر الفضيل نحو 15 ألف دينار على مستحقيها.

السبيل


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة