الإثنين 2024-12-16 00:08 ص

مصير "كارليتو" بين يدي "الروخيبلانكوس" ؟

01:15 م

الوكيل - يعدّ مدرّب فريق ريال مدريد الإسباني، كارلو أنشيلوتي من أبرز المدربين الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في مدوّنة كرة القدم الأوروبية لما حققه من إنجازات كبيرة على كافة المستويات المحلية والقارية والعالمية مع جلّ الأندية التي تولّى الإشراف على حظوظها.

وعلى الرغم من النجاحات التي حقّقها الإيطالي مع 'الميرينغي' منذ قدومه إلى فريق العاصمة الإسبانية والتي من أهمّها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرّة العاشرة الموسم المنقضي، فقد انهالت الانتقادات على 'كارليتو' من كل حدب وصوب مع تراجع أداء الفريق وتقهقره إلى المركز الثاني في سلّم ترتيب 'الليغا'.

ويرجّح متابعو كرة القدم الإسبانية أن تكون مواجهتا 'فيسنتي كاديرون' و'سانتياغو برنابيو' أمام الجار اللدود أتلتيكو مدريد مفصليةً لتبيان مستقبل أنشيلوتي مع 'الأبيض'.

وبناءً على هذه المعطيات ارتأينا أن نسلّط الضوء على وضعيّة الإيطالي الراهنة ونستقرأ الفرضيات التي تحوم حول مصير الفنّي الخبير مع فريق العاصمة الإسبانية.


أصل الداء

تصاعدت وتيرة الانتقادات مع الهزيمة الثقيلة للـ'ميرينغي' على ملعب 'فيسنتي كالديرون' أمام أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة في المرحلة الثانية والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وجاء التعادل 'المرّ' لفريق العاصمة الإسبانية على ملعبه 'سانتياغو برنابيو' مع فياريال (1-1) ليزيد من حيرة أحباء ريال الذين صبوّا جام غضبهم على المدير الفني الإيطالي.

وزادت كبوة ملعب 'سان ماميس' أمام أتلتيك بلباو (1-0) من محن أنشيلوتي الذي اكتفى بمحاولة تهدئة الأمور وطلب الصبر من الأنصار.

وعاد الحديث عن القطيعة مع الإيطالي عقب هزيمة ريال أمام غريمه الأزلي برشلونة في المرحلة الثامنة والعشرين من الـ'ليغا' (2-1) لكنّ 'كارليتو' فاجأ الجميع عندما أعرب عن تفاؤله رغم خسارة فريقه في قمّة الكرة الإسبانية.

وتنفّس مدرب النادي الملكي الصعداء مؤخّراً عندما ضرب ريال بقوّة مكتسحاً ضيفه غرناطة بتسعة أهداف لهدف واحد ثمّ ضمّ رايو فايكانو (0-2) وإيبار (3-0) إلى قائمة ضحاياه توالياً، لكن الجميع يترّقب بفارغ الصبر الوجه الذي سيظهره الفريق في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد.

الوضعية الراهنة

لا يبدو ريال في أفضل حالاته هذا الموسم إذ تظلّ نتائجه متذبذبة فبعد البداية الكارثية للفريق الملكي في الدوري المحلّي بخسارته أمام كل من ريال سوسييداد (4-2) وأتلتيكو مدريد (2-1) في المرحلتين الثانية والثالثة من 'الليغا' استعاد 'الميرينغي' شيئاً من عافيته وحقق الفوز في 12 جولة متتالية لكنه سرعان ما انهار على ملعب 'الميستايا' أمام فالنسيا (2-1) في المرحلة السابعة عشرة ليدبّ الشكّ في نفوس المدريديين من فقدان البريق الذي لازم مسيرتهم خلال الموسم الماضي.

وزادت خيبة الخروج من سباق كأس الملك أمام أتلتيكو مدريد في دور الـ16 من محن ريال بعد أن توّج الفريق باللقب الموسم المنصرم أمام غريمه برشلونة (2-1).

ولم يبق أمام 'الميرينغي' حالياً سوى اللعب على لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا بيد أنّ الأمور تلوح عسيرةً.

ففي الدوري المحلّي تبدو حظوظ ريال ضئيلةً للظفر باللقب إذ يتخلّف عن المتصدّر برشلونة بفارق نقطتين وهو أمر ليس بالهين بالنظر إلى عروض الفريق الكاتالوني الرائقة في الفترة الأخيرة وتذبذب مردود رجال المدرب كارلو أنشيلوتي.

واستفاد الإيطالي في الفترة الأخيرة من عودة بعض ركائز الفريق على غرار سيرجيو راموس والكرواتي لوكا مودريتش و الكولومبي خاميس رودريغيز الذين تغيبوا لأسباب صحية منذ أشهر فلولا ذلك لربما كانت حظوظ ريال في التتويج بلقب 'الليغا' منعدمة.

أما قارياً يتوجّب على الفريق المدريدي بذل مجهودات كبيرة لاجتياز 'الدابة السوداء' جاره أتلتيكو فضلاً عن مقارعة منافسين أشداء على غرار برشلونة وبايرن ميونيخ إذا ما تمكّن من العبور.

وبناءً على ذلك فإنّ فرصة أنشيلوتي الوحيدة للجم المشكّكين هي اجتياز عقبة أتلتيكو مدريد في الدور ربع النهائي من منافسات أمجد الكؤوس الأوروبية.

الدابة السوداء

يرى بعض الملاحظين للشأن الكروي الإسباني أنّ بقاء كارلو أنشيلوتي من عدمه سيتحدّد عقب مباراتي الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام 'الروخيبلانكوس'.

ومن سوء حظّ الإيطالي أنّه ومنذ استلامه دفّة تدريب الفريق الملكي يواجه صعوبات جمّة كلّما التقى أتلتيكو مدريد.

وواجه 'كارليتو' أتلتيكو في 11 مناسبة لم يفز خلالها سوى ثلاث مرّات فقط.

ففي موسم 2013-2014 التقى ريال تحت إمرة الإيطالي مع أتلتيكو خمس مرّات فاز خلالها في 3 مناسبات (مباراتين في كأس الملك ولقاء نهائي دوري الأبطال) في حين خسر مرّة وتعادل في أخرى لحساب الدوري الإسباني.

أمّا في الموسم الجاري فقد رافق الفشل رجال المدرب أنشيلوتي في مواجهة زملاء أردا توران إذ لم يتمكنوا من تحقيق أي انتصار في ست مباريات.

وانهزم ريال في 4 مناسبات (مباراتان في الدوري وواحدة في كأس السوبر الإسبانية وأخرى في كأس الملك) في حين حسم التعادل المواجهتين المتبقيتين (واحدة في كأس السوبر الإسبانية وأخرى في كأس الملك).

نقطة الصفر

أكد رئيس ريال مدريد، ثاني الدوري الإسباني لكرة القدم، فلورنتينو بيريز مؤخّراً أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي باق في منصب مدرب الفريق ويحظى بدعم النادي الكامل.

وقال بيريز الذي يمرّ فريقه بوضع حرج في الفترة الأخيرة، في مؤتمر صحفي في ملعب سانتياغو برنابيو: 'أنشيلوتي سيبقى مدرباً لريال مدريد. لن نغير شيئاً مهما حصل'.

بيد أنّ هذا الدعم قد لا يصمد أمام عاصفة الانتقادات التي قد تهبّ في أي لحظة ومع أي مطبّ جديد يعترض الفريق الملكي.

ويرجّح متابعو الكرة الإسبانية أن تكون 'عقبة' أتلتيكو مفصليةً لمشوار أنشيلوتي مع 'الميرينغي'.

وتعدّ محطّة ربع نهائي دوري الأبطال حاسمةً إذ ستحدّد مآل طموحات فريق العاصمة الإسبانية فإمّا أن يواصل ريال رحلة الدفاع عن لقب دوري الأبطال وإمّا قد يخرج خالي الوفاض من موسم عانى فيه الأمرين.

في المقابل، إذا ما تمكّن ريال من تجاوز اختبار أتلتيكو بسلام فسيكون ذلك بمثابة جرعة الأكسيجين للنادي الملكي ومدربه الإيطالي الذي سيمنحه التأهل على الجار اللدود أتلتيكو ثقةً غابت عنه منذ فترة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة