الأحد 2024-12-15 14:48 م

مستقبل تقاعد المقيمين في الإمارات مقلق

07:47 م

الوكيل - واقع جديد، مسح شارك فيه 15،000 مستهلك في 15 سوقاً وأكثر من 1000 شخص في دولة الإمارات، كشف أنّ ما يناهز النصف (46%) من المقيمين لايزالون يجدون عوائق تمنعهم من الادخار بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع مصاريف المعيشة اليومية في الدولة . وتتفاوت الأسباب الأخرى التي تمّ ذكرها بين النقص في خطط التقاعد لغير الإماراتيين وعدم فهم معنى الادخار والاستثمار وأهميّتهما بشكل جيد .

و أظهرت دراسة حديثة لبنك إتش إس بي سي حول مستقبل التقاعد أن المقيمين في الإمارات غير محضرين وبشكل يدعو إلى القلق للتقاعد، حيث إن 89% من الأشخاص الذين شملهم المسح غير قادرين على وصف ادخاراتهم الحالية ب”أكثر من مناسبة” لمستقبلهم وأكثر من النصف يقرّون بأنهم يخافون مواجهة ضائقة مالية خلال فترة تقاعدهم .
وحسب جريدة الخليج فقد قال مصطفى رمزي مدير الفروع لدى البنك في لقاء مع الصحافيين، أمس في دبي للإعلان عن نتائج الدراسة إن متوسط العمر الذي يبدأ فيه سكان الدولة في التفكير في التحضير للتقاعد هو الأعلى بين الدول التي شملتها الدراسة وعددها 15 دولة ويصل إلى 30 سنة مقارنة بنحو 25 سنة في بريطانيا وماليزيا والبرازيل . وعلى الرغم من أن الفارق في السنوات يبدو محدوداً في البداية فإن ترجمة ذلك على مستوى حجم العائد المحقق على الادخار كبير بحيث يصعب إغفاله .
فبحسب تقديرات البنك يحقق الادخار التقاعدي لشخص عمره 35 عاما على مدى 25 سنة وبواقع 1250 دولاراً في الشهر عائداً في نهاية الفترة يصل إلى 818 ألف دولار، مقابل 345 ألف دولار تقريبا هي العائد لشخص يبدأ الادخار التقاعدي في عمر 45 سنة وبنفس قيمة القسط الشهري لفترة 15 سنة حتى سنة التقاعد . وذلك على أساس افتراض متوسط عائد سنوي يصل إلى 7% .
وحسب الجريدة لفت رمزي إلى أهمية الاعتماد على استشارات متخصصة على هذا المستوى بدلا من أن يعتمد المرء على أسلوبه الخاص في الادخار أو الاستثمار لفترة التقاعد، وقال إن الدراسة بينت أن الفارق يمكن أن يكون هائلاً على مستوى العائدات النهائية بين من يلجأ إلى الجهات غير صاحبة الخبرة في مجال إعداد خطط المعاشات التقاعدية وبين من يعتمد على الجهات صاحبة الخبرة .
ويعزو عدد كبير من الأشخاص النقص في الادخار إلى أنّ التقاعد “لا يزال بعيدا جداً للقلق حياله” وهو مفهوم يفسّر سبب احتلال المقيمين في دولة الإمارات المراتب الأعلى في تأجيل الادخار للتقاعد، حيث يبدأ الأفراد بالادخار بمعدّل عمر يبلغ الثلاثين سنة . ويشكّل ذلك تناقضاً صارخاً مع المملكة المتّحدة والولايات المتّحدة الأمريكية، حيث يبدأ الأفراد بالادخار في منتصف العشرينيات من العمر، بينما الأمر المقلق هو أنّ المقيمين في دولة الإمارات يؤمنون بأنّه بإمكانهم تأجيل البدء بالادخار إلى عمر ال37 ولا يزالون يتوقّعون حفاظهم على مستوى أسلوب الحياة الذي يستمتعون به حالياً .
ويتأثّر المقيمون في دولة الإمارات بشكل جدّي ب”أحداث الحياة”، وهو مصطلح يُستخدم لوصف المواقف في حياة كلّ فرد، حيث يجب إنفاق مبلغ ملموس من المال أو حيث يُفقد مدخول معيّن . وعلى صعيد عالمي، إنّ “أحداث الحياة” التي كان لها التأثير الأكبر في حياة الأفراد هي عوامل يصعب التحكّم بها مثل الركود الاقتصادي وفقدان عملهم، وفي دولة الإمارات تتفاوت هذه الأحداث بين شراء منزل (43%) وتسديد نفقات تعليم الأطفال (34%) وهما عاملان يمكن إدارتهما والتحكّم بهما من خلال التخطيط الحكيم . ولسوء الحظ، لا يزال ثلثا الأشخاص الذين تأثّروا بشكل من الأشكال بأحد أحداث الحياة يقرّون بأنّهم لا يزالون يعانون من عواقبها حتى اليوم” .
وصرّح ريك كروسمان، رئيس قسم الخدمات المصرفية وإدارة الثروات، بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط المحدود، قائلاً: “من المنطقي إعطاء الأولوية للاحتياجات والمتطلّبات الملحّة عوضاً عن التفكير بالصحة المالية على الأمد الطويل، ولكنّ “فجوات الادخار” هذه التي تحصل نتيجة للنقص في التحضير المالي يمكن أن توازي فجوات خطيرة في ادخار الأفراد للتقاعد على الأمد الطويل ولاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار نموّ الفائدة والاستثمار .”
وحين يتعلّق الأمر بالطموحات حيال التقاعد، يرغب معظم المشاركين في المسح بإمضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة (58%)، وهي نتيجة متشابهة جداً بين معظم الدول . ويبدو أنّ المقيمين في دولة الإمارات يتمتّعون برغبة أكبر لإنشاء مشاريع خاصة في السنوات اللاحقة، حيث إنّ تأسيس أعمالهم الخاصّة يشكّل ثاني أكبر طموح بين المقيمين في دولة الإمارات ب 51% مقارنة ب7% فقط في المملكة المتّحدة .
ويعتمد سكان الإمارات كثيراً على مدخراتهم النقدية عند التقاعد ولا يملكون استثمارات منوّعة كافية، ويعتبر 57% أنّ الادّخارات النقدية هي المصدر الأساسي للدخل في تلك المرحلة من حياتهم . وهذا التوجّه نحو المال النقدي يجعل أموال التقاعد عرضة للمخاطر إذ أقرّ ثلث المجيبين (28%) أنّهم يلجأون إلى الأموال التي يدّخرونها للتقاعد عندما يحتاجون كما أقرّ 36% أنّهم بأخذون المال من مدّخراتهم العامّة . نسبة أكبر من الأفراد يفضّلون بيع مقتنياتهم الثمينة (24%) عوضاً عن المساومة على مستوى حياتهم الشخصية والانتقال إلى منزل أصغر (18%) .
ويصف الخبراء في HSBC هذه النتائج “بالقنبلة الموقوتة” التي ستجعل ملايين الأشخاص يواجهون مستويات معيشية متدنية جدّاً في مرحلة لاحقة من حياتهم، وهو شعور يؤكّد واقع أنّ المشاركين في المسح من دولة الإمارات يتوقّعون أن يدوم تقاعدهم 15 سنة، بينما لن تدوم مدّخراتهم للتقاعد سوى 9 سنوات .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة