الخميس 2024-12-12 19:27 م

مشروع رياض الأطفال الحكومي

09:12 ص

آن الأوان فعلاً للحكومة ووزارة التربية لبذل مزيد من الجهود والاهتمام المضاعف في موضوع رياض الأطفال، إذ ما زال التعليم والتربية فيها تخضع للقطاع الخاص بشكل كامل، وهناك تفاوت كبير في مستواها ومناهجها ومدرسيها وفي أساليب التدريس فيها، وهناك كثير من رياض الأطفال عبارة عن مشاريع عائلية تجارية صغيرة، يتم إنشاؤها من أجل إيجاد عمل للزوجة أو البنت التي لم تستطع الحصول على وظيفة حكومية، ويجدها الأهالي فرصة أحياناً من أجل تخفيض عبء رعاية الأطفال على ربات البيوت المشغولات بالأعمال المنزلية وقت الصباح على الأقل.



يقول بعض التربويين وأهل الاختصاص أن معالم شخصية الإنسان تكاد تتشكل في سن الخامسة، بمعنى قبل التحاقه بالصف الأول في المدارس الحكومية والتعليم الإلزامي، وهذا الرأي يقودنا إلى ضرورة الالتفات من قبل وزارة التربية والتعليم إلى الإشراف على إنشاء الروضات المدرسية التي تعنى بهذا الجيل قبل الالتحاق بالمدارس، وقد شعرت بالسرور عندما أعلن وزير التربية الدكتور عمر الرزاز نية الوزارة البدء بهذا المشروع هذا العام.


التعاون مع القطاع الخاص في هذا الشأن أمر مهم وضروري ولكن على أسس سليمة ووفقاً لمعايير منضبظة، وهذا ما ينطبق على موضوع التعليم الخاص برمته على مستوى المدارس وعلى مستوى الجامعات أيضاً، ولذلك لا بد من نظرة جديدة تجاه هذا القطاع التعليمي المهم، ولكن لا بد من أن تكون المدارس والجامعات مؤسسات تعليمية غير ربحية، وبالمناسبة فإن معظم الجامعات الخاصة الناجحة والمميزة على مستوى العالم هي مؤسسات غير ربحية، وهذا أكثر انسجاماً مع المبادىء والمثل التربوية، حيث أن معيار التجارة والربح في موضوع المدارس والتعليم العالي ليس أمراً محموداً في ظل تقديم عامل الربح على العوامل التربوية والتعليمية المثالية الأخرى، من أجل ضمان الإعداد العلمي والمهني في أجواء صحية سليمة تختلف تماماً عن معايير الاتجار بالبضائع والأشياء المادية.


الأمر الإيجابي الآخر الذي ينبغي الالتفات إليه ايضاً هو فتح المجال أمام مسار «الوقف التعليمي» الذي يعد من أعلى مراتب الوقف من حيث الغاية والأثر، وكان هذا المسار مزدهراً وممتداً على طول تاريخنا العربي والإسلامي، وكان الأثرياء وأصحاب الأموال وكثير من القادة والزعماء يعمدون إلى إنشاء مدارس متميزة وفريدة استناداً إلى الأوقاف التي يتم من خلالها تخليد أسمائهم في التاريخ، فضلاً عن اعتبارها مصدراً للأجر الدائم والصدقة الجارية على مدار الزمن، ومن المفارقات أن هذه الفكرة يتم تطبيقها الآن في معظم الدرل الغربية المتقدمة اعتماداً على الفكرة الجوهرية لمضمون الوقف الإسلامي.


ومن هذا المنطلق يمكن فتح المجال للوقف في إنشاء روضات الأطفال في معظم القرى والأرياف والبوادي والأحياء في المدن، بحيث تكون منتشرة بعناية وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الأوقاف.


أما المسألة الأكثر أهمية فتتعلق بضرورة حسن الاختيار للمعلمين والمعلمات لروضات الأطفال، وأن لا يكون ذلك أحد مسالك محاربة البطالة، بمعنى ضرورة التركيز على حسن الاختيار بحيث يكون الذين تم اختيارهم لهذه المهمة من ذوي الكفاءة والاختصاص القادرين على التعامل مع هذه الشريحة بعناية فائقة ومتميزة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة